ما تفعلُ في عروقي يا أُحجيةً من السِّمسِمِ و يا قِطعةً من السكرْ؟! فكلما قبلتَ ضفائِري يجري حبُّك في الشريانِ كغصنِ صنوبَرْ يا نخلَ الجنوبِ! و يا رياحَ الوادي! قُبلتُك علي النهدِ تُسْكِرْ يا خيليَ الذي يصهلُ في وريدي كقِطٍّ أسمر و أصبرْ ما عدتُ أصبرْ منذ أن عشقتُك و ضاعت حدودي فكلما عانقتَني أكبرُ أكثرْ كلما لامستْني شفتاك أُثمِرْ و ما كنتُ قبلَك أُثمرْ ما كنتُ قبلك إلهةً إغريقيةً ما كنتُ عصفورةً بابليةً ما كنتُ لوزةً تحتسي الحبَّ و تمطرْ علمتَني أن أختبئَ في أشعارِ »نازك» و »بنتِ المستكفي » وأسهرْ علمتَني أن أذوبَ في فنجانِ قهوتِك الصبَاحي ولا أتبخرْ علمتَني أن أمتطي سفينةً من الرمانِ و في العِشق أبحرْ يا غُصنًا من الليمونِ علي النهدِ كفارسٍ أخضر صدِّقني ما عدتُ أقدرْ فلترفعْ جنودَك الرومانية عني و عن أوراقي و أشعاري و ارفع بصماتِك من علي الخصرِ لا تمشِ في داخلي كبندقيةٍ لا تشعلْ بالكبريتِ ثوَّاري فأنا لا أقدرُ أن أعشقَ عصفورًا يسكنُ في الجيتارِ لا أقدرُ أن أحملَ في داخلي طائرَ الكناريا يلعبُ بالثمارِ فمن دَلَّك علي خوخ ِ شُرفتي؟! و جَرّأك علي النومِ في أشجاري؟! و كيف يا عصفوري أن أمنعَ سمكةً_في الأعماقِ_ من الإبحارِ؟! يا قبطانَ الوترِ! الموجُ في ذراعَيك يسحبُني ضدَّ التيارِ.