على طريقة بركات ملك الحركات.. تعالوا ننتخب كابتن للثورة.. لأنه من غير المعقول أن نقوم بثورة دون أن يكون لها كابتن نعرفه ونتعامل ونحاور ونطرح التساؤلات ونناقش الفكر والموقف..! ومع أن الأمور مستقرة فى الأهلى.. وهناك كابتن للفريق معروف ومعترف به.. إلا أن بركات ملك الحركات يلاعبنا.. فلماذا لا يلاعبنا المجلس العسكرى ويطرح اسما يشاغبنا ونشاغبه.. بدلا من حالة السكون والركود والجمود التى يتعامل بها معنا.. لدرجة أننا لا نعرف من المجلس الذى يتولى الحكم سوى أسماء معدودة.. والباقين يمثلون المجهول بالنسبة لنا .. والمجهول كما تعرفون مكروه وغير محتمل .. فلماذا يكون الحال هكذا بيننا وبين المجلس الذى لا نعرفه..؟! وزمان.. وفى ثورة 52 كان محمد نجيب زعيماً للثورة .. فرفعنا الشعار المشهور وقتها : كلنا نحب محمد نجيب .. وعندما جاء ناصر غنيناً يا جمال يا حبيب الملايين .. وعرفنا زمان ومنذ اليوم الأول للثورة اسماء الثوار جمال عبد الناصر وجمال وصلاح سالم وزكريا وخالد محى الدين وعرفنا عبد اللطيف البغدادى وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم وأنور السادات وحسين الشافعى وغيرهم.. تعرفنا عليهم وأحببناهم على اعتبار أنهم الثوار من الشباب.. فلماذا لا نتعرف الآن على أسماء المجلس العسكرى.. وربما تحدث الألفة بيننا وبينهم.. بدلا من حالة التجهم المتبادلة .. بما يبعدهم عن قلوبنا.. ناهيك عن بعدهم عن عقولنا !! وفى المرات القليلة التى تحدث فيها بعض أعضاء المجلس.. حدث لنا فرح وسرور.. لأنهم يتكلمون مثلنا ويشعرون بمشاعرنا ويحسون بما نعانيه . أذكر أن الزميلة منى الشاذلى استضافت ثلاثة منهم فى الأيام الأولى للثورة .. وكان اللقاء إيجابياً .. وكان المرور فى الشارع عظيماً .. وشعرنا بالأمل والتفاؤل أن المستقبل لابد أن يكون أفضل مادام هؤلاء هم حراس ثورة الشعب المصرى .. فلماذا الإصرار على التباعد الآن؟! طيب.. هم مجلس مؤقت وظيفته حماية الثورة.. ولن يستمر فى الحكم.. ماشى.. لماذا لانتعرف عليهم على اعتبار أنهم ليسوا من الطامعين وهو ما يحسب لهم.. ولماذا لا يخرج علينا واحد منهم ليفند بعض ما يقول.. وعندما نطالب بعدم تقديم المدنيين للقضاء العسكرى.. كنت أتوقع أن يوضح أحد أعضاء المجلس أن تطبيق الأحكام العسكرية لا يتم سوى فى أضيق الحدود.. والمقصود بتلك المحاكمات سرعة محاكمة البلطجية الذين يعوقون المسيرة .. والذين هم أعداء الوطن والدين والمجتمع .. وهو ما نوافق عليه .. لكن المجلس لا يتحدث ويكتفى بالصمت الرهيب .. وهو رهيب بالفعل..!! ولا أعرف والله.. هل عدم حديث أعضاء المجلس العسكرى مع الجماهير بسبب أنهم أقسموا على ذلك.. أو لأنهم يخشون مواجهة الجمهور.. أم أن هناك حكمة من ذلك.. ولماذا ساعتها لا يختارون واحداً منهم يتحدث إلينا ونتحدث معه على اعتبار أن الحوار هو أقصر الطرق للتفاهم والتفاعل المشترك؟! والله العظيم أن رجل الشارع يسأل ويتساءل عن أعضاء المجلس العسكرى تحديداً.. من هم.. وكيف اختاروهم.. هل فقط بحكم مناصبهم.. أم أنهم من الثوار المشهودين.. وهل لهم سابق أعمال فى شغل الثورة وحكم الجماهير.. أم أن لديهم فقط الخبرة فى حكم العساكر وقيادة الضباط. أنا شخصيا أتمنى أن أعرف كيف أكون - لو اجتهدت- عضواً بالمجلس العسكرى .. وخيبتى القوية أن عائلة حنفى لا تضم الضباط فى صفوفها.. وجميع أفرادها من المجندين.. وهناك خفر وأنفار.. وهناك مجرمون أيضا.. بما يعنى أن العائلة لن تتولى الحكم أبداً !! زمان كنا نعرف ثوار يوليو قبل أن يكونوا حكاما.. الآن نحن لا نعرف المجلس العسكرى الذى يقف فى الظل.. فى حين أن الدكتور شرف يقف تحت الأضواء الساطعة.. فهل يحكمون من وراء ستار.. وإذا كانوا لا يحكمون فهل يراقبون.. هل يتفرجون.. أم أنهم ينتظرون.. لعل وعسى ؟ !