هناك أسئلة سألها النبي محمد "صلي الله عليه وسلم" لأصحابه رضوان الله عليهم؛ ليعلمنا ديننا، وهناك أسئلة سألها الصحابة لرسول الله "صلى الله عليه وسلم"وأجاب عنها.. وكل يوم من أيام رمضان سنعرض بعض هذه الأسئلة.. كان الصحابة رضوان الله عليهم يبحثون دائمًا عن المعالي، ولذلك كانوا يسألون النبي "صلى الله عليه وسلم" عن أفضل الأعمال التي تقربهم إلى الله تعالى؛ ومن ذلك هذا السؤال، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسولَ الله أَيُّ الإسلامِ أَفضلُ؟ قالَ: "مَن سلِمَ المسلمونَ من لسانه ويدِه". رواه البخاري. وفي رواية لمسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي المسلمين خير؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده". والمراد بهذا الحديث الحض على ترك أذى المسلمين باللسان واليد والأذى كله، ولهذا قال الحسن البصرى: الأبرار هم الذين لا يؤذون الذر والنمل. فمن لم يسلم المسلمون من لسانه ويده فإنه ينتفي عنه كمال الإسلام الواجب، فإن سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبة، فإن أذى المسلم حرام باللسان وباليد، فأذى اليد: الفعل، وأذى اللسان القول. وهذه صفة المسلم كامل الإيمان، أن يسلم المسلمون من لسانه، فلا يتعرض لهم بسب ولا لعن، ولا غيبة ولا نميمة، بل يحفظ لسانه عنهم، وقدم اللسان لأن التعرض به أسرع وقوعًا وأكثر. واللسان أمره عظيم جدًا، قال تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). وقال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ). وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة". متفق عليه. وقد أحسن الشاعر حيث قال: احذر لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنك إنه ثعبان وأما الشق الثاني من الحديث "ويده": فسلامة المسلمين من يده يعني لا يأخذ أموالهم ولا يضرب أبشارهم، ولا يتعرض لهم بسوء، سواء بالضرب أو القتل أو الهدم أو الدفع أو الكتابة بالباطل ونحوها. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ "صلى الله عليه وسلم" قال: "المسلم أخو المسلم، فلا يظلمُهُ، ولا يخذُلُهُ، ولا يحقرُه . بحسب امرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يحْقِرَ أخاهُ المُسلمَ، كلُّ المسلمِ على المُسلمِ حرامٌ: دمُه، ومالهُ وعِرضهُ". رواه مسلم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم". رواه الترمذي والنسائي. وصفوة القول؛ أن المسلم في كل حياته لا يؤذي المسلمين لا بلسانه، ولا بيده، بل يسعى معهم ولهم في الخير، كما قال النبي "صلى الله عليه وسلم": "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه.