في سنة 1938 تقدم ولي عهد إيران "الشاهبور محمد رضا بهلوي" إلي الملك فاروق طالباً مصاهرته وخطبة شقيقته الأميرة فوزية.. وتحمس الملك لهذه المصاهرة باعتبار أنها تدعم الروابط السياسية بين مصر وإيران. وافقت الأميرة فوزية وتمت إجراءات الخطبة الرسمية وغني فيها محمد عبدالوهاب قصيدة "مهيار الديلمي".. وأقيم الزفاف في قصر عابدين حضره معظم أفراد الأسرة المالكة المصرية والإيرانية.. وأقيم حفل أسطوري في طهران.. وكما جاء في مجلد "فاروق ظالماً ومظلوماً" فقد تطلب زواج الأميرة المصرية من الشاه تعديل المادة 37 من الدستور الإيراني حتي يمكن منحها الجنسية الإيرانية. وفي نهاية عام 1941 خلع الإنجليز الشاه رضا بهلوي وتنازل عن العرش لابنه "العريس" الشاه محمد وهكذا أصبحت الأميرة فوزية امبراطورة "سنية" علي عرش إيران. وشعر الملك فاروق من خلال مخابراته أن الأميرة شقيقته تعاني من أمراض "الغُربة" وتعاني من ضعف شديد بالإضافة إلي أن معاملة الشاه للإمبراطورة قد تغيرت بعد أن أنجبت له "بنتاً" وكان يطمع أن تنجب له ولداً يكون ولياً للعهد. وقرر الملك فاروق أن يعيد شقيقته إلي مصر.. فوجه إليها الدعوة لحضور حفل زواج شقيقتها الأميرة فايزة وفي عام 1942 عادت فوزية إلي مصر ومعها طاقم إيراني من الحاشية وظلت الأميرة بعيدة عن طهران وفاروق لا يريد إعادتها إلي الشاه.. ثم تم الطلاق في سنة 1948 وعاشت الأميرة فوزية بعد ذلك في الإسكندرية بينما قام السفير المصري في طهران بتسوية الأمر مع الشاه.. ووافق علي أن تحتفظ بجميع مجوهراتها. وانتهت هذه العلاقة الأسرية بين مصر وإيران باعتبار أنها قامت علي هذا الزواج الملكي ولكن العلاقات السياسية استمرت كما هي.. عادية. وفي سنة 1951 قامت مظاهرات في مصر تأييداً لرئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق الذي قام بحركة ثورية ضد شركات البترول في إيران.. وكانت هذه الحركة سبباً في إقالته بل وإبعاده وكان الرئيس عبدالناصر مؤيداً للرئيس مصدق بينما أصبحت العلاقات مع الإمبراطور ليست جيدة. وعندما تولي الرئيس أنور السادات المسئولية ارتبط بصداقة وطيدة مع الإمبراطور.. وفتح له الباب علي مصراعيه للحضور إلي مصر في أي وقت.. وعندما قامت الثورة الإيرانية سنة ..1972 انقطعت العلاقات السياسية بين البلدين لسببين.. الأول احتضان الإمبراطور والثاني توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل.. وعندما مات الإمبراطور تم تشييع جنازته في مصر حيث دفن بالقاهرة. ومرت سنوات واستمرت القطيعة السياسية إلي أن قامت ثورة 25 يناير فبدا في الأفق بوادر تقارب بين البلدين ولكنه تقارب حذر.. بدأ بحضور الرئيس مرسي مؤتمراً في طهران وحضور الرئيس نجاد مؤتمر التعاون الإسلامي.. في القاهرة صحيح العلاقات بين البلدين تاريخية وقديمة.. ولكنها دائماً تنقطع.. بين وقت وآخر.