اختيار هذا الفيلم لافتتاح الموسم الصيفى مبررات وحسابات أبرزها أنه يدخل فى التصنيف الأول لنجوم الإيرادات ولجس نبض عشاق السينما بضمان شعبية بطله وكلها دوافع تمنح المنتجين بارقة أمل وترفع درجة التفاؤل فى موسم سينمائى «مخنوق» و«محفوف» بمخاطر أزمة اقتصادية وزحمة امتحانات وفقدان ذاكرة مؤقت لدخول مونديال كأس العالم الذى يخطف انتباه الجميع. تامر حسنى فى فيلم «نور عينى» بمعايير «السوق» لم يكذب خبراً ولن يخيب آمال خبراء التوزيع الذين اختاروه فى أول طلعة سينمائية أو ترقب جمهوره من المراهقين لكنه فنياً لن يضيف له رغم تخلصه من بعض الثغرات التى عانى منها فى أفلامه السابقة مثل الاستظراف لحد الابتذال وأيضاً المبالغة وكل هذا يحسب أيضاً لمخرجه وائل إحسان صاحب الرصيد السينمائى الواعد الذى كان تأثيره واضحا فى المشاهد الأولى لدرجة تحول تامر إلى كائن «لمباوى» ينافس فيه محمد سعد نفسه. فى «نور عينى» اختار «تامر» حدوتة سينمائية من «بنات أفكاره» أو «بنات جمهوره» وصاغها له السيناريست أحمد عبدالفتاح.. الموضوع فى باطنه قضية فى منتهى الخطورة تخص شباب هذا الجيل المحبط والمحتقن من واقع اجتماعى ضاغط و محاصر بالبطالة شرقاً والفساد غرباً والمحسوبية شمالاً واليأس جنوباً كشفها ضياع حق صديق البطل «عمرو يوسف» بتعينه فى الجامعة رغم تفوقه على مذبحة «الوسطة» لحساب ابن عميد الكلية المدلل فيضطر للهروب من مصر لتحقيق ذاته.. وأيضا شقيق البطل المستسلم للإدمان حتى الموت.. هذه القضايا نفسها اختفت فى ظروف غامضة فتاهت قضية الفيلم الأساسية لتوسيع الطريق والسيناريو لحساب بطل الفيلم لدرجة التضحية بباقى العناصر، فخرجت عبير صبرى ومنة فضالى بخسائر واضحة وضاعت ملامحهما تماماً وأغلب الظن أن ضياع الملامح لحذف الكثير من مشاهدهما وخصوصاً «عبير» التى بدت ككومبارس فى «نور عينى» بينما هى فى نفس التوقيت بطلة فيلم «عصافير النيل» فى مفارقة غريبة. أحداث الفيلم تقول إن تامر أو أحمد أو«نور» هو الأخ الأكبر المسئول عن أسرة صغيرة تضم شقيقه إسلام الغارق فى الإدمان هروباً من البطالة وفتاة شابة (مروة عبدالمنعم) تعيش لخدمتهما بناء على وصية الأم والأب وبينهم صديق حميم هو طارق (عمرو يوسف) الذى يقرر السفر هروباً من مجتمع تحكمة الوسطة .. وفى رحلة بحث أحمد عن ذاته يلجأ إلى أحد الأندية المسرحية لتحقيق أحلامه بدلاً من الغناء فى الأفراح والمناسبات وهناك يصادف سارة (منة شلبى) الفتاة التى فقدت بصرها فى حادث وتعمل مؤلفة فى الفرقة وتنشأ بينهما قصة حب على الطريقة الهندية ورغم حذر سارة وشقيقتها عبير صبرى من هذه العلاقة وأنها مجرد تعاطف نحوها «ثم تلتقط سارة» في حوار عابر هذا المعنى فى نهاية الحوار بينه وأصدقائه فتقرر الهروب منه وفى نفس اللحظة التى يتلقى فيها أحمد مكالمة مأساوية يتعرض شقيقه للموت فيترك «أحمد» سارة ويذهب إلى شقيقه بعد فوات الأوان بينما تقرر «سارة» للعلاج.. وهناك تلتقى بصديقه «طارق» وتقرر الارتباط به بعد عودة بصرها وعند عودتهما يكتشف أحمد أن «حبيبته» أصبحت ملكاً لصديقه فى صدمة قاسية ولكن عندما يكتشف طارق العلاقة القديمة يقرر السفر ولكنه يتنازل عن حبه والسفر بعد أن أنقذه صديقه أحمد من الموت على الطريقة الهندية لكن «نور عينى» روائى هندى قصير. يحسب لمؤلف الفيلم ومخرجه عدم اللجوء إلى الحلول التقليدية فى بعض المشاهد خصوصاً جلسات الإدمان فى منزل تامر.. حيث اختارا موت شقيق تامر بجرعة زائدة عن ارتكابه جريمة اغتصاب «مروة» رغم أن كل الشواهد كانت تؤكد ذلك كما ينسب للمخرج الأداء الاستثنائي «لتامر حسنى» فى مشهد هو الأفضل له عبر مشواره السينمائى لحظة اكتشافه موت شقيقة.. أما «منة» رغم نعومة وشاعرية أدائها فإنها لم تستوعب «جيداً دور الفتاة فاقدة البصر فكانت تتحرك وكأنها ترى رغم أن الدور يتطلب أداء خاصا.. أما «مروة عبدالمنعم» فسجلت بصمة واضحة ستكون دافعا كبيراً فى مشوارها المقبل.. بينما «عمرو يوسف» ينبئ بمولد نجم قادم يذكرنا بنفس بدايات أحمد السقا وأخيراً تامر حسنى الذى أراد هذه المرة أن يقدم نفسه فناناً شاملاً وكوميديانا ومطربا وممثلا تراجيدى، ولكنه تاه فى النهاية وفى غمرة كل هذا لم ينس معاركه مع «عمرو دياب» فأراد أن يبرئ ساحته باختياره أغنية «تملى معاك» لحبيبته باعتبارها أغنيته المفضلة فى لقطة مفتعلة «لأزمة مفتعلة».