بعيداً عن تحالفات الأحزاب المتهافتة، والصراع المحتدم على القوائم وأسبقية الوجود فيها، والصراع السياسى عليها، والفرقة التى حققتها بين القوى السياسية، فإن الواقع على الأرض مختلف بالنسبة لكثير من محافظات الصعيد وبحرى حيث لا تزال العصبيات القبلية والعوائل هى المتحكمة فى المشهد الانتخابى، ومنها يعود فلول الحزب الوطنى المنحل، ربما أقوى ممن كانوا وقت النظام السابق. فقد وجدوا ضالتهم فى أحزاب أخرى نشأت بعد الثورة واحتضنتهم، وأعادت تقديمهم مجدداً تحت رايتها، وغسلت سمعتهم السياسية. وبعضهم تنازل عن حقه فى الترشح وقرر ترشيح أحد أفراد عائلته كبديل له خشية عدم تقبل الناخبين لهم، أو تطبيق قانون العزل السياسى عليهم فيضيع بذلك كرسى البرلمان على العائلة وهو يمثل شرفاً وقيمة فى الصعيد يجب أن تصان! وهو ما جرى فى سوهاجوأسيوطوالمنيا، ينذر بأن الأمور لو سارت كما يخططون لها فإنهم سوف يحصلون على نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان المقبل! المنيا يقود اللواء «مصطفى توفيق» حملة ضخمة لترشيح أعضاء الحزب الوطنى فى المحافظة، بعد أن رشح نفسه عن دائرة ديرمواس على المقعد الفردى، بعد أن كان عضو مجلس الشورى السابق عن الحزب الوطنى.. ومعه «علاء حسنى» عضو الحزب الوطنى السابق وعضو مجلس الشعب الذى رشح نفسه مستقلاً وكذلك «صابر عبدالحكيم» مرشح الحزب الوطنى فى انتخابات عام .2010 فى حين تسلل عبر قائمة حزب الوفد فى المنيا «محمد عبدالحفيظ» وهو عضو مجلس الشعب السابق، ويخوض الانتخابات على قائمة المصرى الديمقراطى «أحمد زكى» فلاح وكان قد سبق له خوض المجمع الانتخابى للحزب الوطنى فى انتخابات مجلس الشورى الماضية، وعلى قوائم الحزب الدستورى الحر «زينهم فكرى لبيب» وهو عضو مجلس محلى وطنى سابق وعلى قوائم حزب الإصلاح والتنمية «محمود مروان» وهو مرشح سابق للحزب الوطنى فى انتخابات ,2010 فى حين رشح حزب الحرية المحامى «إيهاب رمزى» وكان قد سبق له ترشيح نفسه فى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى ولم ينجح، وأيضاً «عبدالوهاب مكرم عبداللطيف» فلاح عضو مجلس الشعب 2010 عن الحزب الوطنى ويخوض الانتخابات. وفى دائرة سمالوط يخوض «طلعت منصور» على قوائم الفردى وهو عضو حزب وطنى وعضو شورى سابق ومعه «على عبدالحميد الكيال» الذى خرج من المجمع الانتخابى للحزب الوطنى فى الانتخابات السابقة. واختار الحزب الدستورى الحر السيدة «سماح جاد» وهى عضوة سابقة فى الحزب الوطنى وخرجت من المجمع الانتخابى لانتخابات الشورى. أسيوط 10 أعضاء سابقين فى مجلس الشعب السابق على قوائم الوطنى رشحوا أنفسهم يقودهم «محمد عبدالمحسن صالح» الأمين العام للحزب الوطنى فى أسيوط لأكثر من 25 عاماً متواصلة وهو نفسه عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى وأمين لجنة المحليات ويخوض فى سبيلهم حربا شرسة من أجل وصول أعضاء الوطنى السابقين إلى مجلس الشعب، فقد افتتح «عبدالمحسن صالح» منذ شهرين ما يشبه غرفة العمليات فى أسيوط من أجل تشجيع أعضاء الحزب الوطنى على خوض الانتخابات البرلمانية وكانت خطة محكمة بتوزيع أعضاء الحزب الوطنى على عدد من الأحزاب سواء القديمة منها مثل حزب الوفد أو الحديثة مثل حزب الحرية والاتحاد والمحافظين وغيرها من الأحزاب، المهم أن تشمل هذه الأحزاب