أصبح الزمالك كعب داير فى المحاكم بسبب الطعن على بطلان الانتخابات التى جرت منذ ما يقرب من عامين بسبب إجراءات التقاضى. وتغيير الدوائر القضائية وحلول مواسم قضائية جديدة والتى يتبعها تغيير فى القضاة فى بعض الأحيان. وأخيرا بسبب رد المحكمة حسب طلب مرتضى منصور لرئيس الدائرة فى محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بأنه تربطه صلة بممدوح عباس المطعون فى نجاحه رئيسا لنادى الزمالك ثم تأجيل الدعوى القضائية إلى يوم 22 نوفمبر الجارى، وبالطبع ستتأجل مرة أخرى حتى تتاح الفرصة إما لتغيير رئيس الدائرة أو لإتاحة الفرصة لسماع المرافعات، خاصة أن هناك مبدأ قضائيا معروفا بأنه لا يصدر الحكم إلا بعد سماع المرافعات، وبهذا قد يمتد التأجيل لفترات أخرى قد تصل إلى شهور. وفى الوقت نفسه يعيش نادى الزمالك فوق بركان يغلى بسبب كثرة الاتهامات من جانب حزب المعارضة لمجلس الإدارة المعين برئاسة المستشار جلال إبراهيم، حيث تتردد الاتهامات تارة لبعض أعضاء مجلس الإدارة لحصولهم على عمولات مقابل شراء بعض اللاعبين، أو عمولات نظير احتفالات النادى بمئويته، واتهامات أخرى لرئيس النادى نفسه المستشار جلال إبراهيم الذى سبق أن قدم استقالته أكثر من مرة بسبب ما يتعرض له من ضغوط من داخل النادى أو من قبل بعض وسائل الإعلام والتى رفضها كلها وأعلن عدم رضائه عن الاستمرار فى موقعه، وأنه ينتظر اليوم الذى يحسم فيه القضاء قضية الطعن فى الانتخابات ليرحل ويستريح خاصة أن الاتهامات التى تتردد والهجوم الشرس الذى يتعرض له يؤثر على سمعته وعلى عائلته ومكانتهم فى المجتمع، لأنه أصبح من السهل توجيه الاتهامات فى ذلك الوقت دون مراعاة لمدى الأذى الذى يتعرض له دون وجه حق. مجلس إدارة النادى يواجه أيضا أزمات بالجملة بسبب عدم توافر السيولة المالية لمواجهة احتياجات النادى المتزايدة وترضية اللاعبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة، بالإضافة إلى التزامات النادى تجاه بعض الجهات سداد الديون المتأخرة، وتفجرت أخيرا أزمة عقد حسن شحاتة الذى لم يوثق إلى الآن وأنه تم تفويض أحد أعضاء مجلس الإدارة لإنهاء هذه المشكلة، خاصة أنه كان من المفترض أن يوقع شحاتة عقده منذ وافق على تولى المسئولية إلا أن تأخير توقيعه على العقد أصبح لغزا أمام مجلس الإدارة، كما أنه يضعه أمام المساءلة القانونية للمجلس الأعلى للرياضة. عموما البعض يرى أن حسن شحاتة حجز العقد عنده ليتيح لنفسه الفرصة فى التفكير فى مدى تجاوب الفريق معه وتقدم مستواه وتحسن نتائجه وقدرته على الفوز ببطولة الدورى، ويرى البعض الآخر أن حسن شحاتة أرجأ التوقيع على العقد حتى يكون فى مركز القوة وعندما يتقدم باستقالته ولا يكون هناك ما يثنيه عن هذا القرار حتى لو كان هناك شرط جزائى فى العقد يحول دون رحيله فى أى وقت، خاصة فى ظل الهجوم الذى تعرض له بخسارة كأس مصر، ثم بالتعادل مع طلائع الجيش، ولهذا فإن فرصة حسن شحاتة فى الرحيل فى أى وقت فى ظل عدم توقيع العقد ستكون كبيرة. حالة عدم الاستقرار التى يعيشها النادى فى ظل وجود مجلس معين وليس منتخبا وفى ظل تأخير الفصل فى الطعن على الانتخابات التى أجريت، بالإضافة إلى أنه حتى فى حال صدور حكم من المحكمة ببطلان إجراءات الانتخابات سيدخل النادى مرحلة جديدة من عدم استقرار جديدة حيث سيصبح مجلس الإدارة ملزما بتوجيه الدعوة لإجراء انتخابات جديدة أو سيصدر المجلس القومى للرياضة قرارا بتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة النادى تكون مهمتها الدعوة لإجراء الانتخابات والإشراف عليها فى حالة رفض وجود المجلس المعين الحالى لحين إجراء الانتخابات، أى أن الشواهد كلها تشير إلى دخول نادى الزمالك إلى النفق المظلم، وسلسلة من الإجراءات التى تحول دون توافر حالة الاستقرار داخل أروقته وجنباته، الأمر الذى ينعكس بالتالى على أنشطته المختلفة، وخاصة فريق الكرة، حيث جرت العادة داخل نادى الزمالك فى فترة الانتخابات تردد الكثير من الشائعات والاتهامات إلى جميع المرشحين وإلى المجلس الذى يدير العملية الانتخابية وإلى المجالس السابقة وفتح الدفاتر القديمة والجديدة بشكل مؤسف لم يكن موجودا من قبل، خاصة أن النادى منذ عدة سنوات وهو يعيش حالة من عدم الاستقرار وتعيين مجالس مؤقتة وتغيير عدد كبير من المدربين الأجانب ومن المصريين من أبناء النادى، ولم يشهد حالة استقرار إلا بعد تعيين المجلس الحالى برئاسة المستشار جلال إبراهيم والذى تحمل عبئا كبيرا وورث تركة مثقلة بالمشاكل والخلافات والصراعات وتصفية الحسابات بالإضافة إلى الديون المتراكمة وانهيار فريق الكرة والذى لم يلتقط أنفاسه إلا بتعيين التوأم وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز ببطولة الدورى ولولا نقص الخبرة لديهما لحقق الزمالك الفوز ببطولة الدورى، ثم جاء جهاز فنى جديد بقيادة حسن شحاته ليتجدد الأمل لدى الزمالك فى الفوز ببطولة الدورى بعد السنوات العجاف التى عاشها خسر خلالها الكثير من البطولات ليبقى السؤال هل سينجح الزمالك فى الخروج من عنق الزجاجة ومن النفق المظلم أم سيواصل مسلسل عدم الاستقرار والكعب الداير فى المحاكم لفترة طويلة؟ هذا ما ستجيب عنه الأحداث فى الأيام المقبلة؟!