الحاكم الميكروفون نهاية القذافي هي درس لحكام الحناجر، هؤلاء الحكام الذين يستخدمون الميكروفون في حكم الشعوب، يطالب الشعب بالغذاء فيقدم الحاكم الوعود، تطلب الجماهير الحرية فيقدم لهم الأمنيات والكلام المزوق، هؤلاء الحكام لا يوفرون الطعام والشراب والديمقراطية لشعوبهم، هم يوفرون فقط السماعات لتسمع الشعوب أصواتهم وهم يتحدثون فيصف الواحد منهم نفسه بأنه الأقوي ويصف دولته بأنها الأعظم ويصف شعبه بأنه الأسعد، وفي النهاية يواجهون المصير المؤلم وعندكم في القذافي الأسوة والمثال!
فنانة صحيح الفنان في الغرب حاجة ثانية، الفنان ليس مضحكا للسلطان ولا ظلا للحاكم يمشي خلفه ويهتف باسمه ويطبل ويزغرد يرش الملح ويطلق البخور ويصدح بالغناء ويتحنجل في الرايحة والجاية، الفنان هناك ضمير للمجتمع وياويل الفنان لو خالف ضميره أو باع مبادئه أو احتفظ برأيه في الثلاجة أو فتح مخه ومشي في ركاب الحاكم.. الحكام زائلون ولا تحتفظ ذاكرة الشعوب بصورتهم طويلا في حين تحتفظ بألبومات الفنانين وتحاسبهم حسابا عسيرا. أقول هذا وأنا أتابع بإعجاب المعركة التي تخوضها الفنانة الأمريكية العالمية سوزان ساراندون التي وقفت في وجه البابا المنحاز إلي الحكام ضد شعوبهم. سوزان ساراندون من الفنانين القلائل الذين يساندون القضية الفلسطينية والحق العربي ومن هناك جاء الإعجاب والتقدير.
حكومة العذاب من المؤكد أن الحكومة تستعذب العذاب وتحب أن تخلق المشاكل لتعاني منها بعد ذلك، وآخرها ذلك القانون العجيب الذي أطلقته علينا واسمه قانون السلطة القضائية الذي يبيح للقاضي أن يحبس المحامي الواقف أمامه في المحكمة، القانون لن يمر أبدا وسوف تتراجع الحكومة التي تستعذب العذاب وتخلق المشاكل وتثير الغضب في كل مكان. الأب الشرعي لو كان للثورات آباء شرعيون.. فمن المؤكد أن الفنان حجازي هو واحد منهم بفضل رسومه التحريضية الجميلة التي تدعو للثورة والغضب. بالأمس غاب حجازي.. وقد تصورت لفرط سذاجتي أن عزاءه سوف يعج بالثوار والحكومة والمجلس العسكري والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.. إلا أنهم غابوا جميعا واقتصر العزاء علي أصدقاء وأقارب ومحبي الفنان المبدع.. وأعتب بشدة علي أسامة هيكل الذي يحمل صفتين.. صفة الصحفي.. ثم إنه وزير للإعلام يعرف تماما حجم حجازي وأهميته لفن الكاريكاتير. عمنا حجازي الجميل.. وداعا.. وإلي لقاء. شركات البيه المحافظ يحتاج البيه محافظ القاهرة إلي دخول المدرسة من جديد لتعلم ألف باء إدارة. هو يؤكد أن فسخ العقود مع شركات النظافة الأمريكية يعرض مصر لغرامات دولية، ينسي المحافظ أن العقود مع الشركات الأجنبية تنص علي قيام الشركات بواجبها في النظافة وإذا تقاعست فهناك عقوبات علي رأسها فسخ العقود وحبس المتسببين. من الواضح أن البيه المحافظ لم يذاكر هذه العقود جيدا ولذا لزم التنويه.