تشهد العلاقات المصرية الإيطالية حالة من الزخم والتفاعل خلال الفترة الحالية خاصة بعد مرورها بحاله من عدم الانسجام والتفاعل الإيجابى خلال العام الماضي.. إلا أنها حاليا تمر بمرحلة تنسيق وتعاون غير مسبوق فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية و الثقافية. كما أن العلاقات التاريخية بين البلدين ضربت بجذورها لأكثر من ألفى عام وقد فسر الخبراء عوده هذه العلاقات وعبورها فوق الأزمات إلى التفاعل الإيجابى من الجانبين بالإضافة للقوى الناعمة التى تلعب دورا مهما فى تقرير مصير وعلاقات الشعوب. وفِى إطار التحركات المصرية الإيطالية لدعم وتطوير العلاقات بين البلدين شهدت مدينة «فيتيربو» التاريخية بإيطاليا حدثاً مهماً وغير مسبوق بافتتاح جناح المستنسخات الفرعونية المصرية بمقر قصر الباباوات والذى يمثل قيمة دينية مهمة للشعب الايطالى بما يعكس الاهتمام الذى توليه الحكومة الإيطالية والمجتمع المدنى الايطالى لتطوير تلك العلاقة حيث يأتى المعرض فى إطار برنامج المعرض الثقافى المصرى والممتد لمدة 6 أشهر حول المدن الإيطالية . السفير هشام بدر سفير مصر فى روما قال فى كلمته خلال افتتاح المعرض انه يمثل أيقونة للقوة الناعمة المصرية و يأتى انطلاقاً من رؤية هدفها توظيف المقومات الحضارية والثقافية فى تعزيز العلاقات المصرية الإيطالية، معتبراً أن تلك الفعاليات تمثل لغة تواصل بين الشعبين نظراً للاهتمام الملموس من جانب الإيطاليين بالثقافة المصرية بما يعكس حجم الترابط بين الشعبين وشغف الشعب الايطالى بالحضارة المصرية . أسقف «فيتربو» الكاردينال مونسينيور فوماجاللى الذى عاد مؤخرا من مصر بعد قيامه برحلة الحج المقدس خلال تدشين المعرض دعا الإيطاليين لزيارة مصر لمشاهدة عن كثب ما تزخر به من تنوع حضارى وثقافى فريد من نوعه، مؤكدا ان مصر مهد الحضارة الانسانية وملاذ العائلة المقدسة تنعم بالاستقرار ولا تزال مقصدا آمناً لضيوفها الزائرين. وكشف السفير هشام بدر أن الفعاليات الثقافية تضم سلسلة متواصلة من الأحداث الفنية والثقافية أبرزها جناحان للمستنسخات المصرية القديمة، الاول خاص بالتاريخ القبطى، والثانى بالتاريخ الفرعونى، كما يزدان المعرض الثقافى بعروض فنية لفرق الفلكلور المصرية ومنها فرقة الباليه الفرعونى وفرقة رضا وفرقة التنورة بالإضافة إلى مجموعة من المحاضرات حول التاريخ والحضارة المصرية معتبرا أن المعرض الذى تم تدشينه يمثل انطلاقة مهمة فى سبيل دعم التعاون الثقافى بين البلدين. ومن جانبه قدم «أوجينيو بنيديتى» رئيس مؤسسة «بنيديتي» الإيطالية الشكر لكل من ساهم فى تنظيم معرض المستنسخات المصرية وفِى مقدمتهم السفارة المصرية فى روما واصفا هذا المعرض برسالة ودعوة للإيطاليين بان يعودوا إلى مصر التى تعتبر بلداً صديقاً . وأشار بنيديتى إلى أن معرض الأيقونات القبطية الذى تم افتتاحه قبل معرض المستنسخات الفرعونية سيقوم بجولات فى كل الكنائس القبطية بإيطاليا ، مستشهداً بحديث عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس أن معرض المستنسخات الفرعونية لم يكن له مثيل من قبل بدقة المستنسخات معتبراً أن هذا المعرض يختلف عن جميع متاحف العالم لان الطلاب يمكنهم لمس المعروضات. وشهد المعرض إقبالاً مكثفاً مع الساعات الأولى لافتتاحه حيث أظهر اهتمام المواطنين الإيطاليين بالآثار المصرية بشكل عام والمعرض المقام فى قصر الباباوات والذى يمثل سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ هذا القصر والذى يمثل قيمة دينية مهمة للشعب الايطالى باعتباره أثريا لم يسبق تنظيم مثل هذه الفعاليات فيه من قبل. وكشف الدكتور عمرو الطيبى مدير إدارة المستنسخات بوزارة الآثار أن المعرض يضم حوالى 190 قطعة أثرية تشكل مستنسخات لأبرز كنوز مقبرة توت عنخ أمون مثل القناع الذهبى والعجلة الحربية وسريره، ونموذج للمقبرة الموجودة فى منطقة وادى الملوك فى الأقصر ونماذج لتماثيل رأس نفرتيتى وشيخ البلد. وحول أهمية تنظيم معارض للآثار القبطية والفرعونية فى ايطاليا وتأثير ذلك على العلاقات ، قال القمص انطونيو جينى فؤاد كاهن كنيسة مار مينا أن المعرض الذى ينظم حاليا فى ايطاليا تم بعد زيارة قام بها وفد من الكنيسة الكاثوليكية فى مدينة فيتربو مع نيافة الانبا برنابا فى رحلة على مسار العائلة المقدسة. وأوضح أن مشاركة الوفد الايطالى فى هذه الرحلة أفضل دعاية للسياحة المصرية مشيرا إلى أن مسار العائلة المقدسة سيجذب السياحة لمصر. وقال القمص ثاؤوفيليس السريانى أسقف ابراشية تورنيو وروما وتوابعها إن الاستمرار فى بذل مزيد من الجهد لتنظيم رحلات مسار العائلة المقدسة سيجذب مزيدا من السياحة لمصر مشيدا بدور وزارتى السياحة والآثار فى هذا الصدد مشيرا إلى أن السائح الأوربى يحرص على زيارة مصر سواء فى رحلات دينية أو ترفيهية أو سياحية.