بصراحة أنا متفائلة بنظام التعليم الجديد رغم حالة الارتباك التي أتوقع حصولها بين الأهالي.. ومبعث تفاؤلي أنه لأول مرة تكون هناك خطة من القمة إلي القاع، وهذا هو ما كنت أطالب به، نظام تعليم يبدأ من الحضانة، نظام متكامل يراعي المراحل المختلفة ويتعوده الطفل من صغره، لا يعتمد علي الحفظ والتلقين وإرهاب الأطفال والضغط عليهم.. والحقيقة أننا لم يكن لدينا نظام تعليمي من الأساس، كنا مجرد سوق مفتوحة لكل أنواع التعليم وأبناؤنا حقل تجارب.. مرة نضيف الصف السادس الابتدائي ومرة نحذفه.. مرة ثانوية عامين ومرة عاما واحدا وأخري ثلاث سنوات.. تعليم إنجليزي، أمريكي، ألماني، باكستاني، وهندي وتعليم جامعي من كل شكل ولون. اليوم ظهرت تباشير التفاؤل حين انتهت الثانوية بدون ظواهر الغش، ومع ظهور نتيجتها أعتقد أننا سنبدأ مرحلة جديدة ونهضة تعليمية أتمني وأتوقع أن تعتمد علي الابتكار والبحث واستغلال كل طاقات الطالب، وليس الحفظ والتلقين والإطالة والحشو الذي لا يجدي ولا ينفع بمجرد الامتحان ينسي الطالب كل شيء لا إبداع ينفع ولا ذكاء يشفع.. ورغم عبء الثلاث سنوات للثانوية العامة إلا أنه مع التطوير لن تكون هناك مشكلة مثلنا مثل العالم، ستمر علينا مثلها مثل أي عام آخر بعد أن يختفي »البعبع« وتصبح مجرد امتحانات عادية ودرجات متراكمة تعتمد الفهم بعيدا عن حيل الدروس الخصوصية وفهلوة مدرسيها الذين لن يكون لهم مكان في النظام الجديد.. أعتقد أنها لن تكون أوهاما فقط أتمني أن يطبق الدكتور طارق شوقي تقنية «الڤار» في المدارس لتكشف له حالات القصور والارتباكات أولا بأول فيسعي لحلها وحسمها مثلما يبدأ حكام الكرة هذا العام تطبيقها في ملاعبنا باللجوء للفيديو أثناء المباراة، ورغم ذلك من حقي أن أتفاءل وأن أنتظر أن تظهر مواهب أبنائنا وعبقريتهم في الداخل بعد أن كنا نكتشفها فقط عندما يسافرون للخارج.