لم تمر سوي ساعات قليلة، بعد حل الأزمة الطائفية في مطروح حتي لاحت بوادر أزمة جديدة في الأقصر، التحقيق فيها يثبت أنها مفتعلة، وذلك عندما أزالت محافظة الأقصر ملحقات الكنيسة الإنجيلية ضمن المباني التي تعترض طريق (الكباش) . الأزمة تفجرت رغم أنه تمت إزالة 4 جوامع شهيرة هناك دون أي مشاكل، واشتعلت أكثر وأكثر بعد أن تناقلت مواقع أقباط المهجر معلومات كاذبة عما حدث بعد أن سارعت منظمات حقوقية قبطية بإقحام تلفيقات في الأحداث. بداية المناوشات كانت مع تردد أنباء حول أن المباني المهدمة جزء من الكنيسة، لا بعيدة عنها، وكانت عملية الهدم قد بدأت صباح أول أمس الخميس وسط أجواء هادئة لم تكن مشتعلة سوي في مواقع أقباط المهجر، ولإيضاح الأمر عن قرب، ذهبت روزاليوسف لمواقع الحدث والتقطنا صور المكان الأزمة، واكتشفنا أن هذا المبني كان يستخدمه راعي الكنيسة كسكن خاص به وغير تابع للكنيسة بشكل أساسي.. كمبني خدمي كما تردد، وكان ملحوظا أن الإجراءات الأمنية لا تذكر، وهذا ما توضحه الصور، ورغم ذلك ادعت مواقع أقباط المهجر أن قوات الأمن اعتدت علي راعي الكنيسة وأسرته. ولم تتوان مواقع أقباط المهجر عن تحويل الأمر إلي فيلم رعب، فقالت إن قوات الأمن التي اقتحمت منزل راعي الكنيسة «محروس عزيز» وزوجته «صباح نادي» بالقوة بل وجروهما علي الأرض سحلا وشدوها من شعرها ومن أماكن حساسة ومزقوا ملابسها، وصُفعت علي وجهها عدة مرات وهُددت بخطف ابنها. من جانبه قال القس محروس عزيز مسئول الكنيسة الإنجيلية والقاطن في السكن محل المشكلة لروزاليوسف: إن الموضوع بدأ منذ 6 أشهر فبعد أن تم هدم المساكن التي حولنا بعثوا إلينا إنذارا يفيد بإزالة مبني الخدمات الملحق بالكنيسة.. ولم يكن لدينا أي اعتراض علي الهدم، ولكن اعتراضنا الوحيد هو أنه مثلما تم تعويض الأهالي نريد تعويضا نحن أيضا لأن هذه الأراضي تمت إزالة المساكن التي عليها وهي ملك للكنيسة، وهي عبارة عن 2400 متر تتكون من مبني الخدمات والنادي والمدرسة، ولكي يكون لنا خدمة اجتماعية لابد أن نقوم بخدمة الأهالي بحضانة - بمستوصف - مركز تدريب - تعليم كمبيوتر.. وهذا المبني به شقة لي ومكتب لاستضافة الكنيسة لبعض ضيوفها وداراً لرعاية الطفل، علاوة علي مدرسة النصر التي تمت إزالتها التي كانت تتبع مديرية التعليم من الناحية التعليمية والإدارية ولكنها مقامة علي أرض ملك الكنيسة الإنجيلية. وأضاف: تركت المدرسة وتم نقل التلاميذ منها وهي كانت تتبع الحكومة إداريا وماليا ولكنها مثبتة بمصلحة الضرائب العقارية ملكيتنا وتسمي بمدرسة الأمريكان بنين، وتم تغيير اسمها فيما بعد.. وبالتالي ليس لهم أي إشراف علي المبني وهو فارغ وهذا ما أكده القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، وأنا أؤكد من خلال مقابلاتي مع جميع المسئولين سواء مع المحافظ أو مع مدير الأمن أنه ليس لدينا أي اعتراض علي هدم مبني الخدمة أو