لا نميل إلي تحميل الدراما ما لا تطيق، لكن التعرض للأعمال التي يقدمها الممثل المصري ذو الأصول الجزائرية أحمد مكي تجبرك علي التوقف كثيرا أمام روح النقد اللاذع التي يتبعها وتجاوزها حاليا في مسلسله الرمضاني «الكبير أوي» الذي حمل إسقاطات سياسية صريحة، وإن كانت مغلفة بكوميديا فارس. دون الذهاب إلي ما هو أبعد في تفسير وتحليل اسم المسلسل «الكبير أوي» وصراع نجليه التوأم علي منصب العمدة في «المزاريطة» أحدهما باطش وعنيف والآخر جاء علي الجناح الأمريكي مدعوما بآلة إعلامية وفكرية تغازل رغبة أهالي «المزاريطة» في التغيير! اليوم الموعود في «المزاريطة» حيث تجري الانتخابات بين محاولات ومشاهد لإفسادها بتزوير وتبييض البطاقات الانتخابية تحول الرقابة الأمنية دون تنفيذها حتي ينجح المرشح القادم من الخارج علي حساب الداخل، والذي جاء بعد حملة إعلامية قوية أعادت تقديم «جوني» - مصري أمريكي - علي حساب «الكبير» المولود في «المزاريطة»! كما أوضحنا سابقا أن هذا التحليل ليس فيه تحميل العمل ما لا يطيق، وإن كان حوارا فكريا مع عقلية صانعي العمل وفي مقدمتهم «مكي» الذي كوّن ثنائية فنية مع دنيا سمير غانم تذكرنا بثنائية كلاسيكية بين فؤاد المهندس وشويكار، إلا أن ظروف العصر والنشأة تعطي مزيدا من الحظ لصالح مكي وشركائه! وإن كان من حقه أن يعرض وجهة نظره في عمل فني فمن حقنا أيضا أن نستقبله ونفسره كما وصل إلينا حتي لو لم يكن يقصد ذلك، وإن كنت أشك! .