رب العزة جل جلاله قال في كتابة الكريم: {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} إن هذه دعوة لجميع الدول الإسلامية أن يتوحدوا جميعاً ولا يتفرقوا لأن ربهم واحد جل جلاله ورسولهم واحد وقبلتهم واحدة والذي فطر السماء والأرض لو اتحدت هذه الأمة لما هزمت قط لكن تفرقهم وتشتتهم هو الذي أدى إلى ضعفهم وهزيمتهم وإهانتهم كما نشاهده اليوم، ولنتذكر مقولة سيدنا عمر الخطاب الخالدة التي قال فيها: (كنا قوماً أذلة فأعزنا الله بالإسلام فإذا أردنا العزة بغيره أذلنا الله) فالإسلام هو الذي يؤدي إلى وحدة الأمة، لذا سعى الاستعمار منذ دخوله ديار المسلمين إلى تفريق الأمة وتقطيعها ووضع الحدود فيما بينهما لأنه يعلم أن بتوحدها ستكون أمة رائدة متميزة في كل شيء، لكنهم عملوا جاهدين إلى نشر بذور التفرقة في كل المجالات وخاصة في الجانب العلمي والاقتصادي والاجتماعي وعلى كل المستويات وأن نظل في احتياج إليهم في كل شيء حتى لا نستغنى عنهم في أبسط الأمور إلا الشيء النادر فأصبحنا من بعد ماكنا أمة قائدة للعالم إلى أمة منقادة ليس لنا من الأمر شيء، وإذا أردنا شيئاً ما علينا إلا أن نستأذنهم في ذلك فيسمحوا لنا أو لا يسمحوا فهل هناك أكثر مهانة وذلة من ذلك. إن طريق العودة إلى القيادة والريادة لن تكون إلا من خلال العودة إلى ديننا، لهذا أخذوا يحاربون الدين وأهله ووصموه بالتطرف تارة وبالتشدد تارة أخرى حتى أصبح المسلمون جميعاً في نظرهم لأنهم ويريدون أن يفصلوا لنا إسلاماً وفق تصورهم هم. ودلائل هذه الفرقة والضعف بدأت في الظهور عندما تجرأ الرئيس الأمريكي من جعل القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني لتزداد منطقتنا العربية اشتعالاً على اشتعال. إن مسؤولية صلاح الأمة والخروج بها من مآزقها مسؤولية المسلمين جميعاً في خطى حثيثة وسبل في الحق مضيئة لا تخشى في الله لومة لائم ليتحقق للأمة وما وعدها الله به من النصر والعزة والمنعة. وتلك الجراحات والمعاناة ما هي إلا سحائب صيف ستنقشع بمشيئة الله عن قريب فالنصر للإسلام وأهله والغلبة لهذا الدين، ومن الله نستلهم النصر والتمكين، فالعاقبة للمتقين {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال جل شأنه {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. إن المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى ثقتهم بأنفسهم والعمل على تحقيق اعتزازهم بإيمانهم وزرع الأمل المشرق في مستقبل حياتهم على المسلمين أن يستشعروا بواجبهم ومسؤولياتهم تجاه خدمة هذا الدين الذي رضيه الله لنا ديناً وأتم علينا به النعمة، نحن أمة شرفها الله بالإسلام أعزنا الله به بعد ذلة وجمعنا به بعد فرقة وجعلنا فيه إخوة.