حتي علي هدم الكنيسة نفسها ولكن نريد أرضا بديلة في أي مكان في الطود أو في مدينة طيبة الجديدة أو في أي مكان.. المهم هو أخذ مكان بديل وهذه ليست ملكية خاصة وتم عرض مبالغ مالية علينا مثل تعويض باقي الأهالي ولم نتدخل، ولا نعترض علي مبالغ التعويض ولكن هدفي الأساسي هو وجود مكان بديل للمكان الحالي وهذه هي نقطة الخلاف. وأضاف : في حديثي مع مدير أمن الأقصر أوضحت طلباتنا وهي أرض أو شقق بديلة فأكد لي أنه سيتم توفير شقق بديلة. من جانبه العميد عاطف شلبي - مدير مباحث المحافظة - قال لنا: القوات الأمنية لها استخدامات محددة في الأزمات، ودورها فقط يقتصر علي تأمين المنطقة التي يوجد بها السكن وتحويل مسار السيارات إلي شارع آخر حتي لا تتوقف حركة المرور بالمدينة، وهذا ما يحدث مع أي إزالة. وأضاف: إنه لا يعقل أن يتم الاعتداء علي أحد رجال الدين الذين نكن لهم كل احترام وتقدير مهما كانت الأسباب، وحتي لو افترضنا سوء النية، فإن أي إجراء قانوني كان سيتم اتخاذه فقط في حالة وجود من يتصدي للأجهزة التنفيذية أثناء تنفيذ قرار الإزالة، وهذا لم يحدث علي الإطلاق فلم يتصد أو يعترض أي فرد سواء راعي الكنيسة أو غيره، فلماذا يتم الاعتداء إذن؟! ومن ناحيته قال الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر: يجب أن نعلم أن الكشف عن طريق الكباش الذي يربط معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700متر وبتكلفة 60 مليون جنيه وبعرض 76 مترا يعد أهم المشروعات السياحية والأثرية في تاريخ مصر، لأنه سيحول الأقصر بالفعل إلي أكبر متحف عالمي مفتوح، ولذلك فإن أي تضحيات في سبيل تحقيق هذا الهدف يجب أن تكون مقبولة، وهو ما حدث بالفعل من أهالي الأقصر الذين يعرفون قيمة التاريخ ويقدرون دور السياحة والآثار في النهوض بمحافظتهم ومستواهم المعيشي في جميع المجالات، وأن هذه التضحيات تحملها المسلمون والأقباط علي قدم المساواة. وقال: إن هناك من يحاول الصيد في الماء العكر، وهؤلاء حججهم باطلة ومكشوفة أمام الجميع لأنهم يعملون لتحقيق أهداف شخصية علي حساب المصلحة العامة - «المحافظ يقصد بعض المنظمات الحقوقية وبعض أقباط المهجر». وأضاف: إن ما حدث أول أمس الخميس من إزالة سكن مجاور للكنيسة الإنجيلية أصبح أمرا معتادا في الأقصر مع هدم مئات المباني والعديد من المساجد لتحقيق المصلحة العامة، وهذا السكن غير تابع أصلا للكنيسة وهو مجرد غرفة اتخذ منها راعي الكنيسة مسكنا له. وأكد د. سمير فرج أنه لم ولن يتم الاقتراب من الكنيسة الإنجيلية رغم أنها تقع في حرم طريق الكباش. وأوضح: تمت إزالة 4 مساجد هي المقشش والوحش والمحكمة وشرق السكة الحديد، والأول مسجد تاريخي لأحد الأولياء الذين لهم أتباع ومريدون ولم تثر أي ضجة كما تمت إزالة مبني الحزب الوطني والنيابة الإدارية ومنزل يس أندراوس التاريخي وكلها للصالح العام، ولن نلتفت إلي مروجي الفتنة الكاذبة.