فى سابقة هى الأولى من نوعها وبتكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه قررت مصر الدخول إلى نادى التقنية السينمائية العالمية بنظام (D 3) أو (البعد الثلاثى) من خلال إنتاج الفيلم الضخم (ألف ليلة وليلة) والذى يعتبر - إذا ما تم إنجازه والمقرر عرضه عام 2013 - إنجازا سينمائيا بكل المقاييس ويعد طفرة سينمائية هائلة ولدت من رحم ثورة 25 يناير 2011 والذى تقرر بدء تصويره فى يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للثورة 2012 على أن يستغرق التصوير - كما هو مقرر - عاما كاملا بحيث يتم عرضه يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية للثورة 2013 ليكون أول إنجاز سينمائى ضخم يخرج من تحت عباءتها . الفيلم كتبه (محمد أمين راضى) ويخرجه (تامر مرتضى) ومن إنتاج «ماب بكتشرز» ويشارك فى بطولته (عمرو واكد) فى دور شهريار، و(غادة عادل) فى دور (شهرزاد)، (غادة عبدالرازق) فى دور (النوامة)، (آسر ياسين) فى دور (السندباد)، (عمرو سعد) فى دور (علاء الدين)، (فتحى عبدالوهاب) فى دور (على بابا)، (سوسن بدر) فى دور (شمايل) الشريرة والتى تقترب شخصيتها من أسطورة (ميدوزة) الإغريقية برأسها التى تخرج منها الثعابين، (عزت أبو عوف) فى دور (كهلان) و(أحمد بدير) ومن المتوقع أن يحقق الفيلم إيرادا يصل إلى مليار جنيه. الفيلم يحكى عن الأسطورة الشهيرة (ألف ليلة وليلة) والذى بدأ تصوير (البرومو) الخاص به ليكون نواة يكشف بها عن تقنيات إخراجية عالية ساعدتها الإمكانيات المادية الأعلى، «البرومو» كشف أيضا عن حلم طال تحقيقه بدخولنا إلى عالم التقنية السينمائية العالمية (3D) والتى سبقنا إليها العالم بعشرات السنين ولعل أشهر الأفلام العالمية التى صنعت بتلك التقنية (ملك الخواتم) و(الملك الأسد) و(أفاتار) وتحقيق الحلم يعد عهدا سينمائيا جديدا فى استخدام أحدث وسائل التقنية الرقمية فى المؤثرات والخدع السينمائية التى تؤدى فى النهاية إلى الإبهار البصرى والصوتى، رغم أن البعض شكك فى قدرتنا حتى على مجرد الاقتراب وليس تنفيذ مثل هذه التقنية قبل 20 سنة قادمة . الفيلم الذى يحكى قصة الأسطورة الشهيرة (ألف ليلة وليلة) وبطلاها (شهريار) و(شهرزاد) وثالثهما (مسرور) السياف يؤكد من خلال (البرومو) الصراع الأزلى بين الرجل والمرأة فى الحكايات والأساطير وخاصة الصراع الدائم والمستمر بين (شهريار) و(شهرزاد) الذى استمر على مدى (ألف ليلة وليلة) - هى مدة ليالى الصراع بينهما دون وضوح رؤية لمن منهما سيكون الانتصار؟! (شهرزاد) بحكاياتها المثيرة المشوقة التى كان ينتظرها كل يوم (شهريار) بفارغ الصبر إلى أن تصمت عن الكلام مع طلوع الفجر ؟! أم (شهريار) بسيف (مسرور) الذى كانت تخشاه (شهر زاد) كل ليلة وتحاول أن تطيل فى حكاياتها للإفلات من قطع رقبتها؟! ويستمر الصراع!! هكذا كان يحدث فى عصور كانت الكلمة فيها للسيف والسطوة فيها للقوة، واللعب على هذا الصراع سواء فى الأسطورة الأدبية أو الفيلم الذى يترجم الأسطورة هو صراع حركى مثير يشد انتباه المشاهد أو القارئ ليعرف ما هو القادم فى أحداث تلك الحكايات، خاصة بين رجل كان النصر حليفه وهو (شهريار) وامرأة كان الجمال سرها والذكاء سلاحها ولم تكن لديها قوة سوى الحكايات والأساطير، وهى (شهرزاد) فكانت تذيب (شهريار) عشقا وولعا كلما نطق لسانها (بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد)، وهذه المقولة الاستهلالية التى يستخدمها الفيلم تربت عليها مسامعنا من قبل سواء فى الإذاعة أو التليفزيون عندما استمعنا إليها من (خلال المسلسلات الرمضانية). التقنيات السينمائية التى ستكون هى الإنجاز الحقيقى للفيلم تظهر فى أحداث ومشاهد كثيرة أهمها مشاهد الحروب وكثافة الجيوش والمراكب والبحار التى يلعب فيها الجرافيك دورا مهما، كذلك الطيور الخرافية والحيوانات والثعابين التى ستظهر فى الفيلم والهياكل العظمية التى تدخل فى صراع وحروب مع البشر من أبطال الفيلم، كلها تم التعامل معها - من خلال (البرومو) بجودة عالية، وهو ما نتمنى أن ينسحب على كل أحداث الفيلم لتكتمل صناعته بشكل يفوق التصور ويستحق فعلا أن يضعنا على أعتاب السينما العالمية، فمثل هذا الفيلم بتقنياته العالية وإنتاجه الضخم حتما سيصل إلى العالمية سواء من خلال شاشات العرض أو المهرجانات، كما أن تحول السينما المصرية إلى صورة ثلاثية الأبعاد سيجعلنا ننافس الأفلام الأجنبية ويكون لنا مكان على خريطة السينما العالمية، مما قد يكون له كبير الأثر فى عبور الفيلم المصرى إلى جوائز الأوسكار أو كان أو غيرهما من المهرجانات والجوائز العالمية. فيلم (ألف ليلة وليلة) هو بداية الطريق إلى الأفلام ثلاثية الأبعاد، حيث إنه سيفتح الطريق فيما بعد أمام هذه الظاهرة السينمائية الحديثة والتى ينتظرها فى قائمة الأفلام فيلما (التمساح) و(الدجال) ولكن يبدو أن أصحاب هذين الفيلمين لن يقدما على خوض التجربة قبل استبيان المؤشر الحقيقى لنتيجة فيلم (ألف ليلة وليلة) ورد الفعل الذى سيحققه سواء على المستوى الجماهيرى المرتبط بالطبع بمستوى الإيرادات أو على المستوى الفنى لمعرفة: هل سيكون السير على نفس النهج التقنى أم أنه سيكون هناك تحديث - سواء من باب التميز أو من باب تلافى الأخطاء التى قد يقع فيها فيلم (ألف ليلة وليلة)، ولكن السؤال هنا: هل لدينا الإمكانيات المادية فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التى يمر بها المجتمع والتى تتعطل بسببها مشاريع سينمائية كثيرة، وليست فى حجم ولا ضخامة فيلم (ألف ليلة وليلة) أو أشباهه من الأفلام المقرر إنتاجها بنظام 3D أن ننتج مثل هذه الأفلام ؟! أم أن هناك جهات ممولة لديها القدرة المادية على ذلك ؟! أتمنى أن ينجح مثل هذا المشروع وغيره، خاصة بعد أن أصبحت السينما ثلاثية الأبعاد هى إحدى لغات العصر والدخول إليها أصبح أمرا حتميا لنواكب التقدم السينمائى الحاصل فى العالم خاصة أن لنا تجارب - صحيح صغيرة وليست كبيرة - لكن المهم أنها تجارب قربتنا من هذا الحلم، وذلك من خلال فيلم قصير لا يتعدى زمنه ال20 دقيقة للمخرج (أحمد المناويشى) وكانت تكلفته عالية جدا مما يعجز أى أحد عن مجرد حتى التفكير فى تكرارها وليس الدخول فى مشاريع كبيرة تصل إلى أفلام روائية ضخمة!! ولكنى أعتبر الدخول ب«ألف ليلة وليلة» إلى عالم ال "3D" هو جرأة ومغامرة وفى نفس الوقت إنجاز أتمنى أن يكتمل بسلام.