لطفي لبيب هل ضبطت نفسك متلبساً بحب البطل الثانى فى العمل الفنى أكثر من النجم الأول الذى من أجله دفعت ثمن التذكرة لمشاهدة الفيلم السينمائى!! فى حياتنا الفنية نجوم يتركون بصمة لاتمحى رغم أن أسماءهم لاتتصدر أبداً مقدمة الأفيش أو التترات من الجيل القديم أتذكر مثلاً «عبد الفتاح القصرى»، «عبدالسلام النابلسى» «زينات صدقى»، «نبيلة السيد».. فى هذا الجيل يصعد على الفور اسم لطفى لبيب!! الممثل الكوميدى خفيف الظل حاضر البديهة «لطفى لبيب» الذى تشاهده فى العديد من المسلسلات الرمضانية لهذا الممثل لمحات لاتنسى فى التعقيب على كل ما يجرى فى حياتنا وهو دائم السخرية حتى من نفسه فهو صاحب عبارة كل النساء جميلات إلا ما كتبه الله لنا.. وعندما نسأله عن الدور الذى يؤديه الآن فى أى عمل فنى يجيبك قائلاً: ألعب دور ثانى أكسيد المنجنيز» على أساس أن هذا العنصر يلعب دوراً مساعداً فى التفاعلات الكيميائية وأغلب الأدوار التى يؤديها «لبيب» سواء فى السينما أو التليفزيون تنتمى إلى طبيعة ثانى أكسيد المنجنيز.. هذا هو رأيه وليس رأيى أنا!!! والحقيقة هى أن «لطفى لبيب» ينتمى إلى قبيلة هؤلاء الفنانين الذين يبدأون حياتهم فى أدوار صغيرة ثم ينتقلون إلى الأدوار الرئيسية إلا أنهم فى العادة لايصلون إلى مصاف نجوم الصف الأول.. فلسفتهم فى الحياة أنك اليوم ربما تكون مطلوباً وبإلحاح، لكن الغد غير مأمون العواقب وكأنهم يرددون مع «عمر الخيام» فى رباعياته التى غنتها «أم كلثوم» غدا بظهر الغيب اليوم لى وكم يخيب الظن فى المقبل» ولأنهم يخافون من الغد.. فإنهم لهذا يمسكون بكل الأدوار التى تأتى إليهم يتفاوت مستواهم الفنى بسبب كثرة تفاعلهما مع العدد الضخم من هذه الشخصيات!! بعضهم تعود التعامل مع العمل الفنى على السطح مجرد أنه يقدم دوراً ويتعاطي أجراً.. ورغم ذلك فلو سألتنى عن أفضل دور ثانٍ لفنان فى أفلام الصيف فسوف أقول لك وأنا مطمئن إنه بلا جدال «لطفى لبيب» فى فيلم «إذاعة حب»، وكان هو أيضاً أفضل ممثل دور ثانٍ العام الماضى فى فيلم «عسل أسود».. ورغم ذلك فإن هؤلاء الفنانين متخمون بالعديد من الأدوار ستجد أن «لطفى لبيب» يشارك ربما هذا الموسم فى خمسة مسلسلات رمضانية.. أتصور أن الفنان لايستطيع أن يعيش فى نفس الوقت كل هذه الشخصيات.. الممثل عندما يقدم فى السينما مثلاً لقطة لاتتجاوز نصف دقيقة فهذا لايعنى أن معايشته الشخصية والموقف الدرامى هى فقط زمن تصوير اللقطة.. مانراه هو حصيلة معايشة سابقة تمتد لساعات.. دائماً يحتاج الفنان إلى مساحات من الفراغ الزمنى لاينشغل فيها إلا بدور واحد يصحو وينام عليه.. ورغم هذه التخمة الدرامية إلا أنك قد تجد مع هؤلاء الموهوبين لمحات تعبيرية، خاصة مثل التى يتمتع بها «لطفى لبيب».. إنهم العناصر الأصلية فى التفاعل الدرامى وليسو أبداً مجرد «ثانى أكسيد المنجنيز»!! سألته مرة متى تعتزل الفن؟ أجابنى لم يخطر ببالى أبداً فكرة الاعتزال أنا أتمنى أن أترك لأولادى وأحفادى أكبر عدد من الأدوار السينمائية والتليفزيونية يفخرون بها أمام أصدقائهم حتى بعد أن أغيب عن الحياة أظل أتنفس بينهم على الشاشة!!