كتب : امين الديب إكمنى من (نِكلة) سألنى إبنى النِكلة إيه؟ عقلى سرح ف ايام بعيدة من زمان أيام طفولتى ف قريتى أيام ما كانت والدتى تدينى نكلة أشتريلها زيت وجاز وكنت أشعر بامتياز بين كل أولاد قريتى لو خدتها مصروف ف عيد وأكون سعيد لو رُحت مرة أفكها آخد بدالها مليمين أعمللهم كيس من قماش أحطه ف الجيب الشمال ومرة ف الجيب اليمين وإيدى تبقى ألف إيد وعينى تبقى ألف عين وقلبى جامد بالقوى زى الحديد والخوف ما يعرف سِّكته وأقتل قتيل ومعايا أدفع ديّته وفجأة فوقنى الولد سارح ف إيه؟!! أنا قلت له؛ أبداً مافيش وقال لى يابا ماقُلتليش النِكلة إيه ؟ رجعت تانى وقُلت له النكلة جزء من الجنيه أما الجنيه ... كان يبقى مصروف ألف عيّل م البلد فاكر أبويا إشترى إردب قمح وفاض ريال من الجنيه كان لما ابويا يشترى كسوة خِواتى ألف رحمة ونور عليه كان يشترى كل الكساوى بالجنيه كان القماش المتر منه بقرش صاغ كان الجنيه بيجيب دهب ويجيب مصاغ كان ألف مليم بالتمام والنِكلة كانت مليمين قال إيه دا كله ؟!! يابا الجنيه .. عصفور ف إيدك فجأة طار يابا الجنيه زى السِبرتو لما طار هو الجنيه بيجيب يا دوب غير كيس فشار؟ أو نص كيلو من الخيار يابا الجنيه صَبَح الركوبة للدولار زى الحُمار وتقولى (نِكلة) قريتى .. غيرها يابا غيرها يابا الكل غير نِكلِته صبحت دولار أنا قُلت له: ريحنى يابنى فى تربتى وكتبت له ف وصيتى إوعاك تغير نكلتك بلدك أمانة ف ذمتك إوعاك تغار إوعاك تغيّرها بدولار أو حتى ميت مليون دولار بلدك أمانة ف ذمتك إوعاك تغير نِكلتك الشيخ «أمين الديب» عضو اتحاد كتاب مصر 74 سنة، درس الابتدائية القديمة فقط، عاصر فى وعى مراحل تاريخ مصر المعاصر المؤثرة من الملكية للثورة ولما بعد الثورة إلى يومنا هذا. رجل يحب الحياة. تزوج 4 مرات على مدى عمره الطويل، فارق الحياة اثنتان من زوجاته، وفارق هو اثنتين، ورزقه الله من الأولى 7 أبناء وبنات ومن هؤلاء 15 حفيداً وحفيدة. وحالياً يبحث عن زوجة خامسة لتشاركه ما تبقى من عمره! يروى أنه رغم عرض إحدى مثقفات القاهرة الموسرات الزواج منه إلا أنه يفضل حياته التى اعتادها فى «نكلة» القرية الريفية قرب القناطر.. البلدة التى يعيش فيها منذ سنوات طويلة. الشيخ أمين مثقل بهموم الفلاح والمصريين، فحين يفتح فاه ليتكلم لايجد حوله إلا هذه القوى. يعتبر أن نكلة قرية تمثل مصر كلها فى طبيعتها وأخلاقها وتسامحها كل أهلها متدينون، مسيحيون ومسلمون يعيشون جنباً إلى جنب.. ويقول: «الفلاح مبقاش فلاح. والعامل بقى عامل ريس معاه مفتاح لمخازن يسرقها» ثم أضاف : فى الماضى لم نكن نشعر بالغلاء. اللحمة لم تكن أمراً ضرورياً، كنا نأكلها فى المناسبات كانت البيوت والقرى مكتفية لا تحتاج لشراء شىء. الشيخ أمين لايحترم نظام التعليم الحالى.. ويقول أن لغته وإلقاءه - وهو يحمل شهادة الابتدائية القديمة - أفضل من خريجى الجامعة اليوم.. كما أن فى الماضى المعلم الحاصل على دبلوم معلمين، كان يخرج من تحت يديه أساتذة جامعيون. أما اليوم نجد أساتذة الجامعة غير قادرين على تخريج طلبة يعرفون حتى القراءة والكتابة. يختلف مع الإخوان والجماعات الإسلامية لأنه لا يؤمن بتطبيق حكم دينى فى دولة مدنية لكنه لايرى عيباً فى أن يكون الحكام متدينين كما أن الإخوان يكرهون الرئيس جمال عبدالناصر، وهو من أشد المحبين له. رغم أنه أنجب 7 أولاد إلا أنه ليس ضد تحديد النسل لأن الفكرة برزت بعد أيامه.