يزور مصر حاليا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, وهو أول رئيس إيراني يقوم بزيارة إلي مصر منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام9791, عقب الإطاحة بنظام الشاه في ثورة هزت المنطقة آنذاك, وقرار الرئيس الأسبق السادات باستضافة الشاه في مصر. ومن المؤكد أن مصر ترحب بالرئيس الإيراني ضيفا عزيزا, ليس فقط لأن إيران دولة محورية وقوة إقليمية إسلامية تمثل دعما كبيرا للثقل والعالم الإسلامي إقليميا ودوليا, ولكن أيضا لأن علاقات مصر مع إيران قديمة تعود إلي أكثر من831 عاما, في حين تعد علاقات الشعبين أعمق من ذلك وتضرب بجذورها لقرون عديدة. ووفقا للمعلومات المتاحة, فإن إيران أرسلت أول موفد رسمي لها لرعاية مصالحها التجارية في مصر في عام8481, وبعدها بنحو12 عاما أرسلت أول سفير لها في القاهرة في عام9681, ثم تطورت العلاقات السياسية والدبلوماسية بين دولة أسرة محمد علي في مصر ودولة الشاه في إيران, إلي العلاقات الأسرية وصولا إلي المصاهرة. وعندما تم الطلاق رسميا بين الأميرة فوزية, شقيقة الملك فاروق ورضا بهلوي ولي عهد إيران, تم تجميد العلاقات في عام8491, وظلت متوترة حتي بعد انتهاء الملكية في مصر, ثم عقب قيام ثورة2591, ظلت العلاقات متوترة لأسباب أخري, وعندما اعترفت إيران رسميا بإسرائيل عام0691, قررت مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران, ثم عادت في عام1791 بعد رحيل الزعيم جمال عبدالناصر, وتولي السادات الحكم, غير أنها لم تدم لأكثر من9 سنوات, حتي قررت طهران قطع العلاقات بعد قيام ثورة آية الله الخوميني عام9791, واستضافة مصر لشاه إيران المخلوع, ثم توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل, ومازالت العلاقات منذ ذلك الوقت مقطوعة رسميا دون أن يمنع ذلك من تبادل للزيارات, وفتح مكتب لرعاية المصالح الإيرانية في مصر, يرأسه دبلوماسي بدرجة سفير. وقد جرت مياه كثيرة في القنوات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية لعودة العلاقات, غير أنها مازالت تحتاج إلي الحكمة في المعالجة والنوايا المخلصة. وربما تكون الزيارة المهمة للرئيس الإيراني الآن فرصة جديدة لتلك العلاقات المضطربة تاريخيا, وأن يتم وضع أسس أقوي وأمتن لاستقرارها.