الكتب الدينية الأكثر مبيعا كالعادة.. وكتب الطهي تتفوق علي الكتب السياسية في حجم الإقبال الجماهيري! رغم الإقبال الضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، إلا أنه كان من السهل هذا العام ملاحظة طغيان النقاب شكلا ومضمونا علي أجواء الدورة ال42 من معرض القاهرة الدولي للكتاب. ففي الوقت الذي يمكن اعتباره أمرا طبيعيا، مشاهدة زائرات للمعرض من المنقبات، إلا أن فكرة النقاب - سواء مع أو ضد - طغت علي أغلب عناوين بعض دور النشر، خاصة التي يمكن تسميتها بالاستثمارية، أي أن يكون الكتاب أحد أوجه نشاطاتها التجارية إلي جانب دورات في تعليم اللغة أو بيع أجهزة اليكترونية. وهذا النوع من دور النشر يتخصص في بيع كتيبات الدعوة أو الأبحاث التي تصدر في شكل كتاب، وانصب اهتمامها هذا العام علي حكم ارتداء النقاب، والمحظورات التي لا يجب أن تقترب منها المنقبة، وغيرها. أما الأدعي لاهتمام والتوقف فكانت تلك المناقشات التي دارت بين جمهور المعرض حول شرعية النقاب، والتي قادتنا الصدفة للاصطدام بأكثر من نموذج لها علي مدار الأيام الماضية إذ بدا موضوع النقاب مستحوذا علي العقلية المصرية، وكما هي العادة يظل صوت أساتذة الجامعات والنخبة المثقفة هو الصوت الوحيد المعارض لهذه الفكرة الوافدة، مقابل طوفان من الشرائح الاجتماعية المختلفة التي تتمسك بقناعاته وتستمدها من دعاة الفضائيات! ولا لقاء بين الصوتين، لهذا كان طبيعيا أن تستغرق مناقشة من ذلك النوع بين أستاذ اجتماع في جامعة حلوان وطالبتين منقبتين، أكثر من نصف ساعة اضطروا خلالها لترك جناح الكتب والركون إلي إحدي جنبات أرض المعارض، إذ كان وقوفهم في حلقة اعترضوا بها طريق المارة، مغريا لمحبي الاستطلاع وهكذا زادت الحلقة اتساعا.. لكن العقول لم تكن لتتسع بسهولة! الأمر لم يقف عند حد النقاب فأصبح من المعتاد كذلك رؤية شباب بلحي وجلاليب قصيرة يفترشون فيما يشبه حلقة ذكر، جانبا من حدائق أرض المعارض خارج صالات عرض الكتب، يقرأون كتيبات الدعوة أو يرددون القرآن. وشهدت الكتب السياسية نصيبا لا بأس به من الإقبال - خاصة ما يتعلق منها بالصهيونية وأمريكا - لم ينافسها في هذا الإقبال إلا كتب الطهي! وبينما احتل سور الأزبكية كالعادة النسبة الأعلي في اجتذاب الجماهير، أبدي بائعو السور امتعاضهم من ارتفاع أسعار الإيجارات عن كل عام بفارق 500 جنيه عن العام الماضي إذ وصلت قيمة الإيجار إلي 3000 جنيه وكانت قبل عامين 1800 جنيه فقط. وعلق حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب علي هذا الوضع قائلا: بائعو الأزبكية يكسبون أكثر من دور النشر بمراحل، وغير صحيح علي الإطلاق أنهم يعانون أية خسائر وإلا كيف يتهافتون علي المعرض بهذه الصورة؟!