استغلال المشاهير بوابة رئيسية لهدم المجتمعات وخاشقجي وآمال ماهر ومني الشاذلى وأديب.. أبرز الأمثلة قطروتركيا تستعينان بإعلام ميردوخ بحجة تحسين الصورة لشراء معلومات سرية لضرب دول الجوار المخطط بدأ بمحو التراث العربى وإعادة تشكيله عن طريق دعاة مودرن ومسلسلات «صهيو- عالمية» هل تتحول الدعاية الخاصة بالفنانين إلي قنبلة موقوتة وتتحول إلى كرة لهب يمكن لأهل الشر الإرهابيين أن يستغلوها استغلالا سياسيا لتوجيه سهامهم المسمومة إلي الدولة ومحاولة إثارة الفتن بداخلها ؟ هذا السؤال فرضته أكثر من واقعة في إطار ما يراه البعض أنها دعاية قاتلة لا يشعر من يقوم بها بالمسؤولية تجاه الظروف المحيطة والمخططات التي تحاك ضد الدولة .. وظهرت خطورة هذا الأمر مع شائعة اختفاء آمال ماهر التي انطلقت بدون أى وعي علي فيس بوك واستمرت لثلاثة أيام ما بين من قال إن نقابة الموسيقيين أعلنت اختفاءها وما بين لجان الكترونية سعت للعب علي هذه الشائعة. ولكن تمثلت الكارثة في عدم خروح آمال ماهر لتنفي الشائعة رغم رواجها واستمر صمتها طوال ثلاثة أيام لتخرج بعدها لتبدي دهشتها من الشائعة وتقول لجمهورها علي انستجرام وحشتوني .. وهو أمر لم تنتبه له نقابة الموسيقيين التي كان من الضرورى أن تقوم بفتح تحقيق سريع لمعرفة أسباب صمتها .. خصوصا ان ملابسات خلافات آمال ماهر الشخصية خلال الشهور الماضية ومما أحيط بها فتح المجال لانتشار الشائعات بصورة أكبر وجعلها علي التماس مما دفع قوي الشر لاستخدام الأمر سياسيا .. الأمر الذي جعل البعض يقول إن آمال كانت وراء إطلاق الشائعة كنوع من الدعاية أيضا. وقبل آمال ماهر كانت هناك محاولات مستميتة أيضا للعب علي وتر شائعات الكترونية خاصة ب الإعلامية مني الشاذلي والترويج الإلكتروني من جانب لجان الإخوان ايضا بأنها كانت زوجة لأحد أقطاب الجماعة تحديدا خيرت الشاطر ورغم أن البعض كان ينتظر أن تخرج مني بنفسها لتهدد القائمين علي نشر هذه الشائعة بمقاضاتهم إلا أنها أيضا التزمت الصمت رغم أن الأمر هنا يضرها علي المستوي الشخصي عكس آمال ماهر .. ويأتي الاختلاف أيضا ان مني بالطبع لم تروج لهذه الشائعة كدعاية ولكن الكواليس أشارت إلي ان لجان الإخوان أرادت من ترويج هذه الشائعة قياس الرأي العام في صناعة مثل هذه الشائعات .. ويتضح من الواقعتين أن هناك دعاية يتسبب فى صناعتها المشاهير وأخري يصنعها إعلام الإرهاب من الألف إلي الياء وهي أرضية جديدة ظهرت ملامحها مع لعبة الإعلام الدولي للإرهاب في استغلال قضية جمال خاشقجي ... وهو مالم يلتفت له إعلامنا ولم يضع استراتيجية لمواجهته .. ولم يدرك أن هناك شائعات أقل خطورة رغم فبركتها تقوم مراكز في الخارج متخصصة بدراستها وقياس مدي انتشارها ثم يتم تدريسها لإعلام الإرهاب كي يستخدموها في رسم الخطط الخاصة بنشر الدعاية بنفس السيناريو ولكن علي الشؤون السياسية في نفس الوقت الذي يتم فيه علي الخط الموازي تحسين صورة الدول الداعمة للإرهاب عن طريق شركات متخصصة في هذا النوع فى بريطانيا وانجلترا مثل شركة أسمها فرويد، وصحيفة الإندبندنت، ودار نشر فايس ومعهد طوني بلير للتغيرات العالمية. .. وخطورة هذه الشركات والمؤسسات أن اغلب العاملين فيها من مدرسة ميردوخ المشهور بولائه للفكر الصهيوني .. ويزيد من هذه الخطورة أيضا أن نفس هذه المؤسسات وغيرها هي التي تقوم بالدعاية لتحسين صورة إسرائيل والتي أنفقت 100 مليار دولار لتحسين صورتها .. وهي نفسها المؤسسات التي لجأت لها قطر منذ عامين لتحسين صورتها أيضا .. وتأتي الكارثة الكبري ان بعض الدول العربية ذات المواقف المحترمة تلجأ لهذه المؤسسات والتي غالبا ما تطلب بيانات واحصاءات عن الدولة فتكون بمثابة وسيلة لجمع المعلومات يتم تمريرها للمؤسسات التابعة للدول الإرهابية فتكون ضرباتها قوية.. وهو السر الذي يكشف كيفية حصول الوكالات ووسائل الإعلام المعادية مثل قنوات الجزيرة والقنوات المنطلقة من تركياوقطر بهدف التخريب إضافة إلى قنوات مثل بي بي سي وسي ان ان وهو مالم يخضع لدراسة حقيقية حتي الآن من بعض الدول التي تكتشف فجأة ان هناك وثائق وتسريبات خاصة بها علي بعض القنوات !! نفس هذه المؤسسات تخصصت في صناعة نجومية عشرات الإرهابيين وأصحاب الفكر المتطرف نظرا لاعتمادها علي دراسات اجتماعية ونفسية للشعوب فيتم صناعة هذا النجم أو تلك الفنانة أو هذا المفتي أو المحلل السياسي كي تتم السيطرة علي العقول .. وليس صعبا ان يتم صناعة نجوميته في إطار الاختبارات التي هي من الأساس خارجة من الدول المستهدفة حيث تتم دراسة كيفية نجاح هذا النجم أو ذاك بل واللعب علي جزء من الدعاية التي أقامها لنفسه .. وتستطيع رصد هذا الأمر من خلال مرحلة الدعاة الجدد التي انتشرت في مصر منذ سنوات حيث ظهر الداعية المودرن متمثلا في خالد الجندي ليتبعه عمرو خالد ثم الإرهابي صفوت حجازي وبقية الدائرة ... وفي المقابل تمت صناعة أمير الإرهاب القرضاوي .. ثم تطرق الأمر إلي مخطط آخر في نفس الفترة وهو السيطرة علي سوق السينما والدراما وبدأت بنشر الأفلام الهندية بكثافة لتعقبها مسلسلات هندية مدبلجة لها عادت وطقوس الديانات الهندية .. في حين اعتمدت تركيا علي أفلام البورنو من خلال قنواتها المفتوحة لتبدأ بعدها بالمسلسلات المدبلجة المصدرة للمنطقة وحظيت بنسب مشاهدة شبابية من الشباب بحثا عن لقطة هنا أو هناك لتبدأ بعدها السيطرة علي العقول من مدخل رومانسي تطور إلي فخ للإيمان بالخلافة العثمانية .. ولعل الجميع يتذكر كيفية صناعة بطلي أول مسلسل (مهند ونور) ودعوتهما لمهرجان القاهرة السينمائي .. والذي كاد ان يسقط أو سقط بالفعل مؤخرا وهو سقوط مكرر بمحاول تكريم لولوش الصهيوني والذي أثارت استضافته زوبعة قبل قرار المنع لتنتقل لزوبعة أخري عالمية لا تقل ضررا بأن هناك معاداة للسامية وفق الإعلام الغربي دون ان يقع حتي الآن حساب لإدارة المهرجان .. وهي سياسة دعائية أيضا حركتها نفس المؤسسات الدعائية .. وبنفس النهج مضي المسلسل الدعائي عبر السنوات من خلال عدة محاور أبرزها افقاد الدول المستهدفة لأهم أسلحتها والمتمثلة في القوة الناعمة من خلال تدمير صناعة السينما والدراما والغناء بل والسيطرة علي التراث الفني بالكامل وأيضا السيطرة علي مفاصل الألعاب الرياضية إعلاميا .. في حين كانت الكارثة الكبري متمثلة في برامج الأطفال التي أصبحت الدول المستهدفة ومنها مصر المستورد الأول لهذه الأعمال من الخارج وبما تتضمنه لغة الحوار والمفاهيم التي تفصل الطفل عن مجتمعه .. ثم عمليات التسطيح الممنهجة من خلال برامج الإلهاء المتمثلة في المسابقات واكتشاف المواهب وصناعة تيمات مثل أبلة فاهيتا وغيرها من برامج ... هذا المخطط الذي توغل إلى المجتمعات المستهدفة لم يجد من يتصدي له بإعلام استراتيجي حيث سقط إعلامنا وصناعته في أكثر من فخ بما أطلق عليه البعض المكلمات الليلية المتمثلة في التوك شو والاعتماد علي نفس الوجوه «المحروقة إعلامياً» في وقت يستغل فيه إعلام الإرهاب الموقف ويطور من أدائه ويعتمد علي الصورة سواء الصحيحة أو المفبركة .. وهذا الإعلام يستطيع أن تجده في تقارير القنوات التي تستهدفنا مثل الجزيرة وبي بي سي وسي ان ان وقنوات تركيا. التي اشرنا إليها ولم ينتبه احد إلي أنها تسير وفق منهج دعائي مخابراتي وبدعم صهيوني يقوم علي مبدأ هاجم اسرائيل ولكن دون أدلة كي يصدقك الأخرون وهاجم أعداء اسرائيل بأدلة!! ومن خلال دراسات هذه المؤسسات ماحصلت عليه من معلومات ومراقبة أداء فلا شك أنها توصلت لتحليل واف لأداء كل مذيع مصري يظهر علي الشاشة ويحظي بشعبية .. فيتم تمرير معلومات الهدف منها الهاء هذا الإعلامي أو ذاك أو تجنيده إعلاميا دون شعور للترويج لما يريدون الدعاية له وفي المقابل تكون ضربات الإعلام المعادي تسير في اتجاه آخر أو استخدام مذيعي هذه البرامج كمراسلين دون شعور حيث يتم البناء علي بعض ما يقومون ببثه دون وعي إعلامي ليتم خلق قضايا جدية تستهدف الدول المطلوب اضعافها ونشر الشائعات حولها .. ومن الأخطاء الأخري محاولة الترويح لاختفاء احدا المنتمين لحزب من الأحزاب وفق ادعاءاتهم وهو فخ وقع فيه كثير من مقدمي برامج الساحة ومنهم عمرو أديب. ويمضي هذا الإعلام حاليا في إطار الشعور بأنه الأقوي فبدأ في تنويع أساليبه وضرباته خصوصا بعدما وثق انه قام بتحريك قضية جمال خاشقجي باحترافية ويسعي لتكرار الأمر ولكن بصور مختلفة . لتبقي الحقيقة ملخصها سؤال .. هل توجد للإعلام العربي استراتيجية قادرة علي المواجهة ؟ سؤال نجيب عليه في الأعداد المقبلة.