المواطن أولًا التعليم العالى تستجيب ل 9600 شكوى خلال عام 2025    مصر وإعمار أوكرانيا    1.5 مليون متضرر.. تحذيرات من كارثة إنسانية بسبب المنخفض الجوي في غزة    كود إرهاب |تجريم تركى ل «عنف الجماعة» بعد التخطيط لاقتحام القنصلية المصرية بإسطنبول    استهداف مقر بوتين يقلب موازين التفاوض.. وزيلينسكي ينفي ويتهم روسيا بالتلفيق    أمم أفريقيا 2025| «مجموعة مصر».. جنوب أفريقيا يفوز على زيمبابوي ويرافق الفراعنة لدور ال16    الغش الإلكترونى وجروبات «الدارك ويب» لبيع الأسئلة.. الأبرز    في موكب مهيب.. قنا تشيّع جثمان مستشارة رئيسة نيابة لقيت مصرعها أثناء الإشراف على انتخابات النواب    «أول مره يغنوا مع بعض».. محمد إمام يكشف مغني تتر مسلسله «الكينج» في رمضان    هدى رمزي: أنا محتشمة ولست محجبة.. والحجاب لم يكن سببا في اعتزالي الفن    هيفاء وهبى تصدر ألبوم «ميجا هيفا» بجزئه الثانى    الدكتورة نيرفانا الفيومي للفجر..قصر العيني يؤكد ريادته في دمج مرضى اضطراب كهربية المخ مجتمعيًا    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    وزارة الشباب والرياضة تُجرى الكشف الطبى الشامل للاعبى منتخب مصر لكرة اليد    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة ينظم بيت عزاء للفنان الراحل محمد بكري    مفتي الجمهورية: القضاء المصري يُمثِّل أحد أعمدة الدولة المصرية وحصنًا منيعًا للعدل    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    شيكو بانزا يقود هجوم أنجولا أمام منتخب الفراعنة فى كأس أمم أفريقيا 2025    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    الشيخ خالد الجندي: عقوق الوالدين له عقوبتان فى الدنيا والآخرة    شتيجن في أزمة قبل كأس العالم 2026    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    وزير الاستثمار يبحث مع وزير التجارة الإماراتي سبل تعزيز التعاون الاقتصادي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    أسماء المصابين في حادث تصادم أسفر عن إصابة 8 أشخاص بالقناطر الخيرية    "الزراعة" تنفذ 8600 ندوة إرشادية بيطرية لدعم 100 ألف مربي خلال نوفمبر    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الإصطناعى    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    مواصفات امتحان الرياضيات للشهادة الإعدادية 2026 وتوزيع الدرجات    صعود مؤشرات البورصة بختام تعاملات الإثنين للجلسة الثانية على التوالى    آدم وطني ل في الجول: محمد عبد الله قد ينتقل إلى فرنسا أو ألمانيا قريبا    الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك الهدنة بأكثر من 250 مسيّرة    وفاة والدة الفنان هاني رمزى بعد صراع مع المرض    الأزهر ينتقد استضافة المنجمين والعرافين في الإعلام: مجرد سماعهم مع عدم تصديقهم إثم ومعصية لله    وزير الخارجية يهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة العام الميلادي الجديد    ذا بيست - دبي تستضيف حفل جوائز الأفضل في 2026    طاهر أبوزيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    "الوزير" يلتقي وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والمياه والصيد البحري والتربية الحيوانية والتجارة والسياحة في جيبوتي    إحالة ربة منزل للمفتي بعد قتلها زوجها وابن شقيقه في كفر شكر    تحقيقات الهروب الجماعي من مصحة البدرشين: المتهمون أعادوا فتحها بعد شهرين من الغلق    اسعار الخضروات اليوم الإثنين 29ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    عاجل- مدبولي يترأس اجتماعًا لتطوير الهيئات الاقتصادية وتعزيز أداء الإعلام الوطني    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    نتنياهو يلتقي ترامب في الولايات المتحدة لمناقشة مستقبل الهدنة في غزة    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    قطرات الأنف.. كيف يؤثر الاستخدام المتكرر على التنفس الطبيعي    الجيش الصيني يجري مناورات حول تايوان لتحذير القوى الخارجية    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    مشروبات تهدئ المعدة بعد الإفراط بالأكل    لا رب لهذه الأسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الكلاب والقطط» عندهم.. «والإنسان» عندنا
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 17 - 07 - 2010

ليست عندي مشكلة، في الاعتراف بأنواع من «الأحقاد»، مقيمة داخلي.. بل إنني أعتبر أن الاعتراف أو تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية لهو قيمة نبيلة، ونادرة.. وغيابها سبب رئيسي في تأخر مجتمعاتنا.. وترسيخ غطرستها المزيفة.
وكلما اعترفنا بالأخطاء.. أو الرذائل أو الأحقاد، أو الغيرة، أو الرغبة في الانتقام كلما كان الشفاء منها أسهل.. وتكون نتيجته، هي الارتقاء بنفوسنا، والصعود درجة صعبة علي سلم الصفاء الروحي، والسلام الداخلي مع النفس.
لذلك أعترف ببساطة وتلقائية، أنني امرأة، «حاقدة»، علي أشياء كثيرة.
