ثورتان بينهما 32 عاما، الأولى كانت السبب في قطع العلاقات، والثانية أعادتها، مصر وإيران بينهما صلات نسب، وكانت العلاقات طيبة حتى قيام الثورة الإيرانية في 1979، مرورا باتهامات للرئيس الراحل محمد أنور السادات بالخيانة، وإنتاج أفلام ضده وقطع العلاقات، إلى أن عادت في عهد الرئيس الإيراني السادس بعد الثورة الإيرانية، والمصري الأول بعد ثورة 25 يناير 2011. بدأت العلاقات المصرية الإيران في عهد الدولة العثمانية، بتوقيع اتفاقية تنص على أن الدولة الإيرانية تستطيع تأسيس قنصليات لها في الولايات العثمانية، ومنها مصر، وتم افتتاح قنصلية لرعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، وكان أول سفير إيراني لدى مصر، هو حاجي محمد صادق خان. تطورت العلاقات بين مصر وإيران بزواج الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق الأول، آخر حكام أسرة محمد علي لمصر، من ابن الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، آخر شاه يحكم إيران قبل قيام الثورة الإيرانية. ظلت العلاقات بين مصر وإيران مستمرة بعد ثورة يوليو عام 1952، وحتى قيام الثورة الإيرانية عام 1979، واستقبل الرئيس محمد أنور السادات الشاه الإيراني المخلوع، وهو ما اعتبره الإيرانيون خيانة، وكان السادات يرى أن الشاه الإيراني لا يجب أن يترك الحكم، وطالبه أن يستدعي أسطوله البحري ويعود لبلاده ليسيطر على الثورة. في عام 2008 تم إنتاج "إعدام فرعون" فيلم وثائقي إيراني تناول قضية اغتيال الرئيس السادات، ووصفه الفيلم بالخائن، ووصف قاتليه بالشهداء، كما أطلق اسم "خالد الإسلامبولي" على أحد شوارع طهران؛ تكريما لقتله السادات، وهو ما تسبب في زيادة التوتر في العلاقات المصرية الإيرانية. مات الشاه الإيراني ودُفن في مصر، وجاءت ثورة يناير 2011 لتعيد ما قطعته الثورة الإيرانية، وأصبح الرئيس محمد مرسي أول رئيس مصري يزور إيران منذ قيام الثورة الإيرانية، وأحمدي نجاد أول رئيس إيراني يزور مصر بعد انقطاع دام 32 عاما.