سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكبر صرح صناعي في الشرق الأوسط علي مساحة 3 آلاف فدان.. »الأخبار« في قلعة الحديد والصلب المصرية الأفران تشكو نقص الكوك والغلايات تنتعش قريباً والمناجم تنتظر مصنعا ٫٫٫ رئيس الشركة: نعاني تراكمات 20 عاما ونمتلك معدات ليست موجودة في المنطقة
»الحديد والصلب» المصرية.. عملاق الدولة وكبري شركاتها العاملة في انتاج الحديد والصلب، أول مجمع متكامل في العالم العربي والأكبر في الشرق الأوسط في هذه الصناعة التي بدت ملامحها تتشكل في مصر مع اكتشاف خام الحديد في أسوان عام 1917، إلي التفكير في إنشاء مصنع عام 1932 وحتي صدور مرسوم بتأسيس الشركة في 1954 لاستغلال مناجم الحديد وبدء التصنيع في منطقة حلوان بالعاصمة.. »الأخبار» كانت هناك.. عن قرب رصدت الأوضاع بالشركة التي دار حولها الكثير من الشائعات خلال الفترة القليلة الماضية وخاصة مع التغيير في مجالس الإدارات بعد ان ضربتها خسائر متلاحقة نتيجة غياب التطوير لأكثر من نحو 20 عاما مضت أثرت علي انتاجيتها بشكل مباشر.. التحديات كبيرة ولكن ليست مستحيلة والامل قائم إلي حد كبير وقد تبدأ مؤشراته ومبشراته خلال العام المالي الجاري فعليا وخاصة مع تطوير يجري حاليا، وخطة طموحة وضعتها الشركة بالتعاون مع القابضة للصناعات المعدنية وبتنسيق مباشر مع وزارة قطاع الأعمال العام حول مناقصة تطوير في مراحلها النهائية. علي مساحة أكثر من 3 آلاف فدان يقع مقر الشركة ومصانعها في حلوان، عملية انتاجية متتالية ومتكاملة، تبدأ من قطاعات المناجم والمحاجر في الواحات والمنيا ونقلها إلي قطاعات انتاج الحديد -التلبيد والافران العالية - بالسكك الحديدية والنقل النهري وبريا، بعدها قطاعات انتاج الصلب ودرفلة الشرائط ودرفلة القطاعات والالواح..منتجات الشركة متنوعة، فبينها منتجات فرعية من المناجم وأخري غير نهائية الانتاج ونصف مشكلة، فضلا عن منتجات نهائية قطاعات درفلة القطاعات والالواح، زوايا متساوية، كمر، قضبان مستديرة، مربعات مدرفلة، شرائح ألواح مصانع، اسياخ الصلب، فلنكات السكك الحديدية، اللفائف والمشقوقات والصاج. جاهز للتشغيل المهندس عبدالعاطي صالح، رئيس شركة الحديد والصلب المصرية، أكد ل »الأخبار»، أن التحدي الأكبر في تشغيل الفرنين 3 و4 بالشركة بكامل طاقتهما، وقال: الأول أجرينا له عمرة وجاهز للتشغيل، ولكن لن نستطيع إلا مع ضمان الاستمرارية في توريد الكوك، أما فرن 4 يعمل بطاقة قليلة جدا 400 طن يوميا، وحتي يعمل الفرنان نحتاج 2000 طن فحم يوميا منها 350 طنا ناعما اللازم للتلبيد. أضاف قائلا: شركة الحديد والصلب أكبر صرح صناعي في الشرق الاوسط لأنها تنتج من »الداستينج» والمنجم في الواحات، لدينا مناجم ومحاجر، الأول كان موجودا في أسوان ولكن نسبة التركيز فيه قليلة وتم اكتشاف محجر الواحات ونعمل منه حاليا ونسبة التركيز تصل إلي 52%، لدينا 4 حقول ونحن الآن ننتج من حقل بنسبة تركيز تصل إلي 52% ويتم نقلها عن طريق السكة الحديد.. فضلا عن أنواع محاجر أخري تدخل في عملية التصنيع مثل الجيري في المنيا ببني خالد إضافة إلي محجر آخر في الادبية ل الدولوميت وهو من الخامات الاولية المطلوبة ويدخل كخامة أساسية في الحديد وكذلك في بطانة المحول، ويتم النقل من بني خالد عن طريق ميناء نهري يصل إلي أمام الشركة، أما الدولوميت عن طريق النقل البري. 