كنت واحد من مئات الصحفيين المتخصصين حول العالم الذين لم يروا مستقبل حقيقي لسيارة""GM" الكهربائية "Volt "عندما عرضت "شيفرولية" النموذج التجريبي عام 2007 في معرض "ديترويت" .. فكنت أقول مثل الجميع أنه حتي لو أصرت الشركة علي إنتاج تلك السيارة فإن الأزمات التي مرت بها "چنرال موتورز" كفيلة بتأجيل المشروع Volt إلي أجل غير مسمي ولكن علي عكس جميع التوقعات كان مشروع Volt بالنسبة للمجموعة علي رأس قائمة الأولويات لأنها ببساطة تجسد مستقبل GM لذلك ورغم إعادة الهيكلة وإيقاف إنتاج عدد من السيارات وبيع فرع "هامر" إلا أنه لم يتم المساس بميزانية مشروع Volt بل رأت المجموعة أنه يجب إنجاز المشروع في زمن قياسي لأن GM سوف تبرهن للإدارة الأمريكية وللعالم أيضا قدرتها علي إنتاج سيارة ذكية صديقة للبيئة عندما تجلب Volt إلي الأسواق العالمية .. بالفعل تلقينا الدعوة الرسمية من "چنرال موتورز مصر" لاختبار سيارة "شيڤروليه" الكهربائية في الصين وذلك ضمن فعاليات مشاركة GM بمعرض Expo China الذي ركز العارضون من خلاله علي تقديم رؤيتهم للمستقبل .. من "القاهرة" إلي "شنغهاي" ومن هناك إلي منتجع Nine Dragons الخاص الذي يبعد 250 كم تقريبا عن "شنغهاي" حيث اختبرنا Volt التي تحمل محرك يدار بالوقود بجانب بطاريات اللثيوم والتي تدعي GM أيضا أنها ليست سيارة "هجينة" بل كما تسميها.. Extended electric vehicle .. قصة Volt وكيف استطاعت GM تحويلها من نموذج اختباري إلي نسخة تسويقية حقيقية وحكايتها مع "أخبار اليوم" داخل المنتجع الصيني الخاص.. تفاصيل تقرأونها في السطور التالية .. في دورة 2007 لمعرض "ديترويت" كشفت GM الستار عن نموذج Volt الاختباري وهو نموذج لسيارة صديقة للبيئة تدار بالكامل بالكهرباء وتكفل متعة القيادة من خلال قدراتها الرياضية وخطوطها العصرية ثم فاجأت المجموعة الأمريكية العالم في صيف 2007بإضاءة الضوء الأخضر أمام Volt للإنتاج التسويقي علي أن يتم إطلاق النسخة التسويقية خلال 29شهر! .. كانت مفاجأة قوية من GM ولكنها كانت ضرورية أيضا لأنها كانت محاولة متأخرة للتصدي لسيارة "تويوتا" الهجينة Prius والتي حققت مبيعات مذهلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية علي مدار 9 سنوات منذ أن أطلقتها "تويوتا". ميزانية Volt وأزمة GM دخل مشروع Volt مراحل الإنتاج واستمرت أقسام الأبحاث والتطوير في بذل جهودها لإخراج السيارة في الزمن المحدد حتي استيقظ العالم علي الأزمة الاقتصادية التي كانت أولي ضحاياها "ديترويت" أو بمعني أخر شركات السيارات الأمريكية ولا يوجد مجال حقيقي للخوض من جديد في الأزمة لأننا قتلناها بحثا خلال الأعوام السابقة علي صفحات جريدتنا ولكن الجدير بالذكر هنا أن الميزانية التي تم تحديدها لإنتاج السيارة Volt كانت تبلغ 700 مليون دولارا ورغم الأزمة استطاعت GM الحفاظ علي مشروع Volt والميزانية المخصصة له أيضا والسؤال الذي يطرح نفسه هنا "كيف استطاعت GM رغم الأحداث الدرامية أن تفي بوعدها وتطلق النسخة التسويقية ل Volt ؟!!.. معجزة »شيڤروليه« نعم، الحقيقية أن GM مرت بأحداث درامية كان من شأنها أن تطيح بمشروع Volt ليتم تأجيله لأجل غير مسمي ولكن استطاعت GM بمهارة شديدة وطبقا لخطة محكمة التمسك بالمشروع التي وضعته علي أولوياتها ولم يتم المساس فعلا بميزانية المشروع وذلك في نفس الوقت التي استطاعت المجموعة أن تسدد جميع ديونها وتعاود جني الأرباح من جديد ونري أن الفضل في ذلك بجانب إعادة الهيكلة يرجع إلي السيارة "شيفرولية" Cruze والتي أطلقتها GM في معرض باريس 2008 لتحقق أرقام مبيعات قياسية في تاريخ GM لذلك نري أن Cruze كانت المعجزة التي استطاعت GM من خلالها تحويل الحلم إلي حقيقية وجلب سيارة صديقة للبيئة حقيقية تستطيع التصدي بسهولة للمنافسة الرئيسية "تويوتا" الرئيسية Prius بالإضافة إلي سيارة "نيسان" الكهربائية الجديدة . Leaf Nine Dragons منتجع Nine Dragons يبعد عن "شنغهاي" 250 كم تقريبا وهو منتجع للصفوة يضم ملاعب "جولف" ومارينا لليخوت ومهبط للطائرات المروحية أي واحد من منتجعات الدرجة الأولي في الصين ولكن بالنسبة لي شخصيا لم أهتم مطلقا بملاعب الجولف وبمارينا اليخوت ولا حتي مهبط الطائرات فعندما وصلت هناك سارعت للسؤال عن طبيعة الطرق التي تقرر أن نختبر السيارة عليها وفي الواقع كانت الطرق تتميز بكثرة منعطفاتها تماما مثل طرق "أوروبا" الريفية وهي الطرق التي تعد مثالية فعلا للاختبار لأننا نستطيع بسهولة قياس استجابة السيارة في المواقف الحرجة أو بالتحديد عند تسجيل سرعات عالية علي المنعطفات وقياس انحراف السيارة وقدرتها علي العودة إلي مسارها الصحيح. Volt من جانبها تؤكدGM كما ذكرنا مسبقا بأن سيارتها الجديدة ليست Hybrid أو هجينة وهي حقيقة ربما تحتمل الجدل فعندما تحدثت مع عدد من المسئولين عن المشروع أثناء اختبار السيارة أكد لي أن GM تفضل تسمية السيارة “Extended Range Electric Vehicle” وذلك لأن وحدة الكهرباء ومحرك البنزين يعملا باستقلالية تامة فعلا عكس السيارات الهجينة التي يعمل محرك الوقود والكهرباء كوحدة واحدة فإن Volt لا تستعين بالمحرك الوقود إلا في حالة نفاذ الطاقة الكهربائية من بطارية الليثيوم المثبتة في منتصف السيارة التي تزن 197 كجم والتي تؤمن للسيارة تغطية مسافة 41 ميل أو 66 كم بقوة 16كيلووات ليتدخل محرك الوقود بعد نفاذ الطاقة والذي يأتي من الحجم المتوسط مكون من أربعة اسطوانت وتبلغ سعته 1400 سي سي. قاعدة Delta وتخرج سيارة "شيڤروليه" الجديدة علي قاعدة مكونات Delta وهو نفس الشاسيه التي يخرج علية الجيل الجديد من أوپلAstra و شيڤروليه Cruze كما تستعين بنفس نظام التعليق McPherson لذلك ورغم وزن وحدة البطاريات المثبتة في قلب السيارة إلا أن Volt تخرج بوزن مناسب 1715 كجم وهو وزن منافس أيضا في سيارات فئتها وقد تم بناء السيارة علي قاعدة عجلات يبلغ طولها 2.68 متر بذلك تتميز السيارة بمساحات داخلية رائعة للأرجل والأكتاف وتستضيف السيارة أربعة ركاب بسبب أسلوب تثبيت البطاريات التي تأخذ شكل الحرف T وعن أبعادها الخارجية يبلغ طولها 4.49 متر و عرضها 1.78متر وارتفاعها 1.43متر. أهلا بالمستقبل! خلف عجلة قيادة السيارة تلاحظ حداثة تصميم لوحتي التحكم والقياس التي تم تزويدهم بشاشتين LCD تقوم من خلالها السيارة بعرض جميع المعلومات اللازمة حول البطاريات والمسافة التي يمكن للسيارة تغطيتها طبقا للطاقة المتوفرة وقد زودت السيارة بنظام تكيف Climate Control وبضغطة علي دواسة الفرامل لتشغيل السيارة من خلال زر مثبت بلوحة التحكم لتخبرك الشاشة المركزية بأنه تم تشغيل السيارة لأنه لا يوجد صوت يمكن أن تسمعه وقد صممت GM سيارتها الجديدة لتوفر فعلا سهولة القيادة فتماما مثل السيارات المزودة بناقل الحركة الأوتوماتيكي وعلي الوضع »D« تنطلق بالسيارة بكل سهولة ويسر. مركز الجاذبية الأرضية بعد تغطية عدة كيلومترات خلف عجلة قيادة Volt بدأت في تسجيل بعض الملاحظات أولا ناقل الحركة مكون من سرعتين وهو الأمر الذي يعزز من سلاسة أداء السيارة علي الطريق وعن أدائها الرياضي فقد ادعت GM أن التصميم الخارجي للسيارة ليس عنصر الإبهار الوحيد بل أنها توفر المتعة في القيادة .. نقول نعم، توفر Volt متعه حقيقية في القيادة إذا تناولناها من الناحية الفيزيائية سوف نجد ان وضعية البطاريات تجعل السيارة في أقرب نقطة ممكنة من مركز الجاذبية الأرضية مما يوفر ثبات مدهش علي المنعطفات وذلك بفضل العجلات الرياضية الكبيرة قياس 17بوصة التي تم تزويد السيارة بها. أداء مدهش كان أداء Volt مدهش حقا فهي تتسارع من الثبات إلي سرعة 100كم/س خلال 8.9 ثانية وتبلغ سرعتها القصوي 160 كم/س والمثير جدا حول Volt أنها تستعين بالطاقة الناتجة من استخدام الفرامل لإعادة شحن البطاريات وبالطبع لا يمكن شحن البطارية اعتمادا علي ذلك ولكن يمكن أن توفر طاقة لتغطية مسافة أكبر بقليل من المسافة القياسية التي يمكن للبطاريات تغطيتها وهو نظام شبيه بالنظام المستخدم في سيارات الفورميولا -1 ولكن بشكل مبسط جدا وفي الواقع بعد تلك التجربة الرائعة يجب أن نرفع القبعة لمجموعة GM التي استطاعت العمل طبقا لخططها المقررة وجلب تلك السيارة الرائعة للأسواق العالمية بحلول 2011 وتجهيزها جيدا لمنافسة سيارة "تويوتا" الجديدة Prius Plug-in التي سوف تصل أيضا للأسواق العالمية في نفس الفترة.