أحقد علي «البحر»، لسحر تحولاته، وتجدده، وتقلباته.. أحقد علي «الكروان» لغنائه الممتزج بأشجانه.. أحقد علي «الفراشات» والورود، لعمرها القصير.. أحقد علي «المطر» لقدرته علي غسيل المدينة، والإطاحة بالتراب.. أحقد علي «القلم»، لإيمانه الثابت الذي لا يتزعزع، بقدرتي علي تجاوز الألم والعبث، بنسج الكلمات، وغزل القصائد.. أحقد علي «الحياة»، لأنها ماضية علي دربها، دون أدني مبالاة بأحد.. لا يرمش لها جفن، حين تجمدنا الكوارث، وتشلنا الصدمات.. وأحقد علي «الإنسان»، الذي لا تهزمه الحياة، ولا تهده المآسي.
«والشمس»، كم أنا حاقدة عليها.. هي في منتهي السخاء.. تمنح نفسها، دون قيد.. دون شرط، للأخيار، والأشرار، علي حد سواء.
والفيروس، يستفز حقدي، لأنه علي قدر ضآلته، يفتك بنا، دون رحمة.. دون ندم وأحقد علي كل إنسان، يستطيع أن ينام، دون أقراص، تأمر النوم بالحضور.
وأنا امرأة حاقدة، علي الدول التي تقدمت، جنس من البشر، تفرسني إنجازاته.. وتقدمه.. واكتشافاته.. وحرياته.. ودساتيره.. وقوانينه.. ودقة وقته، وانضباط نظامه.. وسن تشريعات صارمة، للحفاظ علي الهدوء.. واجتهاداته الدءوبة، لتقديم سعادات جديدة، لشعوبه.
وهل لأحد، أن يلومني علي هذا الحقد..؟! ونحن «العرب»، نستهلك، ما تنتجه الدول المتقدمة، من الإبرة حتي الصاروخ، وبعد ذلك يتبجح البعض، ويشتمهم.. ويتهمهم بالانحلال الأخلاقي، والكفر.. والانحراف.. والإباحية، وكل الرذائل.
هل لأحد أن يلومني حين يزداد حقدي علي الدول المتقدمة، بعد أن قرأت هذا الخبر: «أقيم في ولاية فلوريدا الأمريكية منتجع فاخر، اسمه «والت ديزني وورلد»، به أحدث الوسائل التكنولوجية للراحة، والتسلية والاسترخاء، والاستمتاع ومخصص للكلاب والقطط».
هل نتصور مثل هذا المنتجع الفخم الذي يستهدف تقديم المتعة للكلاب والقط.. بينما نحن هنا لا قيمة للإنسان.. ولا أهمية لوجوده؟
إن الكلاب والقطط والحيوانات في تلك المجتمعات التي نستهلك أشياءها، ثم نشتمها لهي كائنات تكاد تكون مقدسة.. لها جمعيات ومنظمات خاصة لمتابعة عدم انتهاك حقوقها.. وهناك مواثيق عديدة لحقوق الحيوانات، يتم الالتزام بها حرفيا.. ومن يؤذي كلباً أو قطة يسجن، أو يدفع غرامة عالية، وعليه الاستعانة بمحامي للدفاع عنه قانوناً في ساحات المحاكم.
والكلاب والقطط، في تلك المجتمعات التي نستهلك منتجاتها، ونشتمها.. تقيم في دور رعاية للحيوانات، حيث تجد الاهتمام بتغذيتها ونظافتها، وعلاجها والعطف عليها، مثل دار المسنين. أو دار اليتامي.
وإذا رغب أحد في اقتناء كلب، أو قطة في بيته.. فإنه يخضع لاختبارات، مكثفة.. وعليه أن يوقع عقوداً، تفيد التزامه، بالاهتمام بالكلب، أو القطة، وتقديم الرعاية من كل النواحي.. وإلا تعرض لعقوبات مشددة، وجزاءات لا فرار منها.
وإذا انتقلنا إلي مجتمعاتنا، التي تشهر راية العروبة.. وراية الإسلام، نجد أن «الإنسان»، في وضع لا يحسد عليه.
في مجتمعات العروبة الإسلامية، «الإنسان».. رخص التراب.. والنساء أرخص من التراب، ومصطلح «حقوق الإنسان» مجرد حبر علي ورق.. وزخرفة إعلامية.. واستعراضات حنجورية.. وخطب عصماء.
لكن الحقيقة التي لا يتحملها أحد، ولا أحد يريد سماعها، هي أن «حقوق الإنسان»، مهدرة منتهكة.. مداسة يومياً بالأحذية.. وبلدوزر الكلام المعسول للمسئولين.
هنيئا للكلاب والقطط، في ولاية فلوريدا الأمريكية، ولا عزاء لنا، نحن البشر المقدر علينا مجتمعاتنا العربية الإسلامية.
بديهي بعد قراءتي لذلك الخبر أن تزداد قائمة أحقادي وتشمل الكلاب، والقطط في منتجع، «والت ديزني وورلد»، في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة.؟ ؟ من بستان قصائدي :
أمطار العدل
إلي متي ستظل
تائهة عن سمائنا؟
والكون
تري متي يرانا
ويبالي بنا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.