1.2 مليون طن وتابع قائلا: الطاقه التصميمية لشركة الحديد والصلب 1.2 مليون طن في السنة وحاليا الانتاج أقل لعدة أسباب أهمها تقادم بعض الماكينات، أما مؤشرات السنة المالية الماضية فقد حققنا من 180 إلي 190 ألف طن، ولدينا تحد كبير في الغلايات الثلاث ومشكلتهم منذ 15 إلي 20 سنة حيث لم يحدث لهم أي تأهيل وهذا نعمل عليه حاليا. وأوضح أن الشركة تعمل بتكنولجيا الأفران العالية وهذه ليست موجودة سوي لدينا نحن والجزائر والهند، لدينا 4 أفران بينها إثنان فقط يعملان، والآخران معطلان لأنهما يستهلكان طاقة كبيرة جدا وانتاجيتهما قليلة، فضلا عن تحد آخر حول شركة الكوك الشقيقة، لديها مشاكل وماكينات متقادمة وعقود تصدير، ويتأخرون في امدادات الشركة، التوريدات في شهر يونيو الماضي وصلت إلي 150 طن في اليوم فنتضرر وأوقف الفرن نحن نريد 1000 طن في اليوم. شركة الكوك وقال المهندس عبد العاطي: اتفقت مع رئيس شركة الكوك فور تقلدي مهام منصبي لإمدادنا ب400 طن يومي، ونسدد 25مليون جنيه أسبوعيا والآن هم ملتزمون معنا في التوريدات ونحن بدأنا فعلا نننج حاليا، قد نعمل يومين ونقف يوما ولكن عمليات الانتاج الاخري مستمرة، وقد نصل حاليا بالمنتج شبه نهائي البلاطات والمربعات إلي 430 الف طن. وتابع: هذا انتاج فرن واحد فقط ولو فرنين سيكون حوالي 840 ألف طن بشرط عمل الغلايات فتوقفات كثيرة تنتج عنها وطاقتها قليلة جدا، حاليا يتم تأهيل الغلاية رقم 1 وأجرينا لها مناقصة منذ 2017 ووصلنا إلي مرحلة إنجاز80% وبحلول منتصف أغسطس الجاري نتسلمها نهائيا وحينها نشغل فرن 4 بالطاقة القصوي وسنحتاج حينها 1000 طن كوك والأهم في توفيره.. وحول قدرة شركة الكوك علي إمكانية التوريد، قال إنهم ملتزمون بعقود تصدير إلي 2019، وحل الإشكالية اننا نجري مناقصات لاستيراد الفحم والمناقصة رسيت علي شركة صينية ستورد لنا أواخر أغسطس حوالي 30 الف طن ستكفينا حوالي شهر ونصف والتحدي اننا نعمل علي استمرارية في استيراد الفحم، أو عمل اتفاقيه جديدة مع شركة الكوك بدلا من ان تصدره نأخذه منها سواء بالعملة الصعبة او المحلية. مديونية وأجور وأشار إلي أنه تم الاتفاق مع شركة الكوك علي جدولة مديونية تقدر ب 385 مليون جنيه علي فترات متقاربة فضلا عن الإعداد لتعاون أكبر قد تكون عبر مذكرات تفاهم أو تعاون، بعد ذلك سنجري مناقصة للغلاية 3. واشار إلي ان عدد العمال بالشركة نحو 8 آلاف عامل تقريبا، بإجمالي أجور حوالي 54 مليون جنيه شهريا وبعد العلاوة تصل إلي 64 مليون جنيه، 768 مليون جنيه سنويا، وأشاد بمهارة العمال وامكانياتهم وقال: فريق انجليزي استغرب في زيارته الشركة قدرتهم علي العمل والتحمل. وتابع: الورش بها معدات ليست موجودة في الشرق الاوسط، وعملاء كبار يلجأون إلينا للاستفادة من ورشنا والتي تحقق لنا مكاسب ولدي قطاع الانشاءات المعدنية الهياكل رابح ايضا نتيجة المناقصات مع شركات الكهرباء لإقامة الأبراج بمعني شغل للسوق المحلي وقطع الغيار. آخر تعيينات وحول العمالة قال آخر تعيينات منذ 2006 وجزء في 2008، ونهتم بالعمالة في التدريب وخاصة في الافران والتلبيد والكهرباء دائما ندفع بالشباب، مساحتنا كبيرة حوالي 2500 فدان كمساحة للشركة ومساحة كلية تصل إلي 3200 فدان، العنابر والاماكن الانتاجية بعيدة عن بعضها وفقا للتصميم الروسي، فقد كان عدد العمالة 27 ألف عامل سنة 1990 وصل الان إلي نحو 8000 عامل..وحول إمكانية تعيين عمالة جديدة، قال: حاليا لا استطيع طلب عمالة والإنتاجية متدنية، ولكن مع التطوير وتحقيق ربح والوصول إلي نقطة التعادل والطاقة التصميمية 1.2 مليون طن سنويا، وقتها نطلب عمالة لان التطوير يزود الإنتاجية وعندما نصل إلي 2.2 مليون طن في السنه كانتاجية سنحتاج من 3000 إلي 4000 عامل، خلال الثلاث سنوات المقبلة. 5 مليارات جنيه وأضاف رئيس الشركة قائلا: نواجه تحديا آخر بالنسبة للطاقة، لدينا مديونية تصل إلي 4 مليارات جنيه، 3.2 مليارا للغاز والكهرباء حوالي 800 مليون جنيه، فضلا عن مديونية التأمينات والضرائب والمياة والإجمالي ممكن أن يصل إلي 5 مليارات جنيه، بالنسبه للغاز والكهرباء ندفع حاليا جزءا من الاستهلاك بسبب توفير المرتبات والفحم. إضافة إلي تحد آخر يتمثل في نقص المعدات والكراكات الحديثة في المناجم، لدينا كراكة واحدة ونحتاج علي الأقل كراكتين، وهذا موجود في خطة التطوير فضلا عن حاجتنا للوادر وحفارات في المنجم.. وحول بحث نسبة تركيز الخام في المناجم بالتعاون مع الجانب الأوكراني قال: قد نلجأ إلي إنشاء مصنع للتركيز في الواحات، أما المسار الثاني فلدينا مخزون من الخامات يصل إلي 50 عاما قادمة والتركيز سنصل به إلي 62% سنعمل منه والتصدير ممكن. مناقصة التطوير وأضاف المهندس عبدالعاطي: يوجد لدينا خطة أيضا لتحديث ماكينات التلبيد وزيادة طاقتها الاستيعابية، مناقصة تطوير الشركة اجتذبت 20 عرضا تقريبا وزارات وفودها المصانع وتفقدت كل المواقع الموجودة والبيانات المطلوبة وفي النهاية وقع الاختيار علي 8 شركات قدموا العروض ودرسنا الفني ثم توقفت ايام وبدأت مرة أخري ثم حاليا في مرحلة الفض المالي.. وحاليا العروض في لجنة البت عن طريق الشركة القابضة وهي لجنة محايدة، لمناقصة تشمل تطوير الشركة كلها من المناجم إلي الافران والتلبيد والصلب وحتي القطاعات، وقبل ذلك شركة انجليزية قالت إن التطوير قد يتكلف 230 مليون دولار أي نحو 4 مليارات جنيه. الخردة أما بالنسبة لاستغلال الاصول، قال: أولا الخردة سنشكل لجنة من الشركة ومستشارين من القابضة للتقييم، ومبدئيا من 180 إلي 200 الف طن، ولكن يجب القياس بطريقة علمية لدقة التقدير ولدينا اصول واراض سنبحث موقفها، وحول نتائج الاعمال السنة الماضية قال: حققنا خسارة 450 مليون جنيه خلال التسعة أشهر الأولي. وتابع: العام المالي الجاري ستنخفض الخسائر بعد تطوير الغلاية واستيراد الفحم وزيادة الكميات الموردة من الكوك، نواجه تحديا كبيرا في محاولة تقليل الخردة وجعلها كمنتج نهائي، ونصدر حاليا للسودان بيلت وبدأنا ننعش التصدير لنوفر عملة صعبة. واختتم: متفائل بمستقبل الشركة وطالما القيادة السياسية تعطي اهتماما للحديد والصلب كشركة استراتيجية وطنية للدولة وتدعمها ستنهض بالبلد لتكون رقم واحد وتستطيع تقديم خدمات لباقي الشركات.