بمجرد أن تستمع إلي عبد المطلب وهو يردد رمضان جانا وفرحنا به تعيش مباشرة أجواء رمضان.. عدد محدود جدا من نجوم الدراما صاروا هم أيضا من طقوس الشهر الكريم. مؤخرا أصبح الخالدان «الصاوي» و«صالح» مثل البلح والياميش والفوانيس.. في كل الاستفتاءات القادمة لاختيار أفضل المسلسلات الرمضانية ستجد أن «خاتم سليمان» خالد الصاوي و«الريان» خالد صالح يتنافسان علي المركز الأول.. ولم تكن هذه هي المرة الأولي.. وعلي مدي أربع سنوات متتابعة دائما ما يحظي الخالدان بتلك المكانة!! قبل أن يبدأ شهر رمضان بأيام قليلة كنت قد شاهدت الحلقة رقم «25» من مسلسل «أم كلثوم»، بالطبع تابعت المسلسل كاملاً عندما عرض قبل 11 عاماً ولكني هذه المرة وجدت نفسي منجذباً إلي تلك الحلقة.. كان فيها «خالد صالح» يقف لأول مرة أمام الكاميرات في التليفزيون حيث يؤدي دور الشاعر الكبير «مأمون الشناوي».. كان «خالد الصاوي» قد سبقه بخطوات قليلة فأسندت له المخرجة «إنعام محمد علي» دوراً أكبر في مساحته حيث أدي شخصية الصحفي الكبير «مصطفي أمين».. تتبعت الخالدين في المساحة القليلة لهما في تلك الحلقة ثم قفزت 11 عاماً لأجدهما في رمضان 2011 قد صارا يقفان في مقدمة الصف بين جيلهما علي الشاشة الصغيرة بعد أن أصبحا نجمين بحالة إبداعية مميزة علي الشاشتين الصغيرة والكبيرة. المواصفات المتعارف عليها والتقليدية للنجم لا تنطبق علي أي منهما إلا أنهما استطاعا أن يفرضا قانونهما الخاص علي الوسطين السينمائي والتليفزيوني.. قرأت أكثر من مرة أن الخالدين - الصاوي وصالح - سوف يجتمعان قريباً في فيلم واحد واستبشرت خيراً فهما من أكثر النجوم قدرة علي الانتقاء الفني وبداخلهما صوت الممثل يعلو دائماً علي صوت النجم.. لديهما في هذه الرحلة إخفاقات ولا شك إلا أننا بصدد فنانين نحترم توجههما.. أتصور أنهما قد حسما معركة النجومية بمدلولها القاسي والقاصر الذي يعني اختيار فيلم أو مسلسل مصنوع فقط علي مقاسهما.. كل منهما لديه قدرة علي الانتقاء ولا يقف فقط منتظراً البطولة.. مثلاً «خالد الصاوي» شاهدته في فيلم «الكبار» بطولة «عمرو سعد» قدم دوراً مميزاً بينما «خالد صالح» لعب دوراً رئيسياً في فيلم «ابن القنصل» بطولة «أحمد السقا».. نعم كل منهما تعرض عليه البطولة مثلاً «الصاوي» لعب مؤخراً بطولة فيلم «الفاجومي» إلا أنني أعتقد أن مساحة الاختيار تتيح لكل منهما أيضاً أن يقف بجوار نجم جماهيري مثل «حلمي»، «السقا»، «كريم» لاقتناص دور ليس بالضرورة يشغل المساحة الأكبر علي الشاشة ولكنه بالتأكيد يظل يحتل مساحة في الذاكرة!! بدايات «خالد الصاوي» و«خالد صالح» كانت لافتة جداً في أدوارهما الصغيرة.. أتذكر مشهداً في فيلم «محامي خلع» بطولة «هاني رمزي»'' كنت حاضراً مع كل من الراحل الكاتب الكبير «عبد الحي أديب» والمخرج الكبير «توفيق صالح» والناقدة الكبيرة «ماجدة موريس»، وذلك في أحد اجتماعات لجنة المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة المصرية وفجأة شاهدنا لقطة واحدة لخالد صالح يؤدي دور قاض قلنا جميعاً في نفس اللحظة كيف لهذا الممثل الناشئ أن يمتلك كل هذه الطاقة التعبيرية؟.. بعدها شاهدنا «خالد الصاوي» في مشهد مع «أحمد حلمي» في فيلم «كده رضا» في دور الطبيب النفسي مع ملك الكوميديا الجديد استطاع «الصاوي» أن يصبح هو ملك الضحك في هذا المشهد.. في فيلم «الفرح» قدم «خالد الصاوي» مشهداً لا ينسي بعد أن علم بموت أمه فكان يبدو في أدائه الدرامي وكأنه يجسد بيت الشعر الشهير «كالطير يرقص مذبوحاً من الألم».. الخالدان «الصاوي» و«صالح» هما سر الحلقة رقم 25!!