يقفز 240 جنيهًا.. مفاجآت في سعر الذهب اليوم الأربعاء 29 مايو 2024 «بيع وشراء» في مصر    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    هجوم ناري مركّز بأسلحة مختلفة.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه موقع راميا الإسرائيلي    اعتراف مدريد ودبلن وأوسلو رسميا بدولة فلسطين    شيكابالا: قررت اعتزال كرة القدم بنهاية الموسم المقبل    عبدالملك: مطالب بيراميدز بشأن عبدالله السعيد "غير مُقنعة"    موعد وقفة عيد الأضحى 2024 وعدد أيام إجازة العيد وفقًا للحسابات الفلكية    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    حكومة السيسي تبدأ مخططا لرفع الدعم نهائيا عن الكهرباء والخبز    فتح: نوافق على إدارة فلسطينية مصرية لمعبر رفح بمتابعة أوروبية (فيديو)    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    واشنطن تدرج 3 صينيين و3 كيانات على قائمة العقوبات لانخراطهم بجرائم إنترنت    توقعات بخفض سعر الفائدة الفترة المقبلة    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    مكالمة من مانديلا.. بلاتر يكشف أسعد لحظاته فى فترة رئاسته ل فيفا    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    أسرة الطفلة «مكة» أمام النيابة: «اختل توازنها فسقطت من الطابق الثاني»    تعرف على درجات الحرارة المتوقعة على أنحاء البلاد اليوم    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    تشيكيا: أوكرانيا ستحصل على عشرات الآلاف من قذائف المدفعية في يونيو    مهران: جلسة سرية اليوم لمجلس الأمن لمناقشة مجزرة الخيام ورفض إسرائيل تنفيذ حكم العدل الدولية    شيكابالا يعلن موعد اعتزاله كرة القدم    شيكابالا: أتمنى توجيه جميع إيرادات مباراة السوبر الإفريقي لصالح أهالينا في غزة    بداية موسم غيوم الليل المضيئة 2024    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    اضطراب ورياح.. تعرف على حالة الطقس حتى الإثنين المقبل    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    وزارة التموين تضبط 18 طن دقيق لدى المخابز بالجيزة قبل تهريبها للسوق السوداء    "تموين الإسكندرية" تضبط 10 أطنان دقيق بدون فواتير فى أحد المخازن    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    مصطفى الفقي: إسرائيل تفكر 100 مرة قبل استفزاز مصر (فيديو)    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    الفيشاوي بصحبة محمود حميدة وغادة عبدالرازق بلوك جديد ..10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    د.حماد عبدالله يكتب: "عبقرية" مصر !!    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ أسوان يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي (تفاصيل)    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياسة أفسدت «سكر هانم»
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 08 - 05 - 2010

عندما تتأمل جمهور عطلة نهاية الأسبوع، وهو يدخل مسرح الريحانى بشارع عماد الدين تشعر بحنين من نوع خاص للماضى، فقد ظهرت الجدات الأنيقات ومعهن أفراد العائلة من جديد فى قاعة المسرح، ولاشك أن فيلم «سكر هانم» القديم هو السبب، وكذلك حضر الشباب الذين أحبوا الفيلم الذى يعرض كثيرا على الشاشات الفضية لمشاهدة أحداثه بنجومهم الجدد، ولذلك فالمقارنة بين الفيلم والمسرحية واردة منذ اللحظة الأولى،
فنحن أمام مسرحية تعتمد فى جذبها للجمهور على لطف ورشاقة الفيلم الأبيض والأسود القديم، وإمعانا فى ذكاء الاستناد لروعة الماضى استعان د. أشرف زكى بالفنان الكبير عمر الحريرى فى المسرحية، وهو الذى كان واحدا من أبطال الفيلم فى شبابه الباكر، وكذلك الفنانة الكبيرة ذات الأثر والحضور الرومانسى الخاص «لبنى عبد العزيز»، وهى واحدة من الإشارات الناعمة التى تحيلك لذلك الماضى الذى نحنُّ له بطبيعتنا الإنسانية. «حنين للأبيض والأسود»
الحنين هو الشعور الإنسانى العام الذى اختاره المخرج وفريق العمل لصناعة نموذج التلقى ومخاطبة الجمهور العام، تستشعر هذا حقا وأنت تتأمل الجمهور وهو يدخل ليستعيد أناقة فيلم «سكر هانم» القديمة، وأول ما تراه عند رفع الستار هو استعراض راقص يستعيد حكاية فيلم «سكر هانم» عبر مجموعة من الراقصين يرتدون الملابس الجلدية المعاصرة ذات الطابع الغربى، وهم يرقصون حول أفيش الفيلم بأبطاله القدامى كمال الشناوى وسامية جمال وكريمان وغيرهم من العلامات ذات الأسلوب غير المسبوق وغير المتكرر مثل عبد الفتاح القصرى وحسن فايق ومحمد شوقى، ومما يعمق ذلك الإحساس بالماضى هو رؤية أفيش الفيلم فى المشهد الأول من المسرحية، حيث يخبر المؤلف والمخرج جمهور العرض بأنهم سيشاهدون نفس الأحداث، ولكن مع تغير معطيات الزمن المعاصر، يقوم التلقى المسرحى للجمهور على المقارنة بين القديم والجديد، وتنحصر المتعة المسرحية فى تأمل كيفية المعالجة الجديدة بالأبطال الجدد.
وهى مسألة ناجحة فى «سكر هانم» على وجه التحديد، لأن الفيلم تقوم أحداثه على المفارقة الدرامية المبنية على معرفة الجمهور والصديقين نبيل وفريد بحقيقة تنكر صديقهما الممثل المغمور فى هيئة سكر هانم عمة فريد العائدة من أمريكا، والتى اعتذرت فى اللحظة الأخيرة مما أربك خطتهما فى استضافة جارتيهما الجميلتين فى شقة نبيل من أجل الحوار معهما حول رغبة الصديقين فى الزواج منهما.
فمعرفة الجمهور بالمعلومة من معرفته بالفيلم لا تفسد حالة التشويق أثناء المشاهدة، لأنها مفارقة ضرورية ولا يمكن مشاهدة المسرحية بدون معرفتها ألا وهى أن الجمهور يعرف مع بطليه فقط حقيقة كون سكر هانم رجلا متنكرا فى هيئة سيدة بينما لا يعرف ذلك باقى شخوص المسرحية، وهو ما يصنع الضحك فى ذلك النوع من الكوميديات.
«سكر هانم»
وهنا تأتى سكر هانم لتؤكد ذكاء اختيار صاحب الرؤية الجديدة فى الكتابة لمعالجة الأصل أحمد الإبيارى الذى يعرف حقا قيمة الثروة الفنية التى ورثها عن والده المؤلف الكبير غزير الإنتاج فى المسرح والسينما والأغنية الراحل أبو السعود الإبيارى.
متغيرات شبابية
ولكن ما لم ينتبه إليه فريق العمل ولم يتداركه فى معالجته الجديدة هو تغير علاقة الشباب بالفتيات فى مصر المعاصرة عن علاقتهما فى مصر قبل الثورة، حيث الاختلاط كان أمرا لا يسمح بحوارات الحب والغرام على نطاق واسع، فقد كان لقاء الفتاة بالشاب مغامرة كبرى آنذاك، مما منح الفيلم وقت عرضه بعد المسرحية القديمة بسنوات حيوية كبيرة للمتفرجين الشبان القدامى.
أما الآن فقد صار لقاء الشاب بالفتاة أمرا لا يستحق كل ذلك العناء. وكل تلك الخطط، ولكن يبقى اجتذاب فتاتين لشقة عازب مسألة تحتاج لوجود العمة سكر هانم.
والمسرحية المعروضة الآن حاولت أن تتخلص إلى حد كبير من عيوب المسرح التجارى المنهار فى مصر، فالمناظر المسرحية لحسين العزبى شديدة الأناقة سهلة التغيير وألوانها المتنوعة المبهجة تساهم فى تهيئة الشعور العام بالمرح، أما الاستعراضات المحترفة البسيطة التى صممها الفنان مجدى الزقازيقى فقد ساهمت فى حيوية الإيقاع العام للعرض، خاصة مع إطالة الممثلين للمشاهد وسعيهم الدائم للتركيز على الإضحاك اللفظى دون الانتباه لأن مصدر الضحك الرئيسى فى المسرحية هو كوميديا الموقف، وهى تحتاج لسرعة فى الإيقاع لا لإيقاف الحدث من أجل المباريات اللفظية التى وصلت مع الفنان إدوار إلى حد مبالغ فيه،
الحضور الخاص والجاذبية الفنية لسامية جمال وكمال الشناوى ولكل القدامى مسألة تجعل المقارنة مع الجدد مقارنة ظالمة، لقد كان القدامى يعرفون أصول المهنة، حيث الإيقاع السريع وعدم التكرار هما لغة كوميديا الموقف، أما الأنيقة سامية جمال فقد كانت رقصاتها المتكررة فى الفيلم ذات جمال فنى خاص، ولا مجال للمقارنة مع روچينا عندما ترقص على استحياء، ولا مجال للخجل من كل تلك القبلات المضحكة لعبد المنعم إبراهيم فى الفيلم، والتى تم اختزالها لقبلتين فقط سمحت بهما الضرورة الفنية من أحمد رزق لروچينا بينما امتنعت مروة عبد المنعم عن القبلات.
«بدون قبلات»
إنه الزمن المختلف الذى عرف ضرورات جديدة سمحت لتراجع الأناقة الفنية لصالح التحفظ الأخلاقى فى ظل مفاهيم عن السينما النظيفة، والحدود الكثيرة لما هو غير لائق على خشبة المسرح.
ولذلك فقد ركزت الممثلة مروة ومعها روچينا على الجانب المضحك اللطيف فى شخصية كل منهما لتختارا منطقة جديدة بعيدا عن سحر الجميلات فى الفيلم القديم، أما محاولة جعل طلعت زكريا فى دور الأخ الغيور يعمل تاجرا دوليا للسلاح فى مناطق التوتر فى أفغانستان والعراق، فهى محاولة للزج بالسياسة فى عمل كوميدى لطيف وهى محاولة خارج السياق الدرامى، وكذلك مبالغات سكر هانم الحقيقية عن مديحها فى مصر وأشواقها الوطنية الشديدة العاطفية هى أيضا مبالغة غير ضرورية، فلا المسرحية تناقش أشواق المهاجرين للوطن،
ولا هى تتعرض لبؤر العنف السياسى في أفغانستان وباكستان والعراق، وذلك هو درس الفيلم القديم الرائع أنه بلا ادعاءات، سكر هانم الجديدة على مسرح الريحانى رغم أية ملاحظات عمل فنى يحاول إنعاش السوق المسرحية الخاصة بعيدا عن التركيبة المستهلكة للثمانينيات والتسعينيات التى اعتمدت على العرى والفحش اللفظى، وخلت من كل جمال منظرى.
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.