شهدت مدينة "فيتيربو" التاريخية بإيطاليا افتتاح جناح للمستنسخات الفرعونية المصرية بمقر قصر الباباوات، والذي يمثل قيمة دينية مهمة للشعب الإيطالي، بما يعكس الاهتمام الذي توليه الحكومة الإيطالية والمجتمع المدني الإيطالي لتطوير تلك العلاقة مع مصر، حيث يأتي المعرض في إطار برنامج المعرض الثقافي المصري والممتد لمدة 6 أشهر حول المدن الإيطالية. وقال السفير هشام بدر سفير مصر في روما، خلال الافتتاح إن تلك المعارض تمثل أيقونة للقوة الناعمة المصرية انطلاقاً من رؤية هدفها توظيف المقومات الحضارية والثقافية في تعزيز العلاقات المصرية الإيطالية، معتبراً أن تلك الفاعليات تمثل لغة تواصل بين الشعبين نظراً للاهتمام الملموس من جانب الإيطاليين بالثقافة المصرية بما يعكس حجم الترابط بين الشعبين وشغف الشعب الإيطالي بالحضارة المصرية . أسقف "فيتربو" الكاردينال مونسينيور فوماجاللي -الذي عاد مؤخراً من مصر بعد قيامه برحلة الحج المقدس خلال تدشين المعرض- دعا الإيطاليين لزيارة مصر لمشاهدة عن كثب ما تزخر به من تنوع حضاري وثقافي فريد من نوعه، مؤكداً إن مصر مهد الحضارة الإنسانية وملاذ العائلة المقدسة تنعم بالاستقرار ولا تزال مقصد آمناً لضيوفها الزائرين. معرض للمستنسخات الفرعونية وكشف السفير هشام بدر أن الفاعليات الثقافية تضم سلسلة متواصلة من الأحداث الفنية والثقافية أبرزها جناحان للمستنسخات المصرية القديمة الأول خاص بالتاريخ القبطي، والثاني بالتاريخ الفرعوني، كما يزدان المعرض الثقافي بعروض فنية لفرق الفلكلور المصرية ومنها فرقة البالية الفرعوني وفرقة رضا وفرقة النورة بالإضافة الي مجموعة من الحضارات حول التاريخ والحضارة المصرية معتبرا أن المعرض الذي تم تدشينه يمثل انطلاقة مهمة في سبيل دعم التعاون الثقافي بين البلدين. ومن جانبه قدم " أوجينيو بنيديتي " رئيس مؤسسة "بنيديتي" الإيطالية الشكر لكل من ساهم في تنظيم معرض المستنسخات المصرية، وفِي مقدمتهم السفارة المصرية في روما واصفا أن هذا المعرض يمثل رسالة ودعوة للإيطاليين بأن يعودوا إلى مصر التي تعتبر بلداً صديقاً. معرض للمستنسخات الفرعونية وأكد رئيس مؤسسة " بنيديتي" أن مصر بلد آمن، معتبراً أن مصر من الدول التي لم تقم بحروب ضد أي دولة، وهي صديقة لكل دول العالم وبها تعدد للديانات ومن الدول المنفتحة علي أوروبا. وأشار أوجينيو بنيديتي إلي أن معرض الأيقونات القبطية الذي تم افتتاحه قبل معرض المستنسخات الفرعونية لن يعود إلي مصر وسوف يتم شراؤه ويقوم بجولات في كل الكنائس القبطية بإيطاليا، مستشهداً بحديث عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس أن معرض المستنسخات الفرعونية لم يكن له مثيل من قبل بدقة المستنسخات والتي اعتبرها البعض أجمل من القطع الأصلية، مشيرا إلي أن هناك نسخا لقطع أثرية لم تخرج من مصر معتبراً أن هذا المعرض يختلف عن جميع متاحف العالم لأن الطلاب يمكنهم لمس المعروضات ويحصلون علي هذه الطاقة الخفية. معرض للمستنسخات الفرعونية وشهد المعرض إقبالاً مكثفاً مع الساعات الأولي لافتتاحه حيث اهتمام المواطنين الإيطاليين بالآثار المصرية بشكل عام والمعرض المقام في قصر الباباوات والذي يمثل سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ هذا القصر والذي يمثل قيمة دينية مهمة للشعب الإيطالي باعتباره أثرياً حيث لم يسبق تنظيم مثل هذه الفاعليات في القصر. الدكتور عمرو الطيبي، مدير إدارة المستنسخات بوازرة الآثار كشف عن جهود ضخمة لإعداد المستنسخات لتطابق الأصلية، حيث يضم المعرض نحو 190 قطعة أثرية تضم مستنسخات لأبرز كنوز مقبرة توت عنخ آمون مثل القناع الذهبي والعجلة الحربية وسريره، ونموذج للمقبرة الموجودة في منطقة وادي الملوك في الأقصر ونماذج لتماثيل رأس نفرتيتي وشيخ البلد. وحول أهمية تنظيم معارض للآثار القبطية والفرعونية في إيطاليا وتأثير ذلك علي العلاقات، قال القمص أنطونيو جيني فؤاد، كاهن كنيسة مار مينا إن المعرض الذي ينظم حاليا في إيطاليا تم بعد زيارة قام بها وفد من الكنيسة الكاثوليكية في مدينة فيتربو مع نيافة الأنبا برنابا في رحلة علي مسار العائلة المقدسة. معرض للمستنسخات الفرعونية وقال القمص ثاؤوفيليس السرياني، أسقف إبراشية تورنيو وروما وتوابعها إن الاستمرار في بذل مزيد من الجهد لتنظيم رحلات مسار العائلة المقدسة سيجذب مزيدا من السياحة لمصر، مشيدا بدور وزارتي السياحة والآثار في هذا الصدد مشيرا إلى أن السائح الأوروبي يحرص علي زيارة مصر سواء في رحلات دينية أو ترفيهية أو سياحية.