أعضاء الوطنى السابقين فى أول القائمة حتى يضمنوا نجاحهم وقام هو بترشيح نفسه مستقلا فى دائرة بزار قسم أول أسيوط وشجع «أحمد سعد أبو عقرب» نائب دائرة أبو تيج الذى اتهم فى الدورة قبل الماضية بأنه طالب بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وبعد تحقيقات تمت تبرئته من هذه التهمة وقدم أوراقه عن دائرة أبو تيج مستقلا وكذلك فعل «عمر هريدى» عن دائرة مركز شرطة البدارى بالإضافة إلى «مصطفى قرشى» فى ديروط وهو عضو مجلس شعب سابق عن الحزب الوطنى طوال أكثر من 30 عاماً. وضمت قائمة حزب الوفد كلاً من «كامل مكى» فلاح عن دائرة مركز شرطة أبو تيج و«خالد العمدة» قنا أبنوب، وترشح «محمد فواز» على قائمة حزب المحافظين و«حسام محمود هاشم» نجل الدكتور «محمود هاشم» عضو الحزب الوطنى فى انتخابات .2010 وعلى رأس قائمة حزب الحرية تقدم «منتصر مالك يعقوب» نجل العمدة «مالك يعقوب» عضو مجلس الشورى السابق عن الحزب الوطنى المنحل بعد أن أقنعه «محمد عبدالمحسن صالح» بضرورة ترشيح ابنه بعد أن كان عبدالمحسن فى الماضى هو الذى اختار العمدة مالك لمجلس الشورى فى الانتخابات السابقة. ويخوض «أحمد فتحى نعمان» عضو الحزب الوطنى ومجلس الشعب السابق عام 2005 و«جمال عبدالناصر» عضو الوطنى السابق و«محمد على رشوان» الانتخابات على المقاعد الفردية. وتدور عمليات تنسيق بين القوائم الحزبية فى أسيوط والمرشحين على المقاعد الفردية باستثناء الأحزاب ذات المرجعية الدينية والتى تستطيع أن تجد لها مكانة ثابتة فى الشارع. سوهاج يقود حازم حمادى عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى حربا شرسة من أجل توحيد صفوف مرشحى الوطنى على قوائم الأحزاب الأخرى من أجل الحصول على أكبر عدد من المقاعد وقام «مدحت عبدالآخر» عضو الحزب الوطنى السابق وعضو مجلس الشعب بترشيح نفسه على رأس قائمة حزب المحافظين وطارق عبدالحميد رضوان على رأس قائمة حزب الوفد وهو شقيق عبدالرحيم رضوان عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى وأيضا عبدالحليم العش عن حزب الإصلاح والتنمية وهو عضو مجلس شعب سابق وعبدالناصر البندارى عضو الحزب الوطنى فى الانتخابات السابقة وعبدالسلام قورة الذى يخوض الانتخابات مستقلا وكذلك عبدالفتاح قاسم. الغريب أن محافظة سوهاج تخوض الانتخابات فى جميع الدوائر بنفس الوجوه السابقة التى خاضت الانتخابات فى الدورات السابقة سواء فى انتخابات مجلس الشعب 2010 أو انتخابات الدورة التى قبلها فى عام 2005 وكأن شيئا لم يتغير اللهم إلا فى تغييرات بسيطة مثل قيام اللواء صبحى سليمان عضو مجلس الشعب السابق بترشيح شقيقه خليل واختيار عائلة وزير الثقافة الأسبق عبدالحميد رضوان لطارق رضوان خلفا لشقيقه عبدالرحيم رضوان عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى، أما باقى المرشحين فهم نفس الوجوه فى الانتخابات الماضية والتى يمثل الحزب الوطنى فيها أكثر من 90%. قنا أكد لنا أحمد عبدالغنى - أمين حزب الحرية بالمحافظة أن الحزب، الذى يضم عددا كبيرا من الفلول قرر أن يضع معتز محمد محمود على حسن رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب عن دائرة قوص السابق، وأحد كوادر لجنة أمانة السياسات قبل الثورة، والذى كان من قادة الوطنى المنحل وصار وكيلا عن المؤسسين ومتحدثا رسميا عن حزب الحرية ومن أنشط الرموز فيه على رأس قائمته الحزبية فى الدائرة الأولى «الشمالية» والتى تضم أيضا ترشيح محمود محمد السيد الشهير بمحمود جعبور من أبرز نواب الحزب الوطنى السابقين كما تضم قائمته الثانية هشام الشعينى نائب الحزب الوطنى المنحل السابق عن دائرته الرئيسية وماهر الدربى نائب مجلس الشعب السابق عن دائرة أبوتشت. الفيوم استكمل حزب الحرية اللعبة حيث يضم رموز العائلات من الفلول وقد اختار مرشحيه بعناية فائقة بشىء من السرية حتى قبل إغلاق باب الترشيح بلحظات مثلما كان يفعل الحزب الوطنى المنحل وكان أبرزهم اللواء أحمد عبدالتواب مفتش مباحث أمن الدولة بالمنيا - السابق ومصطفى الهادى عضو مجلس الشعب السابق وياسر سلومة وأحمد القويضى بجانب ربيع أبولطيعة وعبدالقادر الجارحى وأصغر مرشحة فى البرلمان عمرها أقل من 28 عاما جيهان عزام المستقيلة من حزب الوفد. بنى سويف تورط الوفد بإرسال قوائم تتصدرها أسماء كانت رموز الوطنى المنحل لخوض انتخابات الشعب والشورى من جهة، ومن جهة أخرى تقدم عدد من فلول الحزب الوطنى بأوراق ترشحهم فى محافظة بنى سويف أبرزهم الدكتور عبدالمجيد سليمان عضو مجلس الشورى لأربع دورات متتالية عن الدائرة الثالثة بنى سويف، ومحمد سيد عاصى، واللواء إسماعيل الزعيرى. القاهرة شهدت العديد من الدوائر الانتخابية فى شمال وجنوب ووسط العاصمة تحالف فلول الحزب الوطنى المنحل مع حزب الوفد الذى ضم العديد منهم، حيث تصدرت قائمته فى دائرة شرق القاهرة نائب الوطنى السابق عاطف الأشمونى وعلى نفس المنوال كان نائب الوطنى حشمت فهمى متصدرا قائمة حزب الوفد فى دائرة شمال القاهرة والنائب أكرم قرطام فى جنوبالقاهرة، أما فى وسط وغرب القاهرة فتصدر نائب الوطنى السابق مجدى محمود إبراهيم. الإسكندرية لجأ أعضاء الحزب الوطنى المنحل إلى اللجوء إلى المقاعد الفردية كمستقلين وكان فى مقدمتهم أعضاء الحزب الوطنى البارزين: عاطف مبروك وطارق طلعت مصطفى ومحمد عبدالمطلب وطارق محروس وجمال مهران وناجى عبدالعزيز وسعد علوانى وسمير البطيخى وزينب عطية وزينب فهيم! البحيرة كانت لعبة الوطنى المنحل واضحة لدرجة استفزت البعض حيث تسللت فلوله إلى تحالف الأحزاب الأخرى لترشيح أنفسهم من خلال قائمة الكتلة المصرية. البحر الأحمر استطاعوا أن يتسللوا من خلال حزب المواطن المصرى الذى رشح على قوائمه عددا كبيرا من فلول الحزب الوطنى فى المحافظة وضمت قوائمه مسئولين بالمحافظة وأعضاء سابقين فى الوطنى. الإسماعيلية شهدت عودة أعضاء الحزب الوطنى مرة أخرى إلى قوائم المرشحين أمثال النائب السابق سعيد شعيب ، عماد وأسامة عزازى وعماد السيد موافى فئات ومحمد عبدالسلام عمال ومحمد صقر عمال وعيسى زين العابدين عمال وعلى سليم عمال وجميعهم أعضاء بارزون فى الحزب الوطنى المنحل مما جعل أبناء الإسماعيلية يحتشدون من أجل إسقاطهم حتى لا يعودوا إلى مقاعدهم التى جلسوا عليها فترات طويلة. دمياط تقدم عدد من فلول الحزب الوطنى المنحل بمحافظة دمياط هم سمير محمد سعيد التلبانى عمال الدائرة الثانية حزب وطنى منحل على المقعد الفردى لمجلس الشعب وسامى محمد سالم عمال الدائرة الثانية حزب وطنى. الدقهلية أصر اثنان من قيادات الوطنى المنحل وهم وحيد فودة وهيرماس رضوان على خوض الانتخابات وحشد أنصارهما بالأموال.
