الكفار يتخذون من بشرية الرسول صلي الله عليه وسلم حجة بأن هذا الكتاب ليس من عند الله وكان الرد هو: أن كل الرسل السابقين كانوا بشراً فما العجب في أن يكون سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رسولاً بشراً؟ كل خطاب لرسول الله صلي الله عليه وسلم في القرآن الكريم يتضمن خطابا لأمته جميعاً فالرسول صلي الله عليه وسلم كلف بأن يبلغ الكتاب للناس، ونحن مكلفون بأن نتبع المنهج نفسه ونبلغ ما جاء في القرآن للناس حتي يكون الحساب عدلا، وإنهم قد بلغوا منهج الله ثم كفروا به أو تركوه، إذن فابلاغ الكتاب من المهمات الأساسية التي حددها الله سبحانه وتعالي بالنسبة للقرآن. والكتاب فيه رد علي حجج الكفار وأباطيلهم واقرأ قول الله تبارك وتعالي: »الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَي رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ»، »يونس:1-2» وفي هذه الآيات الكريمة يلفتنا الله سبحانه وتعالي الي حقيقتين الحقيقة الأولي هي أن الكفار يتخذون من بشرية الرسول حجة بأن هذا الكتاب ليس من عند الله وكان الرد هو: إن كل الرسل السابقين كانوا بشراً فما هو العجب في ان يكون محمد صلي الله عليه وسلم رسولاً بشراً، واللفتة الثانية هي ان هذا القرآن مكتوب بالحروف نفسها التي خلقها الله لنا لنكتب بها ومع ذلك فإن القرآن الكريم نزل مستخدما لهذه الحروف التي يعرفها الناس جميعاً معجزاً في ألا يستطيع الانس والجن مجتمعين أن يأتوا بسورة واحدة منه ثم يلفتنا الحق سبحانه وتعالي لفتة اخري إلي أن هذه الكتاب محكم آياته، ثم بينه الله لعباده واقرأ قوله جل جلاله في سورة هود: »الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ» »هود: 1-2». هذه هي بعض الآيات في القرآن الكريم التي أراد الله سبحانه وتعالي ان يلفتنا فيها الي معني الكتاب فآياته من عند الله الحكيم الخبير وكل آية فيها اعجاز يتحدي به الانس والجن وهذا الكتاب لابد أن يبلغ للناس جميعاً فالكتاب ينذرهم ألا يعبدوا إلا الله ليكون الحساب عدلا في الآخرة، فمن انذر وأطاع كان له الجنة ومن عصي كانت له النار والعياذ بالله. ثم يلفتنا الله الي ان هذا الكتاب فيه قصص الانبياء السابقين منذ آدم عليه السلام يقول جل جلاله: »الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ» »يوسف: 1-3». وهكذا نجد أن القرآن الكريم قد جاء ليقص علينا أحسن القصص بالنسبة للانبياء السابقين والأحداث التي وقعت في الماضي ولم يأت القرآن بهذه القصص للتسلية أو للترفيه.