عبد الناصر يستقبل نكروما وزوجته المصرية فتحية وأولادها في مايو من العام الماضي جاءت النائبة البرلمانية الغانية سامية نكروما للقاهرة تلبية للدعوة التي تلقتها من وزارة الخارجية لبحث استعدادات مؤتمر "الثقافة الأفريقية" الذي عقده في أسوان في سبتمبر 2017، وتم استضافتها في المجلس الأعلي للثقافة وتسليمها درع المجلس تكريما لها، وقتها لم يتوقف البعض ليسأل عن النائبة الغانية سامية نكروما التي تربت في مصر عقب الانقلاب العسكري علي والدها الرئيس " كوامي نكروما"،والبعض لا يعرف انها ابنة " فتحية رزق " المصرية التي هام بها قلب الرئيس الغاني وطلب من الرئيس جمال عبد الناصر ليتدخل ويقنع والدتها للموافقة علي الزواج منها، وكثير من اجهزة الاعلام لم تهتم الاهتمام الكافي بالسيدة فتحية رزق يوم وفاتها في 31 مايو 2007 بالقاهرة، ولم تقدم المعلومات الكافية لأرملة الرئيس الغاني المصرية التي ترأس قداس الجنازة بالكاتدرائية المرقسية البابا شنودة الثالث، وتم دفنها بجوار قبر زوجها في غانا نزولا علي إصرارالرئيس الغاني جون كوفور. فمن هي القبطية المصرية " فتحية رزق" ابنة حي الزيتون التي توسط الرئيس جمال عبد الناصر لدي والدتها للموافقة علي زواجها من الزعيم الغاني " كوامي نكروما " ؟ في واحدة من زياراته للقاهرة رأي المناضل الغاني فتاة جميلة التقاها لأول مرة في بنك مصر حيث كانت تعمل، وشاهدها مرة ثانية في رئاسة الجمهورية عندما انتقلت اليها للعمل مترجمة للغة الفرنسية، احبها منذ أن رآها لأول مرة، عرض عليها الزواج لكن والدتها رفضت علي اساس ان ابنتها ستفارقها لبلد غريب عليها وربما لن تراها مرة أخري. في حوار مع جيزال خوري ببرنامج " المشهد " كشف نجلها الصحفي "جمال نكروما " محرر الشئون الدولية بالزميلة " الاهرام ويكلي" ملابسات زواج والدته المصرية المسيحية من والده الزعيم الغاني والدور الذي قام به الرئيس عبد الناصر في هذه الزيجة فقال: - "والدتي من مواليد القاهرة في 22 فبراير 1932، نشأت في حي "الزيتون" لأسرة مسيحية تنتمي لعائلة بطرس باشا غالي من جهة الأم "، وقال إن زواج والديه بني علي رؤيا من الشيخ إبراهيم التيجاني، شيخ الطريقة الصوفية التيجانية التي كان يتبعها والده، فقد قال الشيخ إنه رأي أن نكروما سيتزوج مصرية، وتحققت الرؤيا عندما طلب من الرئيس عبد الناصر الزواج منها، فعرض الرئيس طلبه عليها وعلي أسرتها، لكنه قوبل برفض شديد من والدتها خوفا علي ابنتها من الغربة وطول المسافة، بالإضافة إلي اختلاف العادات والتقاليد. لكنها تراجعت عن رفضها ووافقت علي الزواج بعد أن طمأنها الرئيس جمال عبد الناصر بأنه سيكون هناك خط طيران مباشر بين البلدين وتأسيس سفارة مصرية ترعي مصالح المصريين هناك. ويقول نجل اول رئيس لغانا بعد الاستقلال إن والده أنجب من والدته 3 أبناء، هو وشقيقته " سامية" وشقيقه " سيكو" نسبة للرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، ويستكمل السرد قائلا : ظللنا في غانا حتي الانقلاب العسكري الذي أطاح بوالدي في 24 فبراير سنة 1966، وقتها كان والدي في الصين، وفي هذا اليوم استيقظنا مرعوبين الساعة الرابعة فجرا علي أصوات الحيوانات وزئير الأسود الموجودة في حديقة الحيوانات أمام القصر الرئاسي بغانا، وسمعنا طلقات الرصاص وعرفنا أن هناك معركة يتم فيها تبادل النيران بين الانقلابيين والحرس، واتصلت أمي علي الفور بالزعيم جمال عبد الناصر ووصفت له ما حدث فرد قائلا: »ما تقلقيش هبعت طيارة من مصر تاخدكم»، وبالفعل جاءت الطائرة وأقلتنا إلي مصر وكنا متعبين جدا ونزلنا في قصر الطاهرة إلي أن ينتهي بناء سكننا الخاص الذي اختاره والدي بحي المعادي علي النيل أثناء مروره هو والرئيس عبد الناصر من هناك وأشار له قائلا : "إحنا هنسكن هنا"، فعرض عليه الرئيس ناصر ان يسكن في مصر الجديدة لأنها أفضل من هذا المكان، ولكن والدي أصر علي المكان الذي وقع اختياره عليه ". من برنامج » المشهد » التليفزيوني • كنوز : بقي أن نقول إن " كوامي نكروما" من مواليد 1909 وهو أول رئيس لغانا بعد استقلالها من الاحتلال البريطاني في 1 يوليو 1960 وظل رئيسا للدولة لمدة 6 سنوات إلي ان تم الانقلاب العسكري عليه، التحق عام 1935 بجامعة لينكولن وعمل بمدرسة الاقتصاد في لندن عام 1945، في عام 1947عاد لغانا وأصبح أمين عام مؤتمر شاطئ الذهب الموحد وبدأ بالنضال لأجل استقلال غانا، اعتقل وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، فاز حزبه بالانتخابات وهو بالسجن فأطلق سراحه وتولي رئاسة الوزراء 1952، كان احد مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية، توفي في رومانيا 27 ابريل 1972 بالسرطان عن عمر 62 عاما، دفن في غينيا وأعيد جثمانه إلي غانا في جنازة رسمية، ومن مؤلفاته : "أتكلم عن الحرية - يجب أن تتحد أفريقيا - الاستعمار الجديد - غانا" والكتاب الأخير يتضمن سيرته الذاتية.