لفت نظر عواجيز الفرح فى صحف النميمة بأمريكا أن الصور الفوتوغرافية القليلة التى سمحت عائلة كلينتون بنشرها لزفاف ابنتها «تشيسلى» من «مارك مازفينسكى» خلت تماما من أفراد عائلة العريس. وكان ذلك دافعا لهم للبحث والتحرى والتنقيب فى الصندوق الأسود للعائلة وبالفعل عثروا على مادة ثرية من الفضائح. والد العريس نصاب محترف.. ووالدته نشرت غسيل العائلة القذر على الملأ ورفضت مساندة زوجها فى محنته أمام المحاكم وخلف قضبان السجن. وعمه الذى تتبرأ عائلته اليهودية منه لأنه ينكر مزاعم اليهود والإسرائيليين بأحقيتهم فى أرض فلسطين. صورة الزفاف الرسمية التى وزعت على وسائل الإعلام العالمية يظهر فيها والد العروس الرئيس الأسبق «بيل كلينتون». وابنته العروس تشيسلى ووالدتها هيلارى وزيرة الخارجية وفى أقصى الصورة العريس مارك ينظر بطرف العين ربما إلى والده الجالس أمام منضدة جانبيه مع والدته بعيدا عن أضواء الكاميرات. ومثل أى شىء تخطط له بدقة وتجرى أحداثه بسرية تامة قررت هيلارى كلينتون إخفاء أفراد عائلة العريس عن وسائل الإعلام حتى لا تثار الفضائح عن عائلة مازفينسكى قبل إجراء حفل الزفاف. قط وفأر/U/ العريس مارك البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما نشأ بين عشرة أشقاء وشقيقات فى عائلة ظلت تتظاهر بالسمعة الحسنة وتقيم فى منزل فاخر فى ضاحية «مين لاين» بولاية «فلاديلفيا» وأجادت العائلة لعبة القط والفأر مع وسائل الإعلام الأمريكية عندما يكون لديهم ما يفتخرون به يدلون بالأحاديث الصحفية ويلقون الخطب الحماسية. وفى أزمات الفضائح يتوارون عن الأنظار. بداية قصتهم مع «مارجورى مارجوليس مازفينسكى» خريجة جامعة بنسلفانيا بدأت حياتها المهنية محررة أخبار فى شبكة (إن.بى.سى) بولاية فيلادليفا وكان ذلك فى عام 1970. فى تلك الفترة وبعرض وتأثر من تقرير قامت بإعداده أصبحت أول سيدة عزباء فى العالم تتبنى طفلين أجانب أبناء شرعيين لها وبذلك سبقت الممثلة أنجيلينا جولى فيما أقدمت عليه بعدها بثلاثين عاما. فى تلك الفترة تعرفت على من أصبح زوجها إدوارد مازفينسكى ابن عائلة تجار يهود هاجروا من أوكرانيا وعضو الحزب الديمقراطى فى الكونجرس عن ولاية «إيوا» مطلق وأب لأربعة أبناء. وتزوجها فى عام 1975 وأنجبا ولدين «مارك» و«أندرو» ثم قاما بتبنى ثلاثة أطفال آخرين من فيتنام وجرى تهويدهم وفق الشريعة. وانتمى الاثنان إلى معبد لطائفة اليهود المحافظين. وكانا مشاركين ناشطين مع أعضاء الجالية. الخطأ الأكبر/U/ وفى لقاء صحفى لمارجورى مع مجلة جويش وييكلى قالت إنها وزوجها إدوارد اختارا الانضمام لطائفة اليهود المحافظين كحل وسط بين انتمائها العائلى لطائفة الإصلاحيين وزوجها لليهودية الأرثوذكسية. وعلى مدار دورتى عضوية فى الكونجرس كان الأب إدوارد من المؤيدين بشدة لإسرائيل بينما شقيقه «نورثون» أستاذ علم التاريخ استقال من جامعة «كونتيكيت» للاهتمام يدحض المزاعم الصهيونية بحق اليهود فى الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية. وبحلول عام 1976 بدأ الانهيار فى مساره السياسى حيث فشل فى الاحتفاظ بمقعده فى الكونجرس وفيما بعد محاولاته لشغل منصب المدعى العام بولاية بنسلفانيا لذلك توجه إلى عالم المال والأعمال. وسيتضح فيما بعد أنها كانت غلطته الكبرى.. وزوجته مارجورى التى فازت بمقعد فى الكونجرس عن الحزب الديقمراطى بولاية بنسلفانيا فشلت فى الاحتفاظ به فى الانتخابات التالية. وعندما حاولت مرة أخرى التنافس على المنصب بعد عشر سنوات كان سقوطها مدويا إثر تفجر فضيحة قضية النصب والاحتيال التى ارتكبها زوجها. أول لقاء بين «تشيلسى كلينتون» ومارك مازفينسكى كان فى عام 1993 أثناء انضمامها لدوره إعداد القادة فى الحزب الديمقراطى والتى عقدت فى مدينة كيت هيلتون هود بولاية كارولينا الشمالية. وكان عمرها ستة عشر عاما ومارك فى الثامنة عشرة من عمره. وبعد مضى عدة سنوات تقاطعت طرق الاثنين بعد أن أصاب تشيلسى الإعياء من التجوال بين الجامعات حتى تقبل بإحداها.. وعرض عليها الشاب «مارك» أن تصطحبه فى جوله بجامعة ستانفورد التى يدرس بها ولا يبعد مقرها عن مدينة «سان فرانسيسكو» الجامعة العريقة التى انشأها حاكم ولاية كاليفورنيا تخليدا لاسم ابنه الوحيد. واختارت تشيلسى أن تبدأ الدراسة بها وفى ذات العلوم التى تخصص فيها «مارك» التاريخ والاقتصاد. مارك النصاب/U/ منذ تلك الفترة وحتى الآن تلتزم الأم «مرجوليس» بعدم الحديث عن علاقة ابنها بابنة الرئيس السابق كلينتون لوسائل الإعلام. وذات مرة سألوها عن دوافع تشيلسى فى اختيار جامعة ستانفورد للدراسة لتوثيق علاقتها «بمارك» وجاءت إجابتها ممزوجة بمكر ودهاء نسائى وقالت:«لو قلت إن تشيلسى اختارت تلك الجامعة من أجله فتلك إهانة لأية فتاة أياً كانت. وكيف يكون ذلك ونحن نتحدث عن ابنة رئيس أمريكى أسبق ووزيرة خارجية حاليا؟ واتخذ الأب إدوارد موقفا مغايرا تماما من زوجته حيث ظل ولفترة قريبة من ادعاء علاقته الوثيقة بالزوجين كلينتون وكان ذلك بوابة عبوره للاستيلاء على ملايين الدولارات من أصدقاء وأقرباء لاستثمارها. ولم تكتشف عمليات الاحتيال التى قام بها عليهم إلا فى عام 2002 عندما اقتحم عشرة من وكلاء ال «إف. بى. آى» مزرعة العائلة وحملوا على الشاحنات ثمانين صندوقاً تحتوى أدلة تجريمه.. وأدين «أدوارد» بتضليل أصدقائه وأقرباء العائلة والاستيلاء منهم على عشرة ملايين دولار. وكان من بين ضحاياه الذين خسروا كل ثروتهم «حماته» وفى تعليق على القضية نشر فى صحيفة «نيويورك تايمز» إشارة إلى أن الأب استخدم الحساب البنكى الخاص بابنه مارك لإجراء التحويلات البنكية وذلك بدون معرفة الابن وفى عام 2008 أطلق سراح الأب من السجن الفيدرالى بعد قضاء عقوبة بالسجن خمسة أعوام. ومنذ ذاك الوقت وهو يخضع للمراقبة التى ستنتهى فى ختام العام القادم. ومازال سيف حكم المحكمة بتسوية مديونياته البالغ مقدارها 9.4 مليون دولار معلقا فوق عنقه. وقبل زفاف تشيلسى ومارك بأسبوعين أعرب عن ندمه عما ارتكبه من تجاوزات للقانون ووصف الزوجين مارك وتشيلسى بأنهما مفعمان بالحياة وينعمان بالدفء العائلى وهو الأهم من أى شىء فى الحياة، لكن هذا الدفء العائلى غير موجود فى عائلة مازفينسكى فوالدا مارك طلقا فى عام 2007. واستقلت والدته بحياتها تعمل محاضرة فى جامعة بنسلفانيا ورئيسة منظمات دولية ترعى النساء العاملات فى أرجاء العالم. من الأمور المثيرة للدهشة فى تلك العائلة أن الفضيحة المالية التى أدين فيها الأب لم تمنع الراغبين فى استثمار أموالهم وتسليمها للابن «مارك» الذى انتقل للإقامة فى نيويورك بعد انهاء دراسته الجامعية فى علوم العلاقات الدولية فى جامعة «أوكسفورد» ويعمل حاليا مستثمراً مصرفياً فى واحدة من أكبر وأقوى الشركات فى «وول ستريت». هذا الشاب الذى لم يعلم أن والده يقوم بتحويل ملايين الدولارات عبر حسابه البنكى الشخصى تتدفق ملايين الآخرين عليه الآن، وفى العام الذى أفرج عن والده من السجن الفيدرالى قام الابن مارك بشراء شقة فاخرة فى منطقة الجادة الخامسة بمنهاتن ولا تبعد مسافة كبيرة عن شقة تشيلسى الكائنة فى جرمرسى بارك وسعر تلك الشقة 3.8 مليون دولار. تشيلسى يهودية/U/ مارك الذى كان شخصية غير معروفة حتى وقت قريب تختلف تشيلسى عنه فالعالم تعرف عليها منذ كانت فى الثانية عشرة من عمرها عندما دخلت البيت الأبيض خلف والدها بعد انتخابه الرئيس الثانى والأربعين لأمريكا.. لكنها تتشابه معه فى معاناتها من الأزمات التى مرت على عائلتها، وخاصة فضيحة «مونيكا لوينسكى» المخجلة.. لكن الصحافة الأمريكية عموما تقف فى الصف الأول للدفاع عن تشيلسى. وقد كتبت سالى كلاسون كبيرة المحررين السياسيين فى صحيفة «بوست جاكت» أشهر صحيفة إخبارية فى بتسبرج بولاية بنلسفانيا تقول: نحن نختار أصدقاءنا بينما لا نختار عائلتنا، وظهر اهتمام شديد بقضية ما بعد زواج تشيلسى المسيحية من «مارك اليهودى» وتساءلوا: هل الحب بينهما سيكون دافعاً لتشيلسى التحول عن دينها واعتناق العقيدة اليهودية؟ وتوجه مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت فى لوس أنجلوس إلى الحاخام ديفين وولفى الذى قام بتزويج شقيقة مارك المتبناة وسأله: هل تعتقد أن تشيلسى ستنضم إلى قبيلة الشعب المختار؟. وجاءت إجابته تحمل فى طياتها كل الاحتمالات لكن ليس من بينها تحول مارك عن ديانته اليهودية. وتضيف سالى الأمر المؤكد أن مارك كان حريصا على إظهار يهوديته فى حفل الزفاف فيما ارتداه من شال الصلاة والطاقية الصغيرة السوداء.. وبإصراره على قيام حاخام يهودى بإجراء طقوس الزواج إلى جانب القسيس المسيحى. كانت عائلة كلينتون حريصة على منح وسائل الإعلام عدداً محدوداً من الصور الفوتوغرافية لحفل الزواج، لم يظهر فى أى منهما الأب إدوارد أو الأم مارجورى والعم وهو الشقيق الوحيد لوالد العريس لم يدع لحضور الحفل. وترجع الشائعات السبب فى غيابه إلى حالة القطيعة بين الشقيقين لأنه كان من الضحايا الذين خسروا أموالهم فى قضية النصب والاحتيال التى ارتكبها والد العريس. والسؤال الذى مازال يتردد وتنتظر وسائل الإعلام وصحف النميمة الإجابة عنه هو من سيكون الرابح فى عملية المصاهرة بين آل كلينتون ومازفينسكى؟.. وهل سيعاود والد العريس عمليات النصب والاحتيال مستثمرا تلك المصاهرة؟.. الأيام القادمة كفيلة بالرد على كل هذه التساؤلات.