بناء علي دعوة من كلية القادة والأركان البحرية بطوكيو شاركت بصفتي »إستشاري في مجال الأمن الدولي» واستاذ زائر بالناتو بحلقة نقاش عقدت بالكلية الأسبوع الماضي حول القضايا الإقليمية، وقد قمت مع مجموعة الدراسات الإستراتيجية بالكلية بإجراء نقاشات مفتوحة استغرقت ساعتين ونصف الساعة بحضور رئيس كلية القادة والأركان البحرية اليابانية ونائبه، يمكن تلخيصها في السطور التالية. أعلنت اليابان عن انطلاق المبادرة الإستراتيجية اليابانية بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وأستراليا والهند والتي أسموها »إيندو-باسيفيك، منطقة حرة مفتوحة والتي ترتكز علي ثلاثة محاور رئيسية وهي (تطوير بيئة للسلم والاستقرار العالميين - معالجة القضايا العالمية لتحقيق التنمية المستدامة - العمل علي تحقيق »نمو الجودة» جنبا إلي جنب مع البلدان النامية). تتقبل شعوب دول الشرق الأوسط التحرك الأسيوي (خاصة الصينيوالياباني) في المنطقة بصورة أفضل من نظيره الغربي خاصة الأمريكي والأوروبي، حيث تري أن الولاياتالمتحدة وأوروبا تقدم قدراتها السياسية والعسكرية، وتمارس الضغوط والعقوبات الاقتصادية لتحقيق أهدافها ومكاسبها الإقتصادية.. أما الصينواليابان فتقدم قدراتها الإقتصادية لتنمية العلاقات السياسية مع الدول الصديقة، دون التلويح باستخدام القوة العسكرية أو اللجوءلأي صورة من صور الضغوط سواء سياسية أوإقتصادية أوعسكرية.. فالعملاقان الأسيويان يصنفان ضمن الدول الجاذبة للشراكات والتحالفات، خاصة مع إصرارهما علي تنمية مجتمعات الدول الشريكة دون أدني تدخل في شئونها. وعن الدور المتوقع لليابان في الشرق الأوسط، فستعمل إقتصادياً علي إعادة إعمار وبناء وتنمية الدول التي عانت من الحروب، وزياده استثماراتها في السعودية والإمارات ومصر وبعض دول إفريقيا خاصة الساحلية، بجانب المساعدات في مجال التعليم والبحث العلمي، ومجالات الطاقة والمواصلات والبنية الأساسية. سعيا للتوازن التكنولوجي. أمنياً، قد تزيد اليابان من تواجدها في منطقة القرن الافريقي بجانب القيادة المركزية الأمريكية والناتو لمواجهة التوسع الصيني.. كما ستحتاج اليابان لتأمين مساراتها الملاحية في البحرين الأحمر والمتوسط وقناة السويس، ومن ثم ستشهد القدرات العسكرية اليابانية تطوراً يستوعب العمل في المسارح المفتوحة لتلعب دوراً أكبر خارج حدودها في (حفظ ودعم السلام التي ترسخ التواجد الياباني وحماية مصالحها في مناطق الاهتمام - التدريبات العسكرية المشتركة مع دول الخليج ومصر في المسارح البحرية بالشرق الأوسط). ولذا أتوقع حرباً اقتصادية في منطقتنا بين عدة قوي أهمها الصينواليابان من خلال »إيندو-باسيفيك منطقة حرة ومفتوحة» و»حزام واحد وطريق واحد»، ستعتمد الصين علي سياسة الاقتصاد المفتوح والتوسع السريع والتمويل الضخم والمنتجات والخدمات منخفضة التكلفة، بالإضافة إلي علاقاتها المتوازنة مع دول المنطقة.. وتعتمد اليابان علي التكنولوجيا النادرة لمواجهة المناورات الاقتصادية الصينية.. كما ستعتمد اليابان علي علاقاتها الوثيقة مع الولاياتالمتحدة وأوروبا، وعلي شراكتها مع الناتو، آخذة في الاعتبار أن معظم دول الشرق الأوسط حليف للولايات المتحدة وشريك للناتو والاتحاد الأوروبي. • زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا