بيندتي تشهد العلاقات المصرية الإيطالية خلال الفترة الحالية زخماً كبيراً في مختلف المجالات الثقافية والسياحية والاقتصادية ، بعد سنوات من الجمود الذي أصاب العلاقات خلال الفترة الماضية ، وخلال الأسبوع الماضي قام وفد مسيحي إيطالي بزيارة إلي القاهرة للقيام برحلة الحج المقدس في مصر وكان علي رأس هذا الوفد أسقف مدينة فيتيربو التاريخية الإيطالية ، والذي دعا السياح الايطاليين لزيارة مصر ، كما نظمت وزارتا الآثار بالتعاون مع السفارة المصرية في روما ومؤسسة »بنديتي» الإيطالية معرضاً للمستنسخات الفرعونية المصرية لكنوز الفرعون توت عنخ آمون بمقر قصر الباباوات بمدينة » فيتيربو» التاريخية بإيطاليا بمقر قصر الباباوات بمدينة فيتيربو الإيطالية ، وذلك في إطار برنامج المعرض الثقافي المصري والممتد لمدة 6 أشهر حول المدن الإيطالية ، وشاركت الأخبار ضمن وفد إعلامي مصري في تغطية فاعليات افتتاح هذا المعرض ، وأجرت حواراً مع أوجينيو بيندتي حفيد مؤسس المستشفي الإيطالي بالقاهرة (إيمبيدوكلي) ورئيس مؤسسة »بنديتي» الإيطالية وإلي نص الحوار : كيف تري أهمية الفاعليات المصرية التي يتم تنظيمها في إيطاليا خلال الفترة الأخيرة؟ الفاعليات المصرية التي تم تنظيمها خلال الشهور الماضية وعلي رأسها افتتاح معرض لمستنسخات كنوز الفرعون توت غنخ آمون نوع من التعبير عن حب إيطاليا لمصر، ورسالة ودعوة في ذات الوقت موضحا أن الرسالة التي أرادت المؤسسة توجيهها هي أن مصر دولة آمنة ودولة سلام، والدعوة تتمثل في دعوة الإيطاليين للعودة من جديد لزيارة مصر. وهذا هو الوقت المناسب لتأكيد هذه الدعوة لجميع الشعب الإيطالي خاصة أن العلاقات المصرية الايطالية خلال العامين الماضيين لم تكن علي المستوي المأمول، وأضاف أن تنظيم معرض المستنسخات تم من خلال التعاون المصري مع إدارة الآثار المصرية والسفارة المصرية في روما برئاسة السفير هشام بدر، موجها الشكر لكل من تعاون معه في إنهاء ترتيبات هذا المعرض سواء من المصريين أوالإيطاليين خاصة وزير الآثار د.خالد العناني. كيف تري الأوضاع الحالية التي تعيشها مصر ؟ جميع المصريين يعيشون في أمن وسلام وليس هناك اي اختلاف أو أية فروق بين المصريين سواء المسيحيين أو المسلمين. هل يمكن أن تلقي لنا الضوء علي أبرز ما قدمه جدك من أجل مصر؟ جدي هو مؤسس المستشفي الإيطالي في القاهرة، وأمضي عمره في خدمتها، بعد أن وصل للقاهرة عام 1903 ، واستطاع بفضل مجهوداته أن يحصل علي تمويل من الجالية الإيطالية في ذلك الوقت، لافتتاح المستشفي بمنطقة العباسية في عام 1904، وخصص حياته بالكامل من أجله حتي عام 1945، وبذل كل الجهود لمعالجة الجرحي في الحرب العالمية الثانية، وفي نهايتها منحه الملك فاروق قلادة النيل، وعقب عودته لإيطاليا منحه الملك الإيطالي فيكتور إيمانويل وسام فارس. وانه يستكمل مسيرة جده في رعاية المستشفي حيث يعمل في المستشفي حوالي 1500 شخص ويقوم باجراء 30 ألف عملية جراحية للمصريين، كما أن المستشفي يمتلكه حاليا المؤسسة الخيرية الإيطالية.. وتم شراء 60 وحدة عناية مركزة وأجهزة تنفس صناعي وتم تجديد قسم أمراض النساء ب 4 غرف عمليات وتجديد بنك الدم ، موضحا انه يجري حاليا اجراءات لتجهيز 7 غرفة عمليات جديدة كمساهمات خاصة لا تتحمل الحكومتان المصرية أو الايطالية أية مبالغ،.. »المستشفي مؤسسة خيرية غير حكومية تقدم خدماتها بأسعار رمزية»، كما أن المؤسسة بصدد انشاء مستشفي ايطالي آخر في مدينة بورسعيد. ما أهم ما تتمناه خلال الفترة القادمة؟ أتمني أن يتم دفني في مصر مرتديا قلادة النيل في صدري بجوار قبر جدي وقال أن لقاءه الأخير مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وجه له الشكر علي ما قامت به شركته في نقل كهرباء السد، وقال عبد الناصر »لا تنس أن مصر أم الدنيا» وهي نفس العبارة التي كان يرددها جدي. ما رسالتك للشعب المصري؟ يجب أن يثق المصريون الثقة الكاملة في الرئيس عبدالفتاح السيسي حتي يستطيع أن يحمي مصر وثرواتها، ونحن دائما مع مصر في حربها ضد الارهاب» . ماذا عن مسار العائلة المقدسة ودور إيطاليا في هذا الشأن؟ طرحت فكرة تنظيم رحلات الحج في مسار العائلة المقدسة علي وزير السياحة الأسبق يحيي راشد وتم تجديد المقترح من جديد علي الوزيرة رانيا المشاط التي دعمت المقترح وتم بالفعل تنظيم أول رحلة للعائلة المقدسة في مصر وشارك بها أسقف روما وأسقف فيتيربو، مشيدا بالمجهود الكبير الذي قام به السفير هشام بدر سفير مصر في روما لنجاح هذا المقترح، وقال أن البابا تواضروس دعاني لحضور القداس المقرر أن يقيمه في كنيسة بولس الرسول يوم الأحد المقبل في الفاتيكان»، وهذه أول مرة ستحدث فيها صلاة في الفاتيكان لبابا الأقباط الأرثوذكس». وسيتم تنظيم رحلة حج كبيرة لمسار العائلة المقدسة في أعياد الميلاد. كيف تري العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين؟ الفترة المقبلة في مصر ستكون فترة رخاء اقتصادي وهو الأمر الذي سيشجع المستثمرين الإيطاليين للعودة إلي قلعة استثماراتهم في الشرق الأوسط وهي مصر .