كلما اقتربت مواعيد امتحانات الثانوية العامة تبدأ حالة الارتباك داخل وزارة التربية والتعليم تكشف عن نفسها.. بالأمس القريب كانت الثانوية العامة بعبعا للطلاب واليوم انضمت إليهم الوزارة ليس لخوفها من شكوى واعتراض الطلاب على صعوبة امتحان ما والذى تعودت عليه الوزارة منذ سنوات طويلة ولكن الجديد كيفية القضاء على ظاهرة من ظواهر الغش التكنولوجى والذى فشلت الوزارة فى العام الماضى القضاء عليه حيث يستخدم الطلاب التكنولوجيا الحديثة للغش باستخدام الموبايلات داخل لجان الامتحانات بعد ان كافحت الوزارة لسنوات من اجل القضاء على الغش الجماعى وغيره وفشلت ايضا. وأعلنت الوزارة انها تبحث وتدارس مكافحة هذه الظاهرة والتشويش على الموبايلات داخل المدارس المنعقد بها امتحانات بالاتفاق مع هيئة الاتصالات وهى أن دلت على شئ فانها تدل على حالة الفشل المستمرة لنظام التعليم بشكل عام ومنه نظام التقييم للمستوى التعليمى والعلمى للطلاب وهى فى الحقيقة مأساة فبدلا من تغيير طرق تقييم الطالب فى الامتحانات واستخدام النظم الحديثة أصبحنا نقيم الطالب من خلال امتحان مرة واحدة فى العام باستخدام الأسئلة التقليدية اذكر وعلل ولماذا وكيف المتعلقة بما حفظه الطالب دون التطرق إلى تقييم حالة الطلاب للمهارات والقدرات واستيعابهم للعلم والمعرفة والتحليل والرأى والفهم. وستظل الثانوية العامة بعبعا للطلاب والوزارة طالما بقيت على حالتها طلاب لا يحضرون إلى المدرسة وهجروها واتجهوا إلى التعليم الموازى فى السناتر والمنازل والدروس الخصوصية واستمرار أزمة كيفية الحصول على مجموع مرتفع ولا تجد مكانا لهم فى الجامعات وكليات بعينها واستمرار أيضا حالة الفشل فى تخريج من هم قادرون على التطوير والتحديث ويمتلكون مهارات التحليل والمناقشة والإبداع والابتكار ويبحث عنهم سوق العمل التى ترفض معظم الخريجين لمستواهم المتدني. فالثانوية العامة قهرت كل الوزراء السابقين وحاولوا تغييرها فى نفس الاطار الذى يعتمد على الحفظ والتلقين مرة عامين للدراسة ومرة عاما وثالثة للتحسين وأخرى دورا ثانيا ومجاميع مرتفعة للطلاب تؤكد أن الامتحانات لا تقيس القدرات وطلاب يتنافسون دون علم ينفع أو تجارب علمية تفيد ومازلنا نرقع فيها ونواجه مشاكلها التى تخرج علينا كل عام بسبب الفشل فى النظام التعليمي. والدليل الحقيقى على حالة الفشل المستمرة للتعليم وضع جدول امتحانات الثانوية بعد مشاركة للطلاب من جميع المحافظات وبعد اعتراضهم مرة أخرى جلس الوزير مع ممثلى الاتحادات الطلابية وتم تعديل جدول الامتحان.. ولا نعرف لماذا لا تضع الوزارة جدولا مناسبا يقبله الجميع دون شكوى ويوضع فى الاعتبار المساحة الزمنية بين بعض المواد التى تحتاج كما يقول الطلاب إلى وقت أطول للمراجعة لتعودهم على الحفظ والتلقين والتدريب المستمر من المعلمين فى الدروس الخصوصية على كيفية حل الامتحانات بالنظم التقليدية. الحكومات المتتالية تتحمل منذ سنوات طويلة فشل النظام التعليمى ككل وأزمات الثانوية العامة المتكررة ولكن إن لم نغير النظام الحالى فسنستمر على نفس الحال صعوبات فى انشاء المدارس واستيعاب التلاميذ وانتظام الطلاب فى الفصول والميزانيات الضعيفة ومستوى المعلمين الذين يحتاجون الى تدريب مستمر.. لذلك لا أجد إجابة عن السؤال التقليدى الذى يسأله الجميع لماذا لا تغير الوزارة من هذا النظام السيئ خاصة ان الجميع يعرف أن هذا التعليم الأسوأ على مستوى العالم؟! والسؤال نعيد طرحه على وزير التربية والتعليم الجديد الدكتور محب الرافعى فهل لديه إجابة أم السكوت علامة الرضا؟! [email protected]