أعلن الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية عن تأسيس وحدة جديدة في دار الكتب، مهمتها متابعة المزادات التي تقام في دول العالم، لعرض كل ما هو خاص بالمخطوطات والكتب والدوريات والمصاحف، وما هو خاص بالفنون عامة.. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي نظمته وزارة الثقافة، بحضور د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، للاعلان عن تفاصيل اعادة دار الكتب لمخطوط أثري تم سرقته من الدار في سبعينيات القرن الماضي، المخطوط بعنوان »المختصر في علم التاريخ» للعلامة محيي الدين الكافيجي، والذي تم عرضه في صالة »بونهامس» للمزادات في لندن للبيع. وعن رحلة استرداد المخطوط قال د.عزمي، أن البداية كانت عندما ناشدت عدة جهات من بينها اتحاد الأثريين العرب في بيان لها الجهات المعنية بوقف بيع المخطوط لأهميته التاريخية من جهة، ولحق مصر الأصيل في ملكية هذاالمخطوط من جهة أخري، واستغرقت رحلة التفاوض مع رئيس صالة المزاد ثلاثة أشهر تم خلالها وقف بيع المخطوط، وكان متبقيا علي بيع المخطوط ثمانية وأربعون ساعة، كان علي دار الكتب البحث عن أية ضمانة تثبت ملكيتها لهذا المخطوط، فتم تشكيل لجنة بإشراف د.نادر عبدالدايم، والمسئولين عن المخطوطات بالدار وتم مراجعة الفهارس وبالفعل تم التأكد من ملكية الدار لهذا المخطوط من خلال العنوان ورقم مسلسل المخطوط، وبالبحث في السجلات والفهارس وجدنا مطبوعة، بختم الكتب خانة الخديوية، بالتاريخ المدون عليها، وهي بنفس المعلومات التي علي غلاف المخطوط في المزاد، وتم إرسال صورة طبق الأصل لما هو موجود علي غلاف المخطوط ومحضر الشرطة الذي أثبت سرقة المخطوط، الأمر الذي دفع المسئول عن صالة المزادات لوقف البيع خلال 48 ساعة، وبدأت المفاوضات والمشاورات بين دار الكتب ومسئولي صالة المزادات والحائز علي المخطوط، وهو شخصية خليجية تردد في عدم تسليم المخطوط باعتباره إرثا عن والده الذي كان يهوي جمع كل ما هو أثري وهو يجوب العالم شرقا وغربا، وكان الحائز عن المخطوط يتحجج بالتفاوض مع العائلة، إلا أنه في النهاية، رحب بعودة المخطوط إلي دار الكتب عبر رسالة للدكتور عزمي عن طريق التليفون المحمول الأمر الذي دفع وزيرة الثقافة بإرسال د.عزمي إلي العاصمة البريطانية لتسلم المخطوط واعادته إلي مصر. ومن جانبها قامت وزارة الثقافة ممثلة في د.هشام عزمي بتكريم الحائز علي المخطوط، اعترافا منها، برد الحق إلي أصحابه. وقال د.عزمي: أن الكافيجي هو علامة كبير، وقد اعتبره السخاوي »علامة الدهر»، أوحد هذا العصر ليس في التاريخ فقط، كما اعتبره السيوطي إماما كبيرا في المعقولات كلها، وأن مخطوط »المختصر في علم التاريخ» رغم ضآلة حجمه إلاأن قيمته العلمية كبيرة جدا، وتفرد بقيمة تراثية وعلمية كبيرة حيث يعد أقدم رسالة إسلامية معروفة عن نظريات التاريخ. وردا علي سؤال عن أن حجم المخطوط لا يستدعي هذه الضجة، قال د.عزمي: إن المخطوط مرجع مهم لما بعده من كتابات ولولا هذا المخطوط لما ظهر كتاب »الإعلان بالتوبيخ» للسخاوي، و»المختصر في علم التاريخ»، من نوادر تراث مصر يرجع تاريخه إلي أكثر من خمسة قرون هجرية، ورغم أنه يوجد له أكثر من نسخة في مصر ونسخةأخري في آيا صوفيا بتركيا إلا أن هذه النسخة أهم ما يميزها أن الكافيجي نسخها بعد مرور ثمانية أيام من كتابة النسخة الأولي.