بدون إدارة مستقرة وأموال نجح الزمالك لأول مرة منذ سنوات طويلة فى عقد صفقات ذكية ومؤثرة بعد ثورة تصحيح شاملة قادها باقتدار المعلم «شحاتة» كشفت إلمامه عن بعد بأمراض الزمالك المزمنة وأورامه الخبيثة التى أبعدته عن المنافسة فترة ليست قصيرة. ثورة شحاتة لم تكن بدون قادة رغم تخبط الإدارة، بل وراءها أب روحى وهو جلال إبراهيم نفذها مجلس قيادة اعتمد على تحركات عبدالله جورج ومناورات خارجية من خلال عضو المجلس السابق عمرو الجناينى وداخلية لطارق غنيم وتحرك كل هؤلاء على هامش سمعة «شحاتة» المدوية ورغبة النجوم فى التعامل معه والاقتداء به.. هؤلاء - وفى حدود المتاح - نجحوا فى التعاقد مع عناصر مرغوب فيها ومطلوبة للفريق. نظريا أصبحت قائمة الزمالك لأول مرة مكتملة وخالية من الثغرات، لكنها فى الشق العملى تتضمن ألغاما قابلة للانفجار وقنابل موقوتة تحمل أسماء «ميدو» و«زكى» و«شيكا» و«أحمد حسن» و«عبدالواحد السيد» و«حازم إمام» فالسداسى الموهوب يمثل كل لاعب فيهم فريقا بمفرده، وفى الوقت نفسه ليسوا فى حاجة إلى طبيب نفسى يحافظ على توازنهم وعطائهم الفنى فقط، بل مستشفى أمراض نفسية حتى يتعافى الفريق ويتجاوز انكساراته. شارة الكابتن أول الألغام الصعبة التى يواجهها «شحاتة» هو اختيار قائد وكابتن للفريق، وهو المنصب الذى قد يراه البعض محسوما للحارس الدولى عبدالواحد السيد بحساب الأقدمية المعمول به، لكنه يتطلب إعادة الحسابات مرة أخرى فى حضرة «ميدو» و«أحمد حسن» و«شيكابالا» ومعهم «أحمد سمير» فهل ينحاز «المعلم» لتاريخ الصقر والعميد المنتظر وكيف سيواجه طموحات «ميدو» صاحب الفتوحات الأوروبية، وصاحب الاسم الكبير المهدى والمنتظر «شيكابالا» وما هو موقف «أحمد سمير» أمام هذا المأزق الحساس الذى لابد من حسمه قبل قص شريط الموسم. ميدو مشاكل «ميدو» وهو أحد أطراف ملف «الكابتنة» سيكون اللغم الثانى فى الزمالك فإذا كان «المعلم» قد أعلن احتضانه ل «ميدو» بعد الأزمة الشهيرة بينهما وتعهد بمساعدته مازالت علاقته المتوترة والملتبسة مع «عمرو زكى» مستمرة رغم عدم وجود ما يستدعى ذلك وغرابة فصول النزاع نفسه بينهما. أزمة «ميدو» الأكبر فى اندفاعه فى تصريحات فنية وغير فنية بعضها غير مسئول وكأنه المتحدث الرسمى للفريق، مثل هجومه على الكومى أو التصريح بأن الزمالك عائد فمن المهم أن يعود هو بقوة أولا فكل هذه الأمور قد تصرفه عن التركيز والعودة للفورمة العالمية التى يأمل الزملكاوية أن يروه بها والتى تجعله يكتب تاريخا جديدا له مع ناديه الذى يعشقه بعد جولاته غير المسبوقة فى الملاعب الأوروبية والتي تضعه «عميدا» لنجوم الاحتراف فى مصر. إن حل أزمة «ميدو» يتلخص فى التركيز فى الملعب الذى لابد أن يكون هو المتحدث الرسمى فيه. شيكا أزمات! تأتى مشاكل «شيكابالا» إحدى القنابل الموقوتة فى الزمالك أزمة «شيكا» لا تختلف عن «ميدو» فلابد أن يتحلى «شيكا» بفضيلة التركيز فى الملعب وغلق ملف الاحتراف مؤقتا بعد قراره بالبقاء مع الفريق ونجاحه فى تحقيق هذه المعادلة الصعبة سيكون بداية تحقيق حلمه فى الاحتراف بأكبر أندية أوروبا وبسعر يفوق ما يضعه لنفسه نتيجة الوقوع فى مصيدة الأزمات! ركبة زكى! من السهل أن يستعيد عمرو زكى ذاكرة المهاجم الأول فى مصر بالإخلاص فى الملعب، وهى الصفة التى وضعته فى مصاف هدافى العالم وقت وجوده فى الدورى الإنجليزى، ولن يتحقق هذا سوى بالتركيز وتهميش طموحه فى الاحتراف مرة أخرى وتحدى متاعب ركبته التى ساهمت فى تراجع موهبة كبيرة بحجم عمرو زكى. إن مشاكل «عمرو» لهز الشباك محسومة هذه المرة بعد تدعيم الفريق بعناصر مساعدة وقوية ستكون دعماً له لاستعادة بريقه مرة أخرى. حازم الثورة اللغم الأخير فى ملعب الزمالك هو «حازم إمام» صاحب الإمكانيات والمهارات النادرة التى لم تستغل أو يستفيد منها ناديه.. أزمة «حازم» تتلخص فى أنه يفكر كثيراً أن يأخذ ولا يعطى لدرجة أن حجم ما حصل عليه من النادى لا يتناسب مع عطائه أو موهبته، ولعل وجود «المعلم» هو الفرصة الأخيرة له ليكون عند حسن ظن من يثقون فى مهاراته وموهبته.. وحازم فى حاجة إلى شغل «معلمين» فعلا ليعرف متى يراوغ ومتى يمرر وتجريب مهارة اللعب من لمسة واحدة قبل التفكير فى الأموال. أشغال شاقة إن أمام المعلم «حسن شحاتة» أشغال شاقة فنية وإدارية ونفسية أبرزها جماعية الأداء داخل أسوار بيته فى ميت عقبة ونجاحه فى ترويض النجوم سوف يضاعف من حجم أسطورته كأفضل مدرب فى تاريخ أفريقيا.. إنها الضريبة التى سيدفعها لبيته القديم خصوصاً أن المشهد القادم يقول أن الزمالك فى طريقه الصحيح بدماغ «شحاتة» بعد نجاحه فى تكوين فريق قوى قادر على تحقيق طموحات وآمال جماهيره وبعد أن شطب «المعلم» لأول مرة منذ 7 سنوات تقريباً على الفهلوة والمحسوبية فى خيارات تدعيم الفريق وإصدار قرارات عزل كروى لعدد من اللاعبين غير المؤثرين وإعادة عدد من نجوم الزمالك أمثال «الميرغنى» و«حجاب» وذكاؤه فى الإبقاء على عناصر أخرى موهوبة مثل علاء على وصبرى رحيل وإضافة عناصر شابة تحت السن سواء فى قائمة الناشئين أو المعارين مع نجوم المستقبل «إبراهيم وجابر وحسن يوسف وتوفيق» وضمه لمراكز مهمة افتقدها النادى طوال السنوات الأخيرة بدأت بهانى سعيد وحسين حمدى «خليفة حمدى نوح» فى الزمالك وأحمد حسن العميد المنتظر وصلاح سليمان إلى جانب اختراع «قطة» الذى ربما يعيد للأذهان تجربة «جدو» والثنائى الأفريقى كريم الحسن والسفاح البنينى رزاق وما خفى يا معلم من صفقات كان أعظم.