د. حسام محمود فهمي التصنيفاتُ العالميةُ المستقلةُ للجامعات توضح بما لا يدعُ للشكِ مجالا موقعَ الجامعات علي الساحةِ العالميةِ. مكانةُ الجامعة البحثية، مستوي أعضاء هيئة التدريس، هل تصلحُ الجامعةُ لاستقبالِ الطلابِ الأجانبِ، هي المعاييرُ العامةُ التي تنتهجُها تصنيفاتُ الجامعاتِ بنهجٍ علمي محايدٍ. تحديدًا، توجدُ ثلاثةُ تصنيفاتٍ عالميةٍ للجامعاتِ وهي تصنيفُ التايمز البريطاني وتصنيف QS البريطاني أيضًا وتصنيف شنغهاي الصيني. وتختلفُ التصنيفاتُ الثلاثةُ في تقييمِ الجامعاتِ باختلاف المعاييرِ التي تنتهجُها. فتصنيفُ شنغهاي لا يعتمدُ علي استطلاعِ سمعةِ الجامعة بسؤال أعضاء هيئة التدريس أو العاملين علي مستوي العالم، لكنه ينحو إلي ترتيبِ الجامعاتِ من خلال مستوي البحث العلمي وعدد الحاصلين علي جوائز نوبل في الجامعة. في المقابل يتجه تصنيفا تايمز وQS لاعتبار مستوي الأبحاث العلمية لكنها تولي اهتمامًا بسمعة الجامعة عالميًا. فعلي سبيل المثال فإن تصنيف QS يخصص 40٪ من درجاتِ التصنيفِ للسمعةِ الأكاديمية، ويكون ذلك من خلال استطلاع رأي الأكاديميين حول العالم حول سمعة الجامعة أكاديميًا، وهو معيارٌ شخصيٌ. في المقابل فإن تصنيف التايمز يخصص 15٪ فقط من الدرجات للسمعةِ الأكاديميةِ. ومن هنا يتضحُ بجلاءٍ سببُ اختلافِ ترتيبِ الجامعاتِ من تصنيفٍ لآخر. وعلي ذلك، إذا كانت رغبةُ الطالبِ أو الباحثِ الانضمامَ لجامعةٍ متقدمةٍ بحثيًا، فإن تصنيف شنغهاي هو الأفضل. أما في حالة الرغبةِ في جامعةٍ يُنظر إليها علي أنها ذات سمعة أكاديمية جيدة، فإن تصنيف QS هو الأدق. ولو كان الطموح في المستوي البحثي المرتفعِ وكذلك السمعةِ الأكاديميةِ، فإن تصنيف التايمز يكون الأدق. ويتضحُ أن تصنيفي التايمز وQS يركزان في قياسِ مدي عالميةِ الجامعةِ، ويهتمان بالتركيزِ علي نسبةِ الطلابِ الأجانبِ إلي إجمالي عدد الطلاب بالجامعة، بينما يكون تصنيف شنغهاي أفضل لمن يبغون الحصول علي الماجستير أو الدكتوراة في جامعات مرموقة بحثيًا. ختامًا، هذه التصنيفاتُ العالمية المُتَخصصة يُمْكِنُ النظرُ إليها بمنتهي الأمانةِ لمعرفةِ المستوي الحقيقي للجامعاتِ، ويمكنُ أيضًا اعتبارها مجردَ دعايةٍ شخصيةٍ لأهدافٍ شخصيةٍ بحتة. وأن التواجدَ في الترتيب 300 أو 400 في أحد التصنيفات والتواجد أسفل التصنيفِ أو الغياب التام من باقيها يعتبرُ ذِكرًا قد يكون مُحفِزًا، إلا أنه لا يُعتبرُ فتحًا احتفاليًا، خاصة مع صعوبةِ الدخولِ في التصنيفات التي تعتمدُ البحثَ العلمي في المقام الأول مثل تصنيف شنغهاي. ومن الضروري التأكيد علي أنه مع وجودِ هذه التصنيفاتِ العالميةِ المحترفةِ، فإن قيامَ بعض الجامعات بإجراءِ تصنيفاتٍ خاصةٍ بها للإيحاءِ بارتفاعِ مستواها لا يعدو كونَه لغوًا ودعايةً سطحيةً جوفاءَ في مجالٍ لا فهلوةَ فيه. • أستاذ هندسة الحاسبات جامعة عين شمس