سكت دهرا.. ونطق هذه المرة حقا. أتحدث عن مجلس إدارة الزمالك المعين بعد «ضربة المعلم» بإصدار قرار تعيين حسن شحاتة مديرا فنيا وهو ما انفردت به «روزاليوسف» قبل أسبوعين بعد صدمة جمهوره لفقدان أسهل بطولة ربما هى فى تاريخه. عبقرية القرار الفريد من نوعه لهذا المجلس «الطيب» أنه جاء فى الوقت المناسب ليس بسبب فشل حسام حسن فى قيادته لأنه نظريا حقق نقلة كبيرة للفريق من المركز الثالث عشر إلى الأول مؤقتا.. بل لإنقاذ الزمالك و«حسام» معا من صدمة التنازل عن درع الدورى. حسن شحاته هذا المجلس «الوديع» بقيادة المستشار جلال إبراهيم وقف متفرجا ومتابعا طوال فترة ولايته على مشاكل الزمالك التى لا تنتهى أبدامن الأزمة المالية وحمل شعار «تبرعوا من أجل الزمالك» إلى عقود نجومه ومن عُقد اتحاد الكرة ولجانه الفاتنات «مسابقات - تحكيم - شئون لاعبين» إلى كارثة قيد «ميدو» المخجلة، المجلس وقف وراء الأحداث مراقبا وشاهدا وترك حسام وإبراهيم بمفردهما لإدارة هذه الأزمات وكانت «الكلمة كلمتهم والشورى شورتهم» وفوقها تركة ثقيلة تتألف من عناصر فاشلة فى الفريق ونجوم مستهترة ليفقد فى النهاية التركيز فى أصعب المراحل بالدورى وتطير البطولة كالعادة! قرار المجلس وسط هذه البانوراما من الأحداث كان هو الأقوى والأصعب طوال فترة إدارته للنادى العريق بعد أن تناول أعضاؤه فجأة حبوب الشجاعة، الأصعب لأنه يطيح بحسام وجهازه الذين جاءوا بناء على طلب الجماهير، والأقوى لأن القادم هو المعلم «شحاتة» بعد نجاحات أسطورية مع منتخب مصر لن تتكرر بسهولة، ولعل انقسام الجماهير وحتى المجلس فى اتخاذ قرار الإبعاد والتعيين يلخص حبهم الأفلاطونى لشحاتة وعشقهم للعميد. خبرات «المعلم» تقول إن مهمته مع ناديه المفضل ستكون هى السهل الممتنع لوجود توليفة نادرة من «النجوم» سواء الصغيرة الذين اكتشفهم حسام وهم قوة كبيرة ومستقبل الفريق فى مقدمتهم محمد إبراهيم وعمر جابر وحسن يوسف ومحمود البدرى وقطاوى وويا وهم فى حاجة حقيقية لشغل «معلمين» إلى جانب جيل الوسط وعلى رأسهم حازم إمام وهو مشروع نجم كبير معطل وعلاء على وصبرى رحيل وإبراهيم صلاح وعرفات والميرغنى.. وحجاج وحجاب وبوجي «المعارين» حتى أحمد غانم وهو فى حاجة إلى «تضبيط» المعلم، فوق كل هؤلاء شيكا ومحمدى وعمرو زكى وجعفر وفتح الله وسمير وعبدالشافى ومعهم حمزة إذا عاد وميدو والثنائى الأخير فى حاجة لسماحة وطيبة شحاتة وأيضا جدية النجمين ورفع شعار «بلاش نتكلم فى الماضى»، وهذا سيحسب للمعلم فى النهاية بجانب ترشيحاته لنجوم يمثلون إضافة حقيقية للفريق بعيدا عن عبقريات «الصفتى» المعلم والعميد وميدو ... عشق الزمالك هل يمسح اثار الماضى و«أبوكونية» والفتى الوسيم «حسن مصطفى» وربما يسترد معه «عودية» ذاكرة المهاجم الذى كان يتمناه حسام. إن «كاريزما» حسام التى أعادت الجماهير إلى المدرجات بالشعارات واللافتات التى شطبت على بريق النجوم، لن يفقدها الزمالك فى مشواره القادم لتمتع شحاتة بنفس المواصفات الأسطورية للمدير الفنى النجم لاعبا ومدربا ويتفوق شحاتة الأستاذ على تلميذه حسام بالثبات الانفعالى كان وراء أزمات حسام وانكساراته فى الملعب وخارجه، فى حين يتمسك شحاتة بفضيلة الصمت والرد فى الوقت المناسب بالملعب والقدرة على الامتصاص والهضم والرد بالنتائج والأداء تماما كما كان يفعل عندما جعل «الشبكة تتكلم» بأهدافه البديعة كمهاجم قدير ومهندس لخط الوسط حتى عندما لعب ك «ليبرو» فى مشواره مع الزمالك وربما يكون هذا من أسرار إصرار «شحاتة» على اللعب ب «الليبرو» بعكس الطريقة التى كان يعتمد عليها حسام بعناصر مغيبة ومتخاذلة! الزمالك والمعلم تاريخ طويل يراهن قادة الزمالك بحسن شحاتة لتجاوز أخطاء العميد والرد فى الملعب، ولكن كل هذا لن يتحقق إلا بقلب أبيض وبفتح صفحة جديدة مع الجميع.. شحاتة الحاصل على 3 بطولات أمم أفريقية صاحب الاسم المدوى فى أفريقيا والمصنف فى قائمة أفضل عشرة مدربين على مستوى العالم ف2010، هل يستطيع الفوز بالدورى المصرى بعد أن حصل عليه كلاعب مع الزمالك فى العصر الجميل؟.. هذا ما ينتظره شعب الزمالك من أجل منافسة نظيفة تليق بالكرة المصرية.