لا يعلم الكثيرون أن قناة «صوت الشعب» اقتنصت المساحة التى كانت مقدسة لسوزان وجمال مبارك وعمر سليمان فى الطابق الثالث من مبنى مجلس الشعب، وأصبح يجلس فيه مذيعو ومذيعات وضيوف القناة، التى تعد الأولى من نوعها التى تحتكر جلسات مجلسي الشعب الحالى والشورى القادم على الهواء مباشرة من القاعة إلى الشاشة، ومع سخونة الأجواء فى البرلمان الاول بعد الثورة ورغبة العديد من المحطات الفضائية فى نقلها فإن جدلا دار حولها طرح مجموعة من الأسئلة أبرزها هل ستنقل القناة المتخصصة المعارك المتوقعة كما هى أم أنها ستلجأ للمونتاج وهل ستكون الصورة كاملة للشعب أم تعتمد على التفاصيل المهمة فقط والتى تهم المواطن العادى وهل سيستثمر المسئولون فى التليفزيون الملفات التى يفجرها البرلمان الإسلامى فى تقديم رسالة إعلامية تعيد التليفزيون المصرى لريادته المفقودة ويصحح بها أخطاء وخطايا الماضى وغيرها من الأسئلة التى نحاول الإجابة عنها من خلال القائمين عليها. يتحدث ل«روز اليوسف» فى البداية إبراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون والمشرف على القناة الوليدة بقوله: «فكرة إنشاء القناة عندما كانت هناك قناة موجودة بالفعل اسمها «البرلمان» خلال برلمان2005 ، وكانت حينها لا تنقل الجلسات على الهواء مباشرة وإنما كانت تنقل الانتخابات البرلمانية وليس الجلسات نفسها، وبالتالى فكرت فى رفع مذكرة إلى وزير الإعلام الحالى أحمد أنيس من أجل عمل قناة تنقل أول برلمان بعد الثورة منعا لأى اجتهادات أو كواليس يكتبها البعض خصوصا أن أفضل وسيلة للشفافية والنزاهة هى عمل قناة تبث جميع الفعاليات مباشرة وبعدها بأيام رفع المخرج سليمان خليل مذكرة أخرى للوزير أحمد أنيس بعمل قناة اسمها «صوت الشعب» يكون هدفها تفاعل الشعب مع نواب برلمانه من أجل محاسبتهم إذا أخطأوا ولا تكون العلاقة بين النائب والمواطن هى علاقة دعاية انتخابية فقط .. وقام الوزير أحمد أنيس بضم المذكرتين وقرر إنشاء قناة «صوت الشعب» وأسندها إلى قطاع الأخبار. وكان هناك خياران للوزير إما أن يبث القناة على نفس تردد قناة نايل دراما 2 أو بدلا من قناة التراث وقرر إلغاء نايل دراما 2 وبثها بدلا منها. ويكمل الصياد: إن القناة التى يرأسها أيمن العوضى يدفع لها 300 ألف دولار لشركة النايل سات سنويا وقد تم دفعها مع بداية العام، وبالتالى حذف لوجو نايل دراما 2 ووضع لوجو صوت الشعب، كما أن تمويلها من التليفزيون المصرى نفسه خصوصا أن التكاليف ليست كبيرة أو باهظة، حيث إنها تبث مباشرة عن طريق عربة إذاعة خارجية مخصصة لنقل فعاليات الجلسات من أمام مجلس الشعب بالإضافة إلى الكاميرات الموجودة داخل القاعة الرئيسية والقاعات المختلفة. كما أن المذيعين العاملين بالقناة هم نفس المذيعين بقطاع الأخبار، ومنهم على سبيل المثال عمرو فاروق ومحمد موافى الصياد قال: إن خطة القناة أن تبث فى البداية وقت انعقاد الجلسات وأن تغلق فور انتهائها حتى إن الأعضاء أخذوا راحة لمدة 3 أيام فى نهاية الأسبوع الماضى، وبالتالى كانت القناة مغلقة ومكتفية بلوجو «صوت الشعب»، وفى المرحلة الثانية سيكون بثها من ال10 صباحا حتى ال10 مساء وتعتمد بشكل أساسى على الجلسات ثم الاستديو التحليلى اسمه «ستديو البرلمان» سيكون عقب انتهاء الجلسة من أجل التحليل المطول لها. وفى المستقبل القريب سيصبح البث للقناة 24 ساعة ما بين إذاعة الجلسات وعرض للأفلام الوثائقية والأغانى الوطنية ولقاءات بين القوى السياسية وتاريخ مجلس الشعب والرؤساء المتعاقبين عليه. وأيضا مشاهد من أشهر الجلسات البرلمانية السابقة فى عهد الرؤساء السابقين. أيضا سيكون هناك استطلاع رأى بين المواطنين شهريا من أجل سؤالهم عن أداء البرلمان خلال شهر وأهم الأعضاء البارزين فيه وأهم الأخطاء التى وقع فيها النواب أو المشاكل التى لم يتحدثوا عنها وتهم الشعب والمواطن البسيط. كما سيكون هناك برنامح آخر اسمه «كواليس البرلمان» على هيئة نشرة طوال اليوم تذاع فى الفواصل بين الجلسات عن طريق كاميرات موجودة داخل اللجان الفرعية فى المجلس. مصادرنا علمت أن صراعا كان قد اشتعل بين قناة مصر 25 التابعة للإخوان وقناة «صوت الشعب» لحقوق البث، حيث طلبت الأولى نقل الجلسات بالتزامن مع قناة صوت الشعب على اعتبار أن الإخوان لهم الأغلبية البرلمانية، ومن حقهم أن تبث الجلسات على قناتهم الخاصة إلا أن التليفزيون المصرى رفض ذلك واستند إلى القانون رقم 13 لحقوق البث بأن أى بث داخلى فى جمهورية مصر العربية ملك بالأساس لتليفزيون الدولة، وبالتالى أصبح نقل وقائع الجلسات حصريا من نصيب «صوت الشعب» باعتبارها تابعه لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. أما فيما يتعلق بالتسويق فقد تم إسناده لشركة ووكالة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التى يرأسها سعد عباس، حيث تم الاتفاق على بيع بعض مقاطع الجلسات إلى القنوات المختلفة حسب أهميتها وحسب مدتها بسعر يتفق عليه بين الطرفين، كما سيجعل مجلس الشعب نفسه يمول القناة باعتبارها ناقلا لجلساته مقابل أن يقسم الربح بينهم حسب نسبة يتفق عليها حوالى 60٪ للقناة و40٪ للمجلس خصوصا أنه متوقع أن تزيد نسبة المشاهدة خلال الفترة القادمة بعد أن يكون بث القناة طوال اليوم. أما اللقطات التى تمت إذاعتها فى الجلسة الإجرائية والجلستين الأولى والثانية، فقد تم عرضه خلال العديد من القنوات منها دريم وcbc وon tv وصدى البلد فكان مقابل عرض اللوجو الخاص بالقناة دون مقابل لأننا لا نريد مشاكل مع القنوات فى الجلسات الأولى، ولكن سيتم لاحقا بيع حقوق البث الجزئى وعرض بعض اللقطات الحية. أخيرا، فإن الجدل حول القناة قد اشتعل على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وتويتر فور انطلاق البث المباشر لها من تحت القبة حتى إنهم شبهوها ب «موجة كوميدى» وأكدوا أنها ستكمل مشوار نايل دراما 2 القناة التى كتبت نهايتها ببداية «صوت الشعب» بعد أن حصلت على ترددها.. باعتبار أن بجلسات البرلمان دراما لن تقل سخونتها عن دراما المبدعين.