على عكس كل التوقعات وبشكل يعكس مدى الاختلاف فى معرض القاهرة الدولي للكتاب عن الاعوام السابقة ومن خلال استطلاع رأي الناشرين وأصحاب دور العرض في الأيام الأولي للمعرض الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين، بدا الاختلاف واضحا في إقبال الزوار علي نوعية الكتب هذا العام . وظهر التباين في جميع قاعات المعرض وشوارعه ,لكنهم جميعًا اتفقوا علي سيادة كتب الأطفال على نظيراتها من الكتب وهذا ما أثار ردود افعال واسعة بين الناشرين والكتاب في قاعة 4 وجدنا مجموعة من دور النشر للأطفال لعرض الكتب والألعاب التعليمية أسفر الحديث مع مجموعة من العارضين عن وجود صحوة استثنائية هذا العام في شراء الكتب التعليمية وألعاب تنمية الذكاء والقدرة الفكرية للطفل، وعلي عكس الصيحة الإلكترونية التي طغت علي عاداتنا اليومية لا تزالت الأفضلية للألعاب الخشبية وكتب التلوين ومثيلاتها من الأدوات الكلاسيكية للتعليم، ولكن أيضًا راجت أدوات تعليمية أخري أكثر تقدمًا كالكتب الناطقة لتعليم المهارات الأساسية والعادات الصحية . تأتي الكتب العلمية في المرتبة الثانية من حيث الإقبال، ففي قاعة إيطاليا تباع الكتب العلمية باللغة الإنجليزية في جميع التخصصات، بالرغم من الهدوء النسبي للمعرض في الأيام الماضية نتيجة لامتحانات نصف العام وتلقي هذه الكتب رواجًا كبيرًا من الشريحة الأكاديمية بالمجتمع، خاصة أساتذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا. وبنظرة قريبة على الكتب الأجنبية تشعر ان هذا العام يتميز بوجود العديد من المعاجم والقواميس وكتب تعليم اللغات الأجنبية والكتب المترجمة حتي في مجال الأطفال كما تخصصت بعض دور النشر في هذا المجال، خصوصًا تعليم الإنجليزية وكانت علي رأس قائمة مبيعاتهم القواميس والأسطوانات الإلكترونية . وبالاقتراب من قاعة كندا وجدنا بعض دور النشر التي تخصصت في الكتب الشبابية كدار كيان المعروفة بنشر القصص والروايات الأدبية، فيما قلت الحركة علي هذه النوعية في الأيام الأولي من المعرض نتيجة لوجود الامتحانات واهتمام الشباب في الأيام الماضية بأحداث كأس الأمم الأفريقية ، و لم يمنع هذا من رواج بعض الكتب الشبابية مثل دمار يا مصر وفقاقيع. علي الناحية الأخري ازدهرت مبيعات دار الشروق في الأيام الأولي للمعرض، نظرًا لتباين أعمار المقبلين علي إصداراتها. وامتدت ظاهرة اجتياح كتب الأطفال لدار الشروق، وذلك لاهتمامهم بإنتاج كتب الأطفال المترجمة عن اللغات الأخري ككتب" أوكسفورد للأطفال" حتي إن بعض الكتب تصدر الطبعات الأولي منها في دار الشروق ودور النشر المنتجة لها بالخارج في نفس الوقت. ويبقي سور الأزبكية مركزًا لتجمع شريحة واسعة من هواة القراءة، خصوصًا هواة الكتب القديمة التي لا توجد إلا بالأزبكية. وأجمع الباعة علي رواج كتب ومجلات الأطفال، وتكمن المفارقة في كون مشتري هذه الكتب والمجلات من الفئة الشبابية عند الأطفال•فيما تصدرت كتب الهندسة والطب أعلي مبيعات الكتب العلمية، بالإضافة إلي استمرار رواج الكتب الإسلامية وكتب التراث . وتبقي آمال العارضين هذا العام أن الإقبال سوف يصل للمعدل الطبيعي للمعرض بعد انتهاء الامتحانات.