أنت لن تصدق أبداً لو قالوا لك إن شمساً أخرى قد ظهرت فى السماء واصطفت بجوار الأولى.. أو أن قمراً جديداً أضاء مع القمر الموجود ظلام ليالينا.. كما أنك تعرف أن هناك سموات سبع.. لكنك لم تدرك إلا سماء واحدة.. فالست الأخريات تختفى خلف الأولى. لكن عليك أن تصدق أن سعاد حسنى أخرى قد ظهرت فى فرنسا.. فقناة MTV اللبنانية تعرض مساء كل خميس حلقات مسلسل فرنسى شديدة الروعة عن سيرة حياة وفن المطربة الفرنسية مصرية الأصل «داليدا».. أما البطلة الإيطالية كريستينا فيريلى التى تجسد شخصية داليدا صورة طبق الأصل- استنساخ- من ملامح وتضاريس وروح وخفة ظل وأنوثة وموهبة سعاد حسنى.. فهل تصدق؟ ليس ذلك فقط بل إنك سوف تكتشف مع تتابع الحلقات أن ثمة خيوطا وروابط قدرية قد ربطت بين المرأتين: فكلتاهما عذبها الحب.. وكلتاهما لم تنجب بل كلتاهما ماتت بطريقة مروعة قد تكون متشابهة.. سوف تكتشف أيضاً أن كل هذا البريق لا شىء.. فى مسلسل داليدا سوف تعرف أن كل الرجال الذين أحبتهم قد عذبوها.. بل إن بعضهم مات منتحراً ففضلت هى الانتحار حزناً عليهم وتركت وراءها رسالة شهيرة تقول إن الحياة قاسية. يأتى تيتر البداية والنهاية بأغنية داليدا الشهيرة «حلوة يا بلدى».. ويُعنى المسلسل بإبراز مصرية داليدا وعلى هذا الأساس فقد تم اختيار ممثلين لدور الأم والأخوات لهم ملامح مصرية شرقية صرفه. وبالرغم من أن المسلسل فرنسى، حيث الثقافة والحياة المختلفتين تماماً عن مجتمعاتنا العربية والشرقية، إلا أن كثيراً من المعتقدات والمصائر تتقارب بيننا وبين الغرب.. ليس فقط فى نفس الوحدة والعذاب والشقاء.. بل حتى فى ثقافة الموت.. ففى ثقافاتنا الشرقية نؤمن تماماً ويقيناً أن المتوفى قبل أن يموت بأيام يشاهد أحبابه الموتى- عيانا بيانا - ويحادثهم دون أن يسمعهم أحد غيره. فى مسلسل داليدا مشهد شديد الروعة والإتقان فى التنفيذ كتابة وتصويراً وإخراجاً.. حين تذهب داليا متوجهة لأحد الفنادق التى انتحر فى غرفته حبيبها.. وبمجرد دخولها الحجرة وجلوسها أمام التسريحة وتناولها أقراصاً عدة كى تهيئ نفسها للانتحار.. إذ بحبيبها المنتحر يظهر من خلفها يضع يده على كتفها فتمسك هى بيده.. ثم يعلن المذياع فى المشهد التالى عن محاولتها الانتحار وطلب الدعاء لها.