قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته من وجهة نظر الولاياتالمتحدة، وأنه سعى إلى طلب مساعدة إيران لقمع شعبه. وقالت الوزيرة الأمريكية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي مساء أمس الاثنين، إن الأسد لم يف بوعوده، وأن واشنطن لم تسع من أجل بقائه في السلطة، وأكدت أن هدف الولاياتالمتحدة هو تحقيقُ إرادة الشعب السوري بتحوُل ديموقراطي. وأضافت كلينتون "الرئيس الاسد ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه، ولم نسع من أجل بقائه في السلطة"، محذرة الأسد من أنه "يرتكب خطأ" حين يعتقد أن الولاياتالمتحدة تخشى الاطاحة به. تحقيق تحول ديمقراطي وأكدت أن "هدفنا هو تحقيق إرادة الشعب السوري بتحول ديموقراطي" مجددة دعوتها إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وعودة الجيش وقوات الأمن إلى ثكناتهما، والبدء بعملية ديموقراطية. وبخلاف أسلوب تعاملها مع الوضع في ليبيا، لم تدع واشنطن رسميا حتى الآن الى تنحي الرئيس السوري، لكن تصريحات كلينتون تعتبر الأقوى من جانب إدارة باراك اوباما منذ بداية الازمة السورية. وكان الرئيس أوباما قد أدان في 26 فبراير/ شباط الزعيم الليبي معمر القذافي، معتبرا أن عليه "الرحيل الآن" لأنه فقد شرعيته للبقاء في السلطة. وحذرت كلينتون من "الخطأ الكامن في وضع بلدين على المستوى نفسه"، مؤكدة أن هناك "فوارق كبيرة بين الوضعين السوري والليبي". لكنها لاحظت قواسم مشتركة بين الاسد والقذافي، ففي كل من الحالتين تتم مواجهة "زعيم لم يف بوعوده المتكررة حول إصلاحات اقتصادية وسياسية" على حد قولها. بدوره، سئل موفد اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط توني بلير الاثنين عما اذا كان "الأوان قد فات" بالنسبة إلى الرئيس السوري، فأجاب "بصراحة، أعتقد أن الجواب هو نعم". لكن رئيس الوزراء البريطاني السابق لاحظ أيضا أن فكرة القيام بعمل عسكري في سوريا لا تحظى "بدعم" دولي. كذلك، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن أي عمل جوي ضد سوريا "لن يحل شيئا على الاطلاق" مذكرا بأنه على الصعيد الدبلوماسي "لا يمكن أن يبقى مجلس الامن صامتا"، وذلك في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو نشرتها في عددها اليوم الثلاثاء.