الخبراء:ظاهرة يروجها الناقمون علي المجتمع بعد مروره بتغيرات جذرية تحولت السوشيال ميديا من نعمة إلي نقمة، واصبحت بلاء علي المجتمع، تهدم القيم وتروج الاكاذيب والشائعات، واحيانا تستخدم لتصفية الحسابات، والانتقام من بعض الاشخاص لحساب اشخاص آخرين، » وزاد الطينة بلة » استخدام الجماعة الإرهابية للسوشيال الميديا في الهجوم علي مصر، من خلال نشر الأخبار المفبركة، والمعلومات المغلوطة والفيديوهات »غير الدقيقة » فتصبح الكلمة كالنار في الهشيم، في اقل من دقيقة واحدة، الامر الذي يمثل خطورة كبيرة علي المجتمع تتطلب عمل حائط صد لمواجهة هذه السموم التي تضر بالمجتمع وتنال من أمنه واستقراره. الشائعات التي تتناولها مواقع التواصل الاجتماعي لا حصر لها، فهو تربة خصبة وقناة سريعة لتمرير اي معلومة يريد اي شخص او جماعة نشرها في المجتمع حتي ولو كان من خلال حسابات وهمية تتداولها الحسابات الحقيقية وتنتشر من اجل نشر السخط علي سياسات الدولة او توجهاتها بغير وجه حق وتشويه حتي للانجازات والايجابيات التي يتم تحقيقها. علي رأس الشائعات التي تم تداولها الفترة الأخيرة فكرة القبض علي موسي مصطفي موسي المرشح الرئاسي في الانتخابات السابقة لتصدير صورة سلبية عن السياسة في الدولة وقد أكد موسيأن مانشرته المواقع التابعة لجماعة الإخوان بشأن القبض عليه ماهي إلا شائعات روجت لها بعد خوضه الانتخابات الرئاسية السابقة في منافسة شريفة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكذلك انتشرت شائعة فرض مبلغ 1 جنيه لمن يدخل إلي الحرم الجامعي وكذلك فرض ضريبة علي الطلاب عند دخول المدرسة، وكذلك انتشار شائعة عن حجب موقع فيس بوك مما أثار جدلا كبيرا بين النشطاء، ايضًا لم يسلم الفنانون والشخصيات العامة من الشائعات وكان الابرز إشاعة حول وفاة الفنانة ديانا حداد وكذلك العالم مجدي يعقوب. سلاح ذو حدين في البداية يقول د. حمدي الكنيسي رئيس الأذاعة المصرية الأسبق أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين من الممكن الاستفادة بها بالشكل الصحيح ولكن هناك البعض ممن يقومون بإساءة استغلالها من اعداء الوطن من الداخل والخارج من أجل اثارة الفتن والقلق بين افراد المجتمع ،فهناك صفحات ومواقع أصبحت وكأنها أبواق تتخصص في اطلاق الشائعات مستغلين أي أحداث أو وقائع ليقوموا علي إثرها بتداول معلومات مغلوطة بهدف الترويج لها وتناقلها بين الأفراد مما يثير القلق والذعر ويؤثر علي المجتمع بشكل سلبي. ويضيف ان الصين وفرنسا استطاعوا ان يتخذوا اجراءات حازمة للسيطرة علي مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، مشيرا أن الاعلام التقليدي من الاذاعات والصحف والتليفزيون عايه ان يكون حائط صد لمثل هذه الشائعات والا يردد او يعتمد عليها كمصدر موثوق منه لان المستمع والمشاهد لايزال لديه الثقة الكاملة في هذه الوسائل التقليدية. ويؤكد أن المنظومة الإعلامية الجديدة من المجلس الاعلي للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة عليهم التنسيق فيما بينهم والا يترددوا في اتخاذ الاجراءات الحازمة ضد المواقع التي يثبت تداولها لاي معلومات غير صحيحة. تعظيم الحدث ويقول د. صفوت العالم أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة ان مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي اصبحت مصدرا رئيسيا للكثير من المواطنين وبالتالي يسارع الكثير من أصحاب هذه المواقع في كتابة المعلومات غير الصحيحة والمغلوطة ليتم نقلها وتداولها في اسرع وقت وللأسف اغلب هذه المعلومات يكون ليس لها اي أساس من الصحة او الدقة وبالتالي ذلك يساهم في تعظيم الحدث وتضخيمه. ويضيف ان البعض يقوم بنشر الاخبار بدون اي دراية او علم بصحتها ولكن هناك مجموعات اخري مستهدفة ومأجورة تتعمد نشر هذه الاخبار لإثارة القلائل والفتن ومن أجل محاربة مثل هذه الاخبار يجب ان تقوم الجهات الرسمية بضرورة سرعة الرد واصدار البيانات الرسمية او علي الأقل نفي ما يتم تداوله علي مثل هذه المواقع. أكد د. محمد غنيم، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولجي، أن الشائعة هي ظاهرة تنتشر خاصة بعدما يمر المجتمع بعدة تغييرات متتالية، وأنها نتيجة ايضًا لعدم اعجاب ورضا بعض الناس عن تلك التغيرات بالتالي يلجأون لنشر الشائعات لا سيما اذا كانت هناك وسائل تسهل نشر الشائعة بها. الجماعات التكفيرية وأضاف غنيم أن بعض الجماعات الناقمة تلجأ لهذه الوسائل من أجل تحقيق اغراضها ومصالحها واستقطاب عدد كبير لآرائها وتوجهاتها وابرزها الجماعات التكفيرية والارهابية، وكذلك تستخدم الشائعات في تشويه المشروعات القومية علي سبيل المثال ولابد من التصدي لها من قبل المجتمع عن طريق تحري الدقة قبل تناول اي معلومة والتأكد من صحتها قبل قصها مرة أخري من جديد. يوضح اللواء مجدي بسيوني مساعد وزير الدخلية الأسبق أن إصرار بعض مواقع علي السوشيال ميديا علي اطلاق الشائعات والاخبار الكاذبة غرضه هدم الدولة وتشتيت المواطن وزعزعة امنه واستقراره، واضاف انه علي كل مواطن التأكد من مصدر الاخبار قبل تصديق هذه الأكاذيب منعا لانتشارها دون ان تكون صحيحة او دقيقة، فلقد قال الله قال في كتابه العزيز:» ياأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوم بجهالة فتصبحوا علي مافعلتم نادمين»، مضيفا ان الشائعات سريعة التأثير علي الأذهان وسريعة الانتشار من شخص إلي اخرلذلك لابد من اتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد المواقع التي يثبت نشرها لاكاذيب وشائعات. وأضاف بسيوني أن الوسائل العلمية والتكنولوجية من اجهزة كمبيوتر حديثة وهواتف محمولة امر سهل نقل الشائعة في أسرع وقت لتصبح المعلومة بين أيدي الملايين دون وجود مصدر دقيق لها. ويشير أن سلاح الشائعات يؤدي إلي ضياع الأمن والأمان ويعمل علي زعزعة الثقة بين المواطنين والمسئولين، فاصبحت الشائعات مصدرا لبث الإحباطات في نفوس المصريين. علاج الشائعات وأشار بسيوني أن علاج الشائعات يكمن في ضرورة التأكد من مصدر المعلومة قبل نشرها وان تصبح الجهات المسئولة مثل الصحة او التعليم او غيرها من الوزارات هي المصادر الرئيسية للاخبار وحجب أي أخبار كاذبة او شائعات متداولة دون وجود مصدر للخبر سواء يتم تناقلها عبر (الواتس اب، التويتر، الفيس بوك)، مضيفا ان وسائل الاعلام عليها تحري الدقة قبل نقل الاخبار المغلوطة والشائعات.