ما أنجزناه هو تقديم وجهة نظر مختلفة لملايين المشاهدين فى المنطقة، بهذه الكلمات التى قالها عبد الرحمن الراشد - مدير قناة العربية- فى احتفال القناة بمرور خمس سنوات على إنشائها، أوجز هدف القناة التى أسست لنقل الحقيقة أينما كانت بعيدا عن أى حسابات أو حساسيات، ولذلك اخترنا »العربية« لتكون قناة العام لما قدمته خلال العام المنصرم والأعوام السابقة من تغطية متوازنة للأحداث العربية والمصرية بداية من مواصلة حربها على الإرهاب والتطرف، مرورا بنقلها للحقائق وما جرى فى قطاع غزة من حرب ومحاولات قنوات عديدة النفخ فى الأزمة وإلقاء المسئولية على القاهرة بأنها المتسببة فى حصار غزة.. لكن القناة التى كانت متواجدة هناك على الأرض فى رفح وغزة كانت تنقل للعالم الحقيقة.. كانت تستضيف قادة حركة حماس فى مواجهة المسئولين المصريين لتكشف كذب ادعاءات حماس، كل هذا كان يتم فى ظل تقصير من الإعلام المصرى فأصبحنا نفتخر بقناة العربية فى غياب إعلامنا! القناة التى صنعت مجدها من نقل الحقيقة لصالح العرب، ونجحت فى أن يكون لها أسلوب خاص بها، أبدعت مصطلحات جديدة على الإعلام التليفزيونى ودافعت عنه... القناة التى أصبحت القناة الأولى من حيث المشاهدة فى منطقة الخليج حسب تصنيف لإحدى المؤسسات العالمية المحايدة فى بحوث المشاهدات التليفزيونية تستحق أن نتحدث عنها لنكتشف أنها أصبحت عدوة للأنظمة المتسلطة فى إيران وقطر، وهدفا لعمليات تفجير لمكاتبها فى العراق وأنها قدمت عددا كبيرا من الشهداء أثناء التغطيات المتميزة التى تقدمها من موقع الأحداث . نجحت »العربية« فى أن تعيد التوازن للساحة الإعلامية من جديد بعد أن كانت خالية لقناة الجزيرة التى أطلقتها قطر لتشكك فى وطنية كل الدول العربية باستثناء النظام الحاكم فى الدوحة بالطبع، وأصبحت كل الدول والأنظمة العربية محلا للنقد والتهكم.. وصالت القناة »الجزيرة« وجالت دون أن تجد من يردعها أو يكشف حقيقتها حتى جاء يوم 3 مارس من عام 2003 حين أصبحت »قناة العربية« واقعا تبث موجاتها فى السماء تتلقفها الأطباق لنرى قناة فتية جديدة تعالج القضايا دون صخب لتعيد التوازن الإعلامى... تقدم الحقيقة المجردة بعيدا عن المبالغات.. ترفض نشر شرائط الإرهابيين.. تخدم العرب وقضاياهم بعيدا عن أى أجندات أو حسابات. القناة ممولة من قبل مركز تليفزيون الشرق الأوسط »mbc« مجموعة الحريرى ومستثمرين من عدة دول عربية أخرى.. تولى إدارة القناة حين إنشائها وزير الإعلام الأردنى السابق » صالح القلاب«، تزامن إرسال القناة مع الحرب على العراق ثم تولى الإدارة الإعلامى السعودى عبد الرحمن الراشد بعد أن ترك رئاسة تحرير جريدة الشرق الأوسط بعد مرور عام على تأسيس القناة.. وحصل الراشد على لقب الإعلامى العربى الأكثر تأثيرا ونفوذا فى المنطقة العربية والعالم بحسب تصنيف مجلة أرابيان بيزنيس للعام 2006 وجاء تاسعا ضمن قائمة أقوى 100 شخصية عربية نافذة فى التصنيف العام لكل الفئات المهنية فى نفس المجلة وحافظ على اسمه فى القائمة ذاتها فى العامين 2007و.2008 هدف إنشاء القناة كما جاء على لسان مالكها »وليد الإبراهيم« كخيار بديل أكثر اعتدالا من قناة الجزيرة كمنبر إعلامى هادئ ومتخصص معترف له بالتغطية الموضوعية وليس الآراء التى تقدم فى صورة صراخ. لم يكن غريبا أن يصاحب القناة إطلاق سيل من الشائعات على أنها ممولة من قبل المملكة السعودية بعد أن تطاولت الجزيرة كعادتها على الأسرة الحاكمة.. أو أنها تمثل الوجه العربى للسياسة الأمريكية أو هى تحاول التغيير من الفكر الجهادى لتحرير فلسطين عندما تطلق على ضحايا العنف فى فلسطين أنهم »قتلى« وليسوا شهداء كما تطلق عليهم باقى الفضائيات العربية، لكن مدير القناة عبد الرحمن الراشد يرد على هذا الادعاء فى حوار له قائلا إن القضية معقدة أكثر مما تبدو، فالمحطة ليست وظيفتها منح الناس الشهادة فذلك حق ربانى وأنه عندما يقتل إرهابى بريئا أو مجاهدا سواء فى السعودية أو مصر أو اليمن أو المغرب أو غيرها نقول عنه قتيل، فلماذا نسميه فى لبنان أو فلسطين شهيدا؟! لكن الراشد يصمد لهجوم ومحاولات الجزيرة فشن عليها هجوما أعادها إلى صواب عقلها عندما قال »إن الجزيرة لا تسير فقط فى الاتجاه الخاطئ وإنما هى خطيرة أيضا.. إن المنطقة مليئة بمعلومات خطيرة غير دقيقة وحقائق جزئية.. فالجزيرة والعديد من وسائل الإعلام العربية الأخرى كانت قد عملت على الترويج لتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة فى العراق«. منذ انطلاقها وقناة »العربية« فى تطور وتقدم تمثل الإعلام الهادئ والهادف ببرامجها العديدة التى تنطلق من استديوهاتها فى دبى، وبحسب دراسة ميدانية أجرتها »مؤسسة إبسوس ستات« المتخصصة فى أبحاث الإعلام المرئى على عينة من سكان ومواطنى المملكة العربية السعودية فى الفترة ما بين 28 يونيو 2006 وأول أغسطس 2006 كانت قناة العربية المصدر الأول للأخبار هناك، وفى دراسة أخرى أجريت على سكان العراق حصلت قناة العربية على المركز الثانى كمصدر للأخبار بعد قناة العراقية. هذه الحقائق وضعت قناة العربية فى مصاف القنوات المتميزة لذلك لم تستطع إيران تحمل مكتب القناة على أراضيها فى 14 يونيو 2009 أثناء الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2009 قامت الحكومة الإيرانية بإغلاق مكتب قناة العربية لمدة أسبوع بسبب التغطية الواسعة التى قامت بها القناة للانتخابات الإيرانية الأخيرة التى شهدت لغطا ومواجهات بين مؤيدى الرئيس الإيرانى ومعارضيه بعد مرور سبعة أيام وفى أثناء الاحتجاجات على الانتخابات قررت الحكومة إغلاق المكتب »حتى إشعار آخر« بسبب ما وصفته بتغطية القناة »المنحازة« للانتخابات. قبلها فى 2 سبتمبر 2008 قامت الحكومة الإيرانية بطرد مدير مكتب العربية فى طهران حسن فحص وكان ثالث صحفى للقناة يتم طرده من إيران منذ أن افتتحت مكتبا لها هناك. انتشار مراسلى العربية فى جميع النقاط الساخنة كان محل صداع لجميع المسئولين، فقد غطى مراسلو قناة العربية أحداث الاجتياح الأمريكى للفلوجة أثناء الحرب على العراق واستطاع مراسلها وائل عصام الدخول إلى المنطقة وبدأ يرسل تقاريره الإخبارية التى وصفت بالخاطفة للأنفاس وقامت القوات الأمريكية بالقبض عليه لاحقا. دفعت العربية 11 من كوادرها الإعلامية كشهداء خلال الحرب على العراق حيث وقعوا ضحايا لأعمال العنف، بعضهم قتلهم الجيش الأمريكى مثل على الخطيب والمصور على عبدالعزيز، فقد أطلقت القوات الأمريكية النار عليهما فى مارس 2004 حيث نقلا إلى مستشفى بغداد وتوفيا على أثر الجروح. كما قتلت المراسل مازن بواسطة صاروخ من طائرة مروحية ثم محاولة خطف مدير مكتب قناة العربية فى بغدد هشام بدوى ومذيعة القناة نجوى قاسم تلتها محاولة اغتيال المراسل الصحفى جواد كاظم فى يونيو 2005 أثناء خروجه من أحد المطاعم فى بغداد والذى قضى بعدها 6 أشهر صعبة للعلاج بعد فترات حرجة مر بها مسئولو القناة فى محاولة إخراجه من العراق لتلقى العلاج فى الخارج بعدها عاد جواد كاظم للعمل على كرسى متحرك هذه المرة فى مقر القناة فى دبى كمحرر ومذيع للأخبار وتبنت جماعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم »جند الإسلام« عملية تفجير سيارة ملغومة بمكتب القناة فى بغداد التى راح ضحيتها 7 من موظفى القناة فى أكتوبر .2004 وفى صباح الأربعاء 22 فبراير 2006 اغتيلت أطوار بهجت مراسلة القناة فى العراق مع طاقم العمل أثناء تغطيتها لأحداث تفجير مرقدى الإمامين على الهادى والحسن العسكرى. كما تعرض مكتب العربية فى غزة فى 22 يناير 2007 لانفجار كبير أسفر عن أضرار مادية جسيمة دون حدوث أى إصابات بشرية، هذه التضحيات من رجال وسيدات آمنوا بعملهم الإعلامى فى قلب النار وفى قلب الأحداث بعيدا عن الحماية من قوات الاحتلال كما تفعل قنوات أخرى. فى المقابل حصدت القناة عددا من الانفرادات الإعلامية المتميزة التى تحسب لها فكانت قناة العربية الأولى التى أذاعت خبر اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى، كما بثت حصريا فى مساء الأحد 27 مارس 2005 صور فيديو كاميرا بنك »إتش إس بى سى« الذى يقع على مقربة من فندق سان جورج فى بيروت حيث وقع الانفجار والتى اعتمد عليها التحقيق وتظهر فيها سيارة مشتبه بها بيك أب بيضاء من نوع ميتسوبيشى كانتر موديل 1995 أو 1996 والتى أظهرت لاحقا تقرير ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية التى شكلتها الأممالمتحدة للتحقيق فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى أن الاغتيال تم بواسطة الشاحنة الميتسوبيشى البيضاء بعد تفخيخها، وحصلت العربية على عدد كبير من الجوائز العربية والعالمية منها ثلاث جوائز خلال المهرجان العربى الرابع للإعلام فى بيروت. تحظى العربية بعدد كبير من مقدمى البرامج من عدد من الدول العربية مثل اللبنانية جيزال خورى أرملة الإعلامى سمير قصير والتى تقدم برنامجا بعنوان »بالعربى« وكان لها السبق فى استضافة الرئيس حسنى مبارك الذى أجرى أول حوار له على قناة فضائية معها.. الأردنية منتهى الرميحى ومواطنتها ريما مكتبى وريما صالحة التى تقدم البرنامج الأشهر على القناة وهو برنامج »صناعة الموت« يتناول البرنامج موضوعات الإرهاب والتنظيمات والحركات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة.. تعرض طاقم البرنامج لتهديدات عديدة بسبب أنه البرنامج الذى يعتبر الوحيد من نوعه على الشاشات العربية المخصص لمناقشة موضوع الإرهاب بشتى جوانبه الإسلامية توجه للبرنامج وفريق العمل به انتقادات وتهديدات حادة إلا أن العديد من قيادات الجماعات الجهادية الإسلامية رحبوا بالظهور فى البرنامج مثل أبوبكر باعشير الأب الروحى للجماعة الإسلامية فى إندونيسيا وعبدالله أنس أمير المقاتلين العرب فى أفغانستان إبان حقبة الجهاد ضد السوفييت وعبدالرحمن القيسى المتحدث الإعلامى باسم الجيش الإسلامى فى العراق، ومحمد حنيف المتحدث الإعلامى باسم طالبان وشحادة جوهر أمير التدريب لتنظيم القاعدة فى العراق. وسائل الإعلام الأمريكية وصفت ريما بأنها أشجع مذيعة عربية بسبب خوضها فى موضوعات شائكة تتعلق بجماعات العنف المسلح ومناقشتها لأفكار المتطرفين والجماعات الإرهابية فى برنامجها مما عرضها لتهديدات عديدة. فى مقابل هذا التدفق الإعلامى الذى تحمله القناة بشعارها المهم »أن تعرف أكثر« نجد أن قناة الجزيرة الرياضية تسعى للسيطرة على العالم الرياضى أو هى بالفعل نجحت فى ذلك بعد أن اشترت بما يزيد على مليارى دولار قنوات راديو وتليفزيون العرب »إيه آر تى« الرياضية، تكون بذلك قد ضمنت عددا من البطولات العالمية التى سبق أن اشترتها القناة السعودية هى بطولتا كأس العالم عامى 2010 و2014 بالإضافة إلى كأس الأمم الأفريقية القادمة فى أنجولا فضلا عن عدد لا نهائى من البطولات المحلية والقارية فى آسيا وأفريقيا وأوروبا. ففى الثلاثاء 24/11/2009 أعلنت الجزيرة الرياضية رسميا بعد شائعات فى مواقع الإنترنت الرياضية عن شرائها لقنوات ART الرياضية وعلامتها التجارية، فى مؤتمر عقد فى فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الدوحة واتضح أن المفاوضات أسفرت عن انتقال كافة الحقوق إلى الجزيرة الرياضية بما فيها بطولتا كأس العالم فى جنوب أفريقيا والبرازيل، لتضاف إلى رصيد القناة من البطولات الأخرى كبطولة دورى أبطال أوروبا والدورى الإسبانى والدورى الإيطالى.. الجزيرة الرياضية قبل أن تستولى على قنوات الشيخ صالح كامل كان عدد قنواتها 11 قناة وتضاعف الآن. ومعروف أن الجزيرة الرياضية ليس هدفها الربح أو نقل المتعة بقدر السيطرة على كل شىء يمكن أن يمتع العرب وخاصة المصريين المشاركين فى بطولة الأمم الأفريقية حيث كشرت القناة عن أنيابها وطلبت مبالغ مالية كبيرة جدا للسماح للجماهير المصرية من غير المشتركين فى القناة بمتابعة المباريات وصلت إلى 200 مليون دولار!.. ومن المنتظر أن يشهد العالم الجديد مواجهات مصرية وعربية مع هذه القناة!