النقل البري للرخام بديل مكلف ارتبط أهل أسوان بالنيل واعتمدوا عليه منذ قديم الأزل في النقل والترحال وقبل بناء السد العالي كان هو شريان الحياة التجارية لأهل الصعيد عامة والنوبة خاصة ولذلك صورت كثير من الأفلام حركة النقل والتجارة عبر النيل مثل فيلم »صراع في النيل» لرشدي أباظة وعمر الشريف وهند رستم. ويقول دياب عبد الله النائب السابق وأحد مشايخ أهل النوبة وأسوان :كان لأهل النوبة رحلة نصف شهرية لقارب شراعي أو صندل نهري أطلق عليه »قارب البوستة» يبحر ما بين قري النوبة ومدينة أسوان حاملا منتجات ومحاصيل زراعات قري النوبة لتجار أسوان . كما يحمل قائد القارب قائمة بطلبات تجار قري النوبة ليسلمها لتجار الجملة في أسوان ويعود محملا بها وببريد وطلبات أهالي تلك القري .. بالإضافة لحركة النقل النهري بين أسوان ومديريات الصعيد من خلال الصنادل التي تمتلكها بعض العائلات الأسوانية والنوبية .وكانت الوسيلة الأفضل بيئيا والأقل تكلفة في نقل مواد البناء والحديد والخضر ما بين مديريات الصعيد . وبعد تهجير قري النوبة الذي واكب بناء السد العالي اندثر هذا النوع من الملاحة النهرية .. وضعف بالتدريج ما بين أسوان ومديريات الصعيد. وشهدت أسوان إقامة أول ميناء دولي نهري في مصر وهو ميناء السد العالي شرق الذي بدأ العمل فيه عام 1964 بعد تحويل مجري نهر النيل وظهور بحيرة السد العالي وذلك كبديل لميناء الشلال الذي كان يستخدم قبل تحويل مجري النيل حيث إنه تم تخصيص ميناء السد العالي لاستخدام جميع أنواع النقل النهري بين مصر والسودان في إطار خطة التكامل بين القطرين. ويقول أسعد عبد المجيد رئيس ميناء السد العالي السابق: هناك عدد من الإدارات التي يضمها ميناء السد العالي شرق منها جهات أمنية ووزارات النقل والصحة والزراعة والتجارة والمالية، بجانب هيئة وادي النيل للملاحة النهرية باعتبارها الجهة المسئولة عن نقل الركاب عن طريق باخرتين هما ساق النعام السودانية . وسينا المصرية حيث تبلغ طاقة كل منهما 600 راكب وحمولتها 820 طنا وتنقسم إلي درجتين أولي و ثانية وتتحرك الباخرة من ميناء السد العالي شرق إلي ميناء الشهيد الزبير بوادي حلفا يوم الأحد من كل أسبوع . وأشار إلي أن هناك رحلات إضافية عند كل ضرورة تتحرك من ميناء السد العالي إلي ميناء الزبير يوم الخميس . وتقطع الباخرة مسافة 500 كم من ميناء السد العالي إلي ميناء الزبير منها 350 كم في الحدود المصرية و 150 كم في الحدود السودانية وتصل في حدود 17 ساعة . وأشار لأن هيئة وادي النيل للملاحة النهرية تقوم بنقل البضائع والأمتعة للركاب والمصدرين علي صنادلها البالغ عددها 20 صندلا حمولتها تتراوح ما بين 240 إلي 350 طنا تقريباً للصندل الواحد .وعن المراسي الموجودة بالميناء يقول عبد المجيد : يوجد مرسي الركاب والبضائع بطول 500 متر والمراسي السياحية بإجمالي 7 مراس . بجانب مرسي الخدمة الوطنية وتابع له 10 صنادل . ومع الملاحة النهرية من الجهة الجنوبية ما بين أسوان ووادي حلفا وملاحة الفنادق العائمة من ميناء السد العالي الي مدينة أبو سمبل السياحية .يوجد نوع آخر من الملاحة النهرية من جهة الشمال ما بين أسوان والأقصر وتتمثل في ملاحة الفنادق العائمة. إلا أنها تواجه صعوبات بسبب عدم تكريك وتطهير المجري الملاحي بشكل جيد . ورغم ذلك نجد أن النيل لم يستغل بشكل أقتصادي لا في حركة النقل التجاري ولا السياحي ولا سفر المواطنين وتنقلهم .. وعن حركة الملاحة النهرية وعدد المراسي النهرية الموجودة في أسوان قال المهندس محمد طه الشربيني مدير عام هيئة النقل النهري في أسوان: لا توجد حركة نقل نهري بالمعني المفهوم بأسوان ولا يوجد بها مرسي نهري واحد ولكن يوجد بها »5» أرصفة شحن بدائية جدا ببعض القري المطلة علي النيل ولا يوجد بهذه الأرصفة أي معدات أو آلات رفع أو مناولة وتعتمد علي العنصر البشري في الشحن والتفريغ . وتستخدم هذه الأرصفة في نقل الطفلة والحجر »العقباوي». وقال إن محافظة أسوان يوجد بها أهم مناجم الرخام والجرانيت بالإضافة للطفلة والأسمدة . وطالب الشربيني بإحياء مشروع النقل النهري خاصة بالنسبة للرخام والجرانيت . حيث يوجد خط ملاحي ما بين أسوان والقاهرة يبلغ طوله 960 كيلو متراً.ويسمح بالملاحة في اتجاهين وتعمل عليه جميع الوحدات النهرية في نقل البضائع والفنادق السياحية العائمة .وقال إنه لتنفيذ المشروع نحتاج لإمكانيات بسيطة يمكن تنفيذها بأسلوب »b.o.t» وهي ميناء شحن في أسوان مجهز بساحة للتشوين ومعدات مناولة لبلوكات الجرانيت ميناء لأستقبال الصنادل للتفريغ بالقاهرة.