ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين؛ هل مازال هناك علي أرض مصر من يعتقد بالأعمال السفلية والسحر والشعوذة في الوصول لقلب الحبيب أو الإنتقام من آخر وغيرها من المعتقدات التي كانت سائدة في العصور المظلمة حيث انتشر الجهل والخرافة بكل أسف؟!، ستكون الإجابة إن المؤمنين بهذه الخزعبلات في إزدياد كبير في القرى والنجوع من الصعيد إلى الدلتا على الرغم من زيادة الوعي والتعليم الحديث لكن هذه الظاهرة القديمة المستمرة على مدار الأجيال تخطى مرتكبوها كل الحدود ليدنسوا المقابر بأفعالهم الشيطانية لذلك كان لابد من مواجهتها، والبداية كانت في قرى مركز المنصورة، وفي السطور التالية سنكشف لكم تفاصيل حملة القضاء على الأعمال الشيطانية في مقابر محافظة الدقهلية. فيديو قصير مدته ثلاثة دقائق لمجموعة من الشبان يقومون باستخراج بعض المتعلقات، وقصاصاتالأوراق المكتوبة بخط ولغةغريبة من داخل إحدى المقابر ويحرقونها بعد أن قرأوا عليها آيات من القرآن، ويتحدث أحدهم عن إنها حملة لتطهير المقابر من السحر والشعوذة هذا الفيديو كان بداية الخيط الذي تتبعناه لنعرف من هؤلاء؟، وما هى حقيقة ما يفعلون؟! ولماذا يفعلون ذلك؟! وللإجابة كان لابد لنا من الترحال لمدينة المنصورة التي قيل أنها المدينة التي وقعت بها هذه الأحداث وبالفعل بعد بحث قصير- بفضل انتشار الفيديو بين أهالي المدينة وحديث الجميع عما حدث في هذه المقابر - استطعنا معرفة أن المقابر التي كانت في الفيديو هى مقابر قرية "برق العز" التابعة لمركز المنصورة والتي تبعد عن المدينة بمسافة 10 كيلو مترات، والتي قطعناها لندخل القرية التي يسكنها ما يقرب من 30 ألف مواطن فهى من القرى الكبرى في ذلك المركز. تحدثنا مع بعض الأهالي بعضهم قال،"إنه سمع بالموضوع لكنه لايعرف من الذي قام بتطهير تلك المقابر، أما البعض الآخر فرفض الحديث"، وكانت هناك لمحة شك تظهر في حديثهم إلينا وكاد الإحباط يصيبنا قبل أن يخبرنا أحدهم أنه يعرف 2 ممن كانوا في تلك الحملة كما قال، وهم أشرف مصطفى الحلاق ورضا ابن الشيخ الراحل محمود عبد المقصود فبحثنا عنهم في القرية حتى عثرنا عليهما، فيقول أشرف،إنهم طهروا عددا من مقابر القرية بعد صلاة الجمعة بعد أن اكتشفوا أن بعض من ضعاف النفوس استغل المقابر في دفن أعمال طقوس السحر الأسود داخل هذه المقابر الموجودة وسط القرية، وبالتالي يستطيعون التواجد دون أن يلفتوا أنظار باقي سكان القرية، أما رضا فقال، إن أهالي القرية في بداية حملتهم لتطهير المقابر سخروا منهم وكان هناك استهزاء بما يفعلوه لكن بعد وقت قصير عندما استخرجوا عددا من الأعمال المدفونة داخل عيون المقابر في القرية تدفق عليهم عدد كبير من أهالي القرية ليشاهدوا الكمية الكبيرة من ورق الطلاسم والكتابات الغريبة التي تم استخراجها من المقابر، ويضيف رضا،أنهم كانوا يدخلون لعيون المقابر وهى فوق سطح الأرض بمتر كامل ثم حفروا في الرمال بمسافة من شبر لشبرين وخلالها تظهر الأوراق والأعمال المدفونة وكنا نأخذها ليتم قراءة بعض آيات القرآن عليها ثم نقوم بعد ذلك بحرقها على مرأى ومسمع من الأهالي! عظام أطفال وطلاسم وحبال! وعن أغرب ما أخرجوه من باطن الأرض قال أشرف، إنهم عثروا على شعر آدمي،وعظام بالية لطفل صغير عليها كتابات غريبة، وطلاسم عجيبة، كما عثروا على بعض الحبال المعقودة على هيئة عقل كثيرة حاولوا لمدة ساعة كاملة فك هذه العقد لكن دون فائدة لأنهم كلما فكوا عقدة يجدوها عادت كما كانت حتى قرأ أحد المشايخ بعض آيات القرآن ففكت في الحال،واضاف أنهم وجدوا بعض الأعمال التي ظهر من خلال الأوراق البالية إنها وضعت في ذلك المكان من سنوات طويلة كما اكتشفوا بعض الشعيرات و"أتر" لسيدات ورجال للفرقة، ووقف الحال كما كشف الورق الموجود أمامهم قبل أن يحرقوه وهو بالمناسبة بكميات كبيرة، إذ كشفوا في مقبرة واحدة فقط 15 عملًا سفليًا، وعن تأثير ذلك على أهالي القرية قال رضا،أن إحدى السيدات اللاتي لم تحمل منذ تزوجت قبل عدة أعوام حملت بعد أن حرقوا هذه الأعمال، أما عن عدم تصديق البعض لهذه القصة فقال رضا،أن أهل قرى المنصورة كلهم يعرفون قصة الشيخ محمد العريان الذي مات قبل أيام قليلة، وهو الذي كان ملئ السمع والبصر فهو شخصية محترمة يقدرها الجميع؛ لكنهم فجأة وجدوه يمشي عاريًا في الشوارع ومهما حاولوا معه كان يعود لسيرته الأولى حتى مات عاريًا في أحد الأزقة لنكتشف بعد ذلك أن زوجة أبيه كانت قد عملت له عملًا على قرموط في الترعة حتى مات وذلك بسبب الورث. كاميرات مراقبة! وبسؤالهم عن بداية الحملة أخبرونا أنهم كانوا جزءًا من الحملة لكنها لم تبدأ من قريتهم بل كانت البداية من قرية اسمها"جديدة الهالة" القريبة منهم على يد أحد المشايخ ويدعى عمر عبد المنعم لذلك ذهبنا للبحث عنه في قريته حتى وجدناه، رحب بنا الرجل، وذهبنا معه لمقابر قريته التي بدأ منها حملته وكان خلال حديثنا يحمل في يديه جوال بلاستيكي به مجموعة من كاميرات المراقبة،فسألناه عنها فأخبرنا أن أهل الخير تبرعوا بهذه الكاميرات ليتم وضعها على حدود المقابر حتى تكشف من يقوم بوضع هذه الخرافات داخل المقابر ليتم تسليمه للعدالة بعد التنسيق مع مركز أول شرطة المنصورة مؤكدًا على أن كل القرى التابعة للمركز ستكون مؤمنة بهذه الكاميرات حتى يرتدع من يفعل ذلك ويخاف من كشف هويته. رجل وسيدتان! وعن بداية الحملة قال عمر، إنه يملك منزلا بالقرب من مقابر القرية؛ وشاهد في أحد الأيام سيدتين ورجل معروف عنه عملالسحر والدجل والشعوذة داخل المقابر في ساعة متأخرة من الليل، فتابعهم ثم واجههم فتلعثموا، وأخبروه أنهم كانوا يبحثون عن شقة،نعلم أن هذا الرجل كان يساعدهم في عمل الشر، وبعد أن رحلوا وجدنا آثارًا من طقوس الدجال الذي كان موجودًا مع السيدتين لذلك أخذنا على عاتقنا، الدعوة لاستخراج هذه الأعمال السحرية من المقابر لذلك جمعنا بعض من المشايخ والمهتمين، ودخلنا المقابر واستخرجنا أجولة من الأوراق التي بها طلاسم وكلمات غريبة، وخصلات شعر وغيرها من الأشياء الغريبة من داخل "الترب"، وبالفعل بعد ذلك انتشر ما فعلناه في مقابر قريتنافي باقي القرى الموجودة في المركز كله، ليتم الاستعانة بنا في تخليص باقي القرى من هذه الأفعال غير السوية مؤكدًا على أنهم مستمرين في حملتهم حتى يتم تطهير كل مقابر المركز من الدجل والشعوذة، مناشدًا المعلمينبالمدارس، ودور العبادة التوعية منعواقب هذه الأفعال التي يرفضها الدين،والعقل، والمنطق السليم. إلى هنا إنتهت جولتنا في مركز المنصورة وتحديدًا في مقابرها لكن ما زال لدينا سؤالًا لابد من الإجابة عليه، فعلى الرغم من نبل ما يفعله هؤلاء الشباب لكن هل من القانوني فتح مقبرة دون إذن من النيابة، سؤال يحتاج لجواب لكن أرجو أن يستمر هؤلاء الأشخاص في حملتهم ولكن في إطار قانوني فهل سيحدث؟!