الحمد لله أننا لا نحيا فى الفلبين، لأن خبرا مثل الذى نشر الأسبوع الماضى لو ظهر فى صحفنا المصرية لكان دليلا لا يدحض على أن القيامة قامت منذ شهرين ونحن لم ننتبه. الخبر السيريالى جاءت صياغته هكذا رئيسة الفلبين جلوريا أوريو تعلن الحداد عشرة أيام لوفاة الرئيسة السابقة كورازون أكينو هل لاحظتم الكارثة يا أهل الله؟؟.. رئيستان فى جملة واحدة لا يفصلهما إلا خمس كلمات.. لو بقى منكم أحد لم يصب بالسكتة الدماغية فله أقول: لا يا أخى والله، ليست الفلبين دولة مقصورة على النساء كما قد يتبادر إلى ذهنك بعد هذا الهذيان المكتوب بالأعلى، إذ يبدو لى أحيانا أن بها رجالا، أما كيف قبل هؤلاء (الرجال) أن تحكمهم امرأتان لا تملك إحداهما سلاحا نوويا تهدد به المواطنين فشىء يحتاج إلى أرشميدس لكى يجد جوابه.. صحيح أن المرأة الفلبينية داخل المجتمعات العربية أشهر وأنجح مهنيا من الرجل الفلبينى (لأسباب لا تخفى على أحد) لكن أن يصل بها الطموح إلى أن تصل إلى كرسى الرئاسة وسدة الحكم فهذا جنون لا يمحوه عقل.. والله قد صدق العرب القدماء عندما أسموا الفلبين جزر الواق واق، ونسبوا إليها كل عجيب وغريب، كقولهم أن ثمر أشجارها كل عام نساء بدلاً من الفاكهة (وهو خبر أقرب للتصديق من وجود رئيستين فى جيل واحد). شىء عبثى كهذا لن يحدث عندنا لأننا رجال بحق ونعرف قصور المرأة عن كل صفات القيادة.. بل إن رجالنا لو فنوا أجمعين نتيجة مرض كروموزوومى غامض فلن تجسر امرأة عربية واحدة على أن تتقدم خطوة نحو القصر الرئاسى، لأنها تعرف حقيقة الحياة الخالدة: إن عمل المرأة الأسمى هو غسل الأطباق فى نهاية اليوم، سواء كانت هذه المرأة زوجة أو خادمة آسيوية. ملحوظة أخيرة لمن لم يمت غيظاً: الرئيسة الفقيدة جاءت إلى الحكم عن طريق انتفاضة شعبية وانقلاب عسكرى.. انقلاب عسكرى تقوده امرأة.. طاب مساؤكم وأترككم مع أغنية جيمس براون