بالرغم من عزوف الجمهور طوال السنوات الماضية عن مسارح القطاع الخاص وتراجع النجوم عن العمل به وتفضيل مسرح الدولة عليه، إلا أن الفنان أشرف زكي يبدو أنه نجح بمحاولته الأخيرة في إعادة الثقة لجمهور ونجوم القطاع الخاص من جديد حيث أخرج مؤخرا بالتعاون مع المنتج أحمد الإبياري العرض المسرحي "سكر هانم" الذي يعرض الخميس والجمعة من كل اسبوع علي خشبة مسرح الريحاني وهو مأخوذ عن قصة الفيلم السينمائي الذي يحمل نفس الإسم للفنان كمال الشناوي وعمر الحريري وحسن فايق وسامية جمال وعبدالفتاح القصري وعبد المنعم إبراهيم. تناولت المسرحية نفس القصة الأصلية للفيلم السينمائي ولكن بشكل مختلف وبالطبع بمجموعة من النجوم مختلفين منهم الفنان أحمد رزق الذي لعب شخصية عبدالمنعم إبراهيم ولبني عبدالعزيز "زوزو ماضي" وعمر الحريري بدور "حسن فايق" وروجينا "سامية جمال" ومروة عبد المنعم وإنجي وجدان وأحمد السعدني "كمال الشناوي" وإدوراد في دور "عمر الحريري" الأصلي بالفيلم والفنان طلعت زكريا "عبدالفتاح القصري". استطاع أشرف زكي وبذكاء شديد تقديم عرض مسرحي تجاري خلا من العناصر التجارية السائدة التي اشتهر بها مسرح القطاع الخاص بمعني أن الممثلين جميعا كانوا ملتزمين إلتزاما تاما بالحوار المكتوب ولم يخرج أحدهم عن النص سوي مرة أو مرتين وببساطة شديدة دون افتعال افيهات خارجة أو جارحة للجمهور وهذه كانت مفاجأة العرض حتي أن طلعت زكريا الذي اشتهر بالخروج عن النص بأعماله الماضية لم يخرج أو يتجاوز أو يضيف كما فعل بعروض مسرحية سابقة، أيضا لم تتجاوز بطلات العرض في ارتداء ملابس مثيرة أو افتعال حركات واستعراضات دخيلة لمجرد وضع فقرات زائدة فعلي العكس كان الرقص والاستعراض والغناء بحساب فلم تدخل أغنية أو استعراض إلا وكانت موظفة توظيفا حقيقيا وفي موضعها، ويحسب للعرض أيضا أنه لم تتم استغلال الشخصية التي لعبها الفنان أحمد رزق عندما تنكر في ملابس امرأة سواء من رزق نفسه أو المشاركين بالعمل بشكل سيئ لإضحاك الجمهور كما اعتدنا بمعظم العروض المسرحية التي تقدم نفس الشخصية. من ناحية أخري، قدم زكي قصة الفيلم بمعالجة جديدة حيث استغل القصة فقط وقدمها بما يتناسب مع العصر و بذلك نجا بالعمل من مأزق المقارنة بعمل فني آخر فقد استخدمت الشخصيات جميع انواع التكنولوجيا الحديثة مثل الموبايل والإنترنت، وكذلك الفنانين فلم يكرر أحدهم أو يحاول محاكاة أي شخصية من شخصيات الفيلم وبالطبع كان علي رأسهم الفنان أحمد رزق الذي قدم شخصية "سكر هانم" المزيفة بشكل مغاير تماما عما قدمه الفنان عبد المنعم إبراهيم حتي لايقارن به. لم تتميز هذه المسرحية فقط بنجومها أو معالجتها الجيدة لعمل فني قديم أو حتي بإجتناب سلبيات القطاع الخاص فقط بل تميزت أيضا بالروح السائدة بين العاملين بها في كواليس العرض فهناك حالة وئام وانسجام شديدة بين أبطال العمل نادرا ما نجدها بالعروض المسرحية وقد ساهمت هذه الحالة في خروج العمل المسرحي بهذا الشكل الذي خرج عليه وتميز به عن عروض مسرحية كثيرة تقدم في نفس السياق.