■ قادة قمة البريكس في صورة جماعية كما كان متوقعا طغي موضوع الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة وعدد من القوي العالمية علي القمة السنوية لقادة دول "البريكس" (البرازيلوروسياوالهندوالصينوجنوب أفريقيا) التي اختتمت اول امس الجمعة في جوهانسبورج. وسيطرت الصين علي دفة توجيه هذا التجمع بشكل كبير، إذ ترجو من خلاله أن يكون سلمًا لها لتتبوأ ريادة العالم عبر المرور بمرحلة وسيطة من التعددية القطبية. ولم تفوت بكين هذا المحفل للتنديد بالنزعة الحمائية للإدارة الأمريكية والانتصار لقواعد التجارة الحرة. قال محللون إن قادة دول البريكس يناضلون لتوحيد صوتهم، لكن معارضتهم المشتركة لسياسة الولاياتالمتحدة التجارية منحتهم حافزا جديدا لتمكين أواصر التعاون المشترك بينها. وانعقدت قمة "البريكس" بمشاركة عدد كبير من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان" والروسي "فلاديمير بوتين" والصيني "شي جين بينج" والبرازيلي "ميشيل تامر" وجنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، إضافة إلي رئيس وزراء الهند "ناريندا مودي". ويمثل هذا التجمع السنوي العاشر لهذه المنظمة الدولية للاقتصادات الناشئة الرائدة. وتتولي جنوب أفريقيا الرئاسة الدورية للبريكس هذا العام. وتسيطر مجموعة "بريكس" علي أكثر من 20% من الاقتصاد العالمي، ويشكل سكان دولها 40% من إجمالي سكان العالم. وقال الخبير الاقتصادي في جامعة ويتواسرند بجنوب أفريقيا "كينيث كريمر" إن "الاتفاقيات التجارية متعددة الأطراف في إطار تضامن دول مثل بلدان بريكس، باتت أكثر أهمية نظراً للحواجز التجارية الأنانية والقصيرة الأمد في نهاية المطاف، التي أقامتها الولاياتالمتحدة". ويري خبراء في قمة "بريكس" نوعا من الرد علي قمم الناتو والاتحاد الأوروبي ومجموعة "السبعة الكبار"، حيث تشكل "بريكس" منصة بديلة للمنصات الغربية التقليدية وتساهم في التوازن واستقرار العمليات السياسية والاقتصادية العالمية.وحسب توقعات الخبراء، فإن تعزيز التعاون بين دول "بريكس" في العديد من المجالات قد تؤدي في المستقبل إلي تغيير موازين القوي علي الساحة العالمية. ومن المتوقع أن تكون الهندوالصين بعد 10 سنوات من بين الدول الثلاث الكبري من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي.وقال مراقبون إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لم يفرض نفوذه الاقتصادي خلال القمة، ولكنه أظهر وجود روسيا السياسي علي الساحة، إذ أظهر العلاقات الدافئة مع أعضاء البريكس وأبرزها الصين لمواجهة رفض الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة له. واللافت للنظر أن جنوب أفريقيا وجدت موطأ قدم علي الساحة العالمية بانضمامها إلي البريكس لتحسين اقتصادها المنهك من الركود والفساد. وعقدت الهند صفقات اقتصاديةجديدة للبلاد. وبحث الوفد البرازيلي في ثنايا البريكس أيضا عن أشكال جديدة من التعاون يمكن أن تفيد اقتصادهم الهش، المهدد بسبب حرب العملات بين واشنطنوبكين، بالإضافة إلي مشكلة الديون. فضلا عن التعاون الاقتصادي بين أعضائها، تشكل القمة التي حضرها المهندس اسماعيل شريف مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية رئيسا لوفد مصر التي اشتركت في القمة بصفتها رئيس "مجموعة 77 والصين لعام 2018 "وزعماء عدد من الدول المؤثرة فرصة لتبادل الآراء والمواقف إزاء مجموعة من النزاعات الدولية والإقليمية. وانتهي البيان الخاتمي لقمة »جوهانسبرج» لتؤكد فيه علي عدم جواز استخدام القوة والتدخل الخارجي في الشرق الأوسط، وتشدد علي أن وضع القدس يحدد في إطار المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، مشددةً علي أن "إجراءات التسوية في سوريا يجب أن تتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة".