إدوارد عبدالملاك.. القبطى الوحيد الذى وقع فى«غرام الواحة» منذ 30 عاما كان لافتاً عدم وجود أى كنائس فى الواحات البحرية باستثناء واحدة أثرية ترجع للعصر الرومانى وتعد من أقدم الكنائس فى مصر وموجودة فى قرية «الحيز» وبدت حالتها متهدمة بفعل عوامل الطبيعة والزمن وإن كانت الآثار تعمل حالياً على ترميمها! كل ذلك كان دافعاً للتساؤل عن وجود مسيحيين فى الواحة وكانت المفاجأة أنه لم يكن سوى قبطى واحد نزل وأسرته إلى أرض الواحات منذ أكثر من 03 سنة، والأغرب أنه طوال هذه المدة لم يفد أو يعش فيها أى مسيحيين باستثناء هذا المهندس «إدوارد عبدالملاك» - والذى يشغل مدير منطقة التعمير بالواحات - وعائلته والذى لم يفكر يوماً فى نقل تكليفه إلى مكان آخر بل لا يشعر بالفرقة وسط أهالى الواحة التى وصف أهلها بالطيبة! ما قصتك مع الواحات البحرية؟ أنا أصلاً من محافظة السويس وأسرتى تقيم بالجيزة لكن بعد حصولى على بكالوريوس هندسة فى عام 4791 صدر قرار من وزارة الإسكان بتكليفى للعمل بمنطقة التعمير هنا. كيف تعاملت مع قرار نقلك؟ لم أعترض وجئت إلى الواحات فى عام 7791 ومعى زوجتى التى عملت إخصائية اجتماعية بإحدى المدارس الثانوية هنا. هل حاولت نقل تكليفك لمكان آخر؟ - فى البداية حاولت، لأنى كنت أخشى ألا أتأقلم مع المكان ولكنى وجدت أهالى الواحات يتسمون بالطيبة والدليل أننى مازالت متواجدا هنا لأكثر من 03 عاماً ولم أفكر فى مغادرتها خاصة بعد شعورى بالاستقرار فأبنائى كبروا مع أبناء الواحات وتعلموا فى مدارسها. ما شعوركم كأسرة مسيحية وحيدة وسط أغلبية تدين بالإسلام؟ - لم أشعر أبداً أو أحد من أفراد أسرتى بالغربة أو التمييز فمنذ أن جئت إلى هنا عملت كمهندس مياه جوفية ثم مهندس رى قبل أن أصبح مدير عام المنطقة وقد لمست احترام وتعاون الأهالى معى وتقديرهم لما نقوم به من إمدادهم بالخدمات، فهم أناس متسامحون ولا يوجد بينهم متعصب والجريمة هنا نادرة الحدوث واستثنائية ولم يكن هناك أى نوع من السرقات حتى السنوات الثلاث الأخيرة لدرجة جعلت زملائى الأقباط الذين كانوا يعملون هنا لم يتركوا المكان ألا عند وصولهم لسن المعاش. هل قابلتك صعوبات فى التعامل مع أهلها؟ - نقطة الخلاف الوحيدة عندما كانت ابنتى «أميرة» فى مدرسة «البايوطى» الثانوية وكل الطالبات هناك محجبات وكان عليها أن ترتدى الحجاب كباقى زميلاتها لكنى ذهبت إلى مدير المدرسة وتفهم الرجل الموقف ولم يجبرها على ارتدائه. ولكن الزى السائد هنا هو النقاب فكيف تعاملتم مع ذلك؟ - الجميع يعلم أننا مسيحيو الديانة فهم يحترمون ذلك بل إن عملى الخدمى فى الرى ومشروعات التعمير خلق نوعاً من الألفة بينى وبين الأهالى وأصبحت علاقتنا الاجتماعية جيدة بهم نتزاور معهم فى المناسبات والأفراج ونقف بجانبهم فى حالات الوفاة وبالفعل حدثت حالة وفاة لجار لى وقمت باستضافة أسرته، هذا بالإضافة إلى أنه لا يمر أسبوع إلا وأدعى لحفل زفاف بل تتكرر العزومة فى الأسبوع الواحد إلى 4 مرات خاصة خلال شهور 7 و8 و9 هو موسم الأفراح فى الواحات حيث يتسم الأهالى هنا بالكرم. كيف تمارس أسرتك طقوسها الدينية بدون دور للعبادة؟ - المشكلة كانت فى البداية بالنسبة للأولاد لكننا تغلبنا على ذلك حيث نمكث فى الواحات لمدة 3 أسابيع وننزل الأسبوع الرابع لمنزلنا هذا بالإضافة إلى الإجازات الرسمية فى أعياد المسلمين وأعيادنا وخلال فترة الصيف نترك الأولاد يقضونها مع جدتهم!