قال جمال نكروما نجل الرئيس السابق كوامي نكروما أول رئيس لغانا ومحررها من الاستعمار البريطاني إن والدي كان في إحدى الزيارات الدولية في الحبشة وكانت أمي برفقته في الزيارة. وأضاف: أثناء الزيارة سألها »هيلاسيلاسي« امبراطور غثيوبيا وقتها وقال لها: «إزاي واحدة جميلة زيك تتجوز نكروما»، وتهجبت من السؤال وأحرجت ولم ترد من الإحراج، ولم تخبر والدي بما حدث. وأضاف جمال قائلا: طلب منها إمبراطور الحبشة أن تبلغ رسالة لعبد الناصر مفادها: « «قولي لعبد الناصر إن لدي رغبة في نقل مسلمي الحبشة إلى مصر مقابل انتقال مسيحيي مصر لإثيويبا والعيش بها»، وأُحرجت أمي وقالت لا أستطيع إبلاغ ناصر هذه الرسالة لأنني أعلم إجابته.. ورد عليها: «قوليلوا بس»، ولم تفعل ولم تخبر عبد الناصر. جدير بالذكر أن الزعيم الراحل كوامي نكروما كان أول رئيس لغانا بعد تحريرها من الاحتلال البريطاني وتزوج من المصرية فتحية رزق والذي رآها في مصر لأول مرة عندما كان في إحدى زياراته للقاهرة، وشاهدها مرة أخرى أثناء زيارته للرئيس عبد الناصر في القصر الرئاسي فقد كانت مترجمة للزعيم الراحل وطالب نكروما عبد الناصر أن يعرض على فتحية الزواج ويعرف رأيه ويبلغه، وبالفعل أبلغها وتزوجا رغم رفض والدتها إلا أن يتدخل عبد الناصر كان سببا في إتمام الزواج. وقد نشأت في حي "الزيتون" أحد أحياء مدينة القاهرة، لأسرة مسيحية مصرية، كانت الابنة الثالثة لموظف في الخدمة المدنية في مصر الذي توفي، في حين تولت الأم تربية أطفالها دون الزواج مجددا، وكانت تعمل في بنك مصر ثم عملت مترجمة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وحاور موقع "صدى البلد" نجلها الأكبر جمال نكروما والذي أكد أن والدته كانت جميلة وتشبه الفنانة الكبيرة ليلى طاهر. وقال الابن إن أمه من عائلة بطرس باشا غالي من جهة الأم، مشيرا إلى أن جمال عبد الناصر له فضل كبير بعد الله سبحانه وتعالى على أسرة الزعيم الراحل نكروما، مشيرا إلى أنه كان سببا في زواج والديه أب غاني وأم مصرية مسيحية، مشيرا إلى أن والده رأى والدته أول مرة في بنك مصر قبل ثورة 52 وأعجب بها. وأضاف الابن أن الزعيم نكروما رأى والدته مرة أخرى في القصر الرئاسي وقتها فقد كانت تعمل مترجمة للزعيم جمال عبد الناصر. وأكمل قائلا: ولدت فتحية رزق ونشأت في حي "الزيتون" أحد أحياء مدينة القاهرة، لأسرة مسيحية مصرية، كانت الابنة الثالثة لموظف في الخدمة المدنية في مصر الذي توفي، في حين تولت الأم تربية أطفالها دون الزواج مجددا. وأكد نكروما أن زواج والديه بني على رؤيا من الشيخ إبراهيم التيجاني، شيخ الطريقة الصوفية التيجانية، والتي كان يتبعها والده، فقد قال له الشيخ إنه رأى أن نكروما سيتزوج مصرية، وتحققت الرؤيا عندما رأى نكروما والدته خلال إحدى زياراته للزعيم عبد الناصر في مصر، فقد أعجب بها وطلب من ناصر الزواج منها. وعرض الرئيس المصري طلبه عليها وعلى أسرتها، لكنه قوبل برفض شديد من والدتها خوفا على ابنتها من الغربة وطول المسافة، بالإضافة إلى اختلاف العادات والتقاليد. وعما إذا كانت والدته أحبت نكروما أم لا، قال الابن: "والدتي كانت تحب والدي ولكن الرفض كان من جدتي، ولكن وافقت بعد طمأنة ناصر لها وتأكيده لها بإنشاء خط طيران مباشر بين البلدين وتأسيس سفارة مصرية أيضا ترعى مصالح المصريين هناك، حيث قال بالنص: «متخافيش عليها إحنا هنأسس سفارة في غانا وسيتم إنشاء خط طيران مباشر». وأضاف: "وأنجبا 3 أبناء أنا وشقيقتي سامية وأخويا سيكو نسبة للرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، وسيكو يعني الشيخ وهم لا ينطقون الخاء في غانا، وظللنا في غانا حتى الانقلاب العسكري الذي أطاح بوالدي 24 فبراير سنة 66، وخلال هذه الفترة كان والدي في الصين وانقلب عليه الجيش الغاني منتهزين خروجه من البلاد، رغم مساندة الحرس الجمهوري للزعيم نكروما". ووصف نكروما الابن لحظات الانقلاب قائلا: "تركنا والدي وسافر إلى الصين في إحدى زياراته الدولية، وقتها انقلب الجيش عليه وقرر الإطاحة به، وفي هذا اليوم استيقظنا مرعوبين الساعة الرابعة فجرا على أصوات الحيوانات وزئير الأسود الموجودة في حديقة الحيوانات أمام القصر الرئاسي بغانا، وسمعنا طلقات رصاص عدة وعرفنا أنهم يريدون الإطاحة بوالدي". وأضاف: "واتصلت أمي على الفور بالزعيم عبد الناصر ووصفت له ما حدث فرد ناصر قائلا: «ما تقلقيش هبعت طيارة من مصر تاخدكم»، وبالفعل جاءت الطائرة وأقلتنا إلى مصر وكنا متعبين جدا ونزلنا في قصر الطاهرة إلى أن ينتهي بناء سكننا الخاص الذي اختاره والدي بحي المعادي على النيل أثناء مروره هو وعبد الناصر من هناك وأشار له قائلا: "إحنا هنسكن هنا"، فعرض عليه ناصر مصر الجديدة قائلا له إنها أفضل من هذا المكان، ولكن والدي أصر وأنا أسكن فيه الآن". جدير بالذكر أن نكروما كان أول رئيس لغانا بعد استقلالها من الاحتلال البريطاني عام 1960 وحتى 66، وكان أول رئيس وزراء لغانا أيضا عام 57 وحتى 60، وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية وواحدا من مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية قبل إسدال الستار عنها في 2002.