زواج الأميرة فوزية من شاه إيران لم تكن الأميرة فوزية، ابنة الملك فؤاد الأول ملك مصر، والزوجة الأولى لشاه إيران محمد رضا بهلوي، مجرد واحدة من أجمل أميرات الأسرة العلوية بل كأجمل نساء عصرها. كان الجميع يصفونها بالأميرة العاقلة، قليلة الكلام كثيرة التفكير، وكانت قمة متعتها هو الجلوس في مكان هادئ بصحبة إحدى الكتب، وكان ولى العهد الإيرانى مغرم بالأميرة فوزية من شدة جمالها وطباعها التي كانت تروق له فسعى جاهدا للزواج منها عن طريق الملك فاروق شقيق الأميرة فوزية، وعندما أخبرها الملك، برغبة شاه إيران في الارتباط بها، ووافقت على طلب الزواج وتمت مراسم الزفاف الأسطورية بالقاهرة، كما تمت مرة أخرى في طهران. وقد سعدت الأسرة الملكية الإيرانية سعادة كبيرة بزواج ولى العهد محمد رضا بهلوي، من الأميرة المصرية الحسناء وخصوصًا بعد أن أحب الشاه رضا بهلوي، "الوالد" الأميرة فوزية، حبا كثيرا الذي كان يعاملها كابنته وأحاطها بعنايته وحنانه وكان يحرص على وجودها بالقرب منه أثناء تناول طعامه بل كان يعقد الاجتماعات مع كبار رجال الدولة في حضورها. أما عن زوجها ولى العهد الإيراني فكان يحب الأميرة حبًا جمًا ويكن لها كل احترام وظل على حبه دون تأثر حتى تولى العرش خلفا لوالده وأثمر زواجهما عن ابنتهما الوحيدة الأميرة شاهيناز. وفى أحد الأيام وصل تقرير سري إلى الملك فاروق، من طهران أرسله أحد رجال الملك فاروق، المكلف بمراقبة الأميرة فوزية، يخبره فيه بأن الإمبراطورة فوزية تعيسة جدا في حياتها مع الشاه وأنها دائما حزينة داخل أرجاء القصر بإيران. وقد انزعج الملك كثيرا بسبب هذا التقرير فشقيقته فوزية، كانت تحتل مكانة خاصة لديه لطيبتها ونقائها وكذلك لشعوره بالمسئولية عن تلك الزيجة التعيسة وتوالت التقارير السرية على الملك فاروق، لتؤكد له بأن الأميرة مصابة بمتاعب نفسية وعصبية، وكان على فاروق، أن يفعل أي شيء ليطمئن على شقيقته ففكر أن يطلب من الشاه أن يسمح لها بزيارة مصر لقضاء بعض الأيام ولتهنئة شقيقتها الأميرة فايزة، على زواجها. فوافق الشاه، وأرسل معها حاشية كبيرة إلى مصر ليحيطها بأكبر قدر من الإجلال والاحترام كإمبراطورة، وعندما وصلت الأميرة فوزية، مع الحاشية الإيرانية إلى مصر بدعوة من شقيقها الملك فاروق، استقرت في قصر انطونيادوس بالإسكندرية بعد ذلك دعاها شقيقها الملك فاروق، في قصر رأس التين ودار بينهما حوارا طويلا وظلت بعده في رأس التين، وطلب منها الملك فاروق، قطع علاقتها بالحاشية الإيرانية التي جاءت معها. وقد استيقظ أفراد الحاشية الإيرانية من نومهم في اليوم التالي وقد صدمتهم مفاجأة إخلاء القصر من جميع الحراس والخدم بعد أن غادروا القصر بناء على أوامر الملك فاروق، باستثناء ضابط حراسة واحد ومخبر وهو ما يعنى بأنهم لم يعودوا ضيوفا على جلالة الملك. ساد الغضب بين رجال الحاشية وكان الملك فاروق، قد قرر تطليق الأميرة فوزية، من الشاه، وقد بعث فاروق، إلى السفير المصري في طهران بتسوية الأمور مع شاه إيران، مع تبليغه أن سعادة الأميرة فوزية، هي أهم شيء في الدنيا بالنسبة للملك، وتم الطلاق بالفعل عام 1948، وقد حجب الملك فاروق، كل أخبار إيران عن الأميرة فوزية، ومنع عرض أي فيلم تأتي فيه سيرة إيران واستعادت لقبها السابق الأميرة فوزية، بدلا من الإمبراطورة فوزية. وفي شهر مارس عام 1949 تزوجت الأميرة فوزية، من العقيد إسماعيل شيرين، وهو ابن عم الملك فؤاد، آخر وزير للحربية، والبحرية في مصر قبل ثورة 23 يوليو، وعاشت معه حتى توفيت عام 2013 عن عمر يناهز 91 عامًا. مركز معلومات أخبار